الأغلاط التي يقتضيها المخالف مستوي السطح

2009 البصائر في علم المناظر

كمال الدين الفارسي

KFAS

الأغلاط التي يقتضيها المخالف مستوي السطح الفيزياء

الخطوط المستقيمة التي ترى في المخالف ترى أبداً مستقيمة، وفي المخالف الأغلظ أعظم، وفي الألطف أصغر هكذا ذكروه. 

لكن ما يفضي به البرهان ويشهد له العيان هو أنها إذا كانت موازية لسطح المخالف الأغلظ فيدرك اعظم، وإن كانت على سموت الاعمدة فاصغر.

وإن كانت فيما بينهما فتارة أعظم وتارة أصغر وتارة مساوية، وإن كان ألطف فبعكس ذلك.

أعني أن الموازية تكون اصغر والقائمة أعظم، (والمستقيم يُرى في الأغلظ ذا تحديب ما إلى سطحه وفي الالطف إلى خلافه).

والخط الموازي لسطح المخالف إذا كان في سطح انعطاف واحد فإنه يرى طرفه الابعد عن السهم ارفع في الاغلظ وأخفض في الألطف.

فيدرك الخط في الاغلظ ملاقياً للسطح (في خلاف جهة السهم، وما كان ملاقياً للسطح في تلك الجهة فيدرك ميله غليه اكثر، وما كان ملاقياً) للسطح في جهة السهم فقد يُدرك موازياً وملاقياً في خلاف جهة السهم.

وفي جهته وعليه قياس الألطف، وعلى تصاريف الأحوال فلا يكون الوضع المرئي للمُبصر وضعه في نفسه.

وإن لم يكن  الخط في سطح انعطافٍ واحد ، فإن كان قائماً على سطح انعطاف فيكون لا محالة طرفه الذي على السطح أقرب إلى السهم من الآخر، فيرى الطرف الآخر ارفع وعلى بُعده بعينه من السهم لكونه على خط الخيال فيرى اطول.

وإذ ذاك فلا يكون شكل المُبصر في المخالف محفوظاً إلا إذا كان دائرة صغيرة مركزها على السهم، والسهم عمود عليها لأنها لو كانت قائمة مثلاً على سطح الماء لكان أحد ابعادها وهو العمود أصغر.

والبعد المقاطع على قوائم أعظم فيرى طولها مثلاً أقل وعرضها أكثر، ولذلك يكون الدرهم إذا غمس في الماء بحيث يكون قائماً على سطح الماء ونظر إلى وجهه رئي كبيضي أصغر قطريه قائم على سطح الماء.