الإدارة الوطنية للطيران والفضاء الأميركية [ناسا] .الفشل
2014 لنسامح التصميم
هنري بيتروكسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التكنولوجيا والعلوم التطبيقية الهندسة
ركّزت الإدارة الوطنية للطيران والفضاء الأميركية [ناسا] – التي يقوم مهندسوها ومدراؤها بالتفكير بتصميم المهمات الفضائية التي قد تستغرق في الحقيقة أجيالاً لكي تصل إلى نتيجة مثمرة – على "ملء فراغات المعرفة". وتضمّن ذلك جهوداً واعية لكتابة التقارير التي توثِّق ما هو أكثر من النتائج، والتقارير الجديدة "واسعة وأكثر تفصيلاً" من التقارير القديمة، لأن المهندسين المتمرّسين "لا يريدون لباحثي المستقبل استنباط الخطوات التي اتخذناها ولماذا اتخذناها". فلقد كان هناك شعور في ناسا "بأن من الأهمية بمكان أن تنتقل الخبرات الثمينة المبنية إلى المعرفة من مشروع إلى آخر ومن جيل إلى جيل جديد بالنسبة للمشاريع الطموحة الجديدة والجيل الجديد من المهندسين".
قد تظهر مشاكل بسبب ممارسة المهارات والأساليب بشكل غير منتظم، حتى ضمن نفس الجيل الفني. لقد كان صاروخ توروس XL [أي 40] (Taurus XL) "نموذجاً متطوّراً" لصاروخ كانت له القدرة على إطلاق أقمار اصطناعية صغيرة في المدار، وفي عام 2001 فشل نموذج سابق من توروس في وصول المدار بسبب تعطّل آلة القيادة؛ وقد جهز صاروخ توروس XL بنظام قيادة معادٍ تصميمه بالإضافة إلى مراحل أضخم للصاروخ التي رُفعت سعة حمولته إلى 3000 باوند، وكان إطلاقه الأول، في أيار/ مايو 2004، ناجحاً، لكن مركبة الإطلاق استُعمِلت بشكل متقطع خلال السنوات الخمس التالية. والحقيقة، تم بالمجموع استخدام ثمانية صواريخ توروس، تم إطلاقها بفترات سنوات متباعدة. وفي شباط/ فبراير 2009، فُقد المرصد الفضائي أوربتنغ كاربون (Orbitting Carbon Observatory) التي كانت وظيفته القيام بقياسات جوية دقيقة لثاني أوكسيد الكاربون عندما فشل الصاروخ توروس XL الذي كان يحمله إلى المدار في إيصاله بسبب عدم انفصال الكساء الذي يحفظ المركبة خلال رحلة الصاروخ بشكل مناسب، ما منع المركبة من الوصول إلى السرعة والارتفاع المستهدفين، وسقط الصاروخ وحمولته إلى الأرض واستقرّ في قعر المحيط قرب القطب الجنوبي. حتى في غياب الأجزاء المعابة لغرض تحليلها، فقد تمّ تشخيص مشاكل في الأجهزة باعتبارها "أسباباً تمهيديةً" للفشل، ولكن كان معتقداً بأن السبب الجذري هو "السلوك التنظيمي، والظروف أو الممارسات التي أدّت في النهاية إلى إنتاج وقبول ما ثبت بعد ذلك أنها آليات مُعابة". فإصلاح الأسباب التمهيدية من دون معالجة الأسباب الجذرية يؤدي حتماً إلى حالات فشل مستقبلية، واستنتج رئيس مجلس تحقيق ناسا الذي قام بتحليل حالة توروس XL، عندما أدلى برأيه حول التحقيق بالمشاهدة التالية: "كان للعديد من ذوي العلاقة بإطلاق مرصد أوربتنغ كاربون خبرة قليلة، أو من دون خبرة في إطلاق المركبة. فكلما كان الإطلاق أقل، كلما يجب أن يكون الاهتمام أكبر بالأساليب الرسمية التي تصاحبها الكثير من المعلومات والمعرفة للممارسين السابقين حول كيفية الإطلاق الناجح".
الإطلاق الناجح يعني، بالطبع، التوقّع المسبق لحالات الفشل المحتملة والتصميم ضدّ حدوثها، ومع ذلك، فمن دون الخبرة أو المعرفة بحالات الفشل السابقة، أو بلا شيء آخر سوى الخبرات الإيجابية للنجاحات، سنكون في موقع غير مواتٍ على الإطلاق، وقد تتضمّن الأساليب الرسمية دروساً للتعلم، لكن من المعروف عن المهندسين والمدراء، على حدّ سواء، الانحراف عن الأساليب السابقة. فبعد كل ذلك، نحن نصبو لتحسين الماضي، وهذا يعني تغيير الطريقة التي نصمم ونصنع ونقوم بها بعمل الأشياء، وللأسف، ففي خضم القيام بالتغييرات، نُهمل، عملياً، الخبرة الدفينة في الشيء الذي نفكر في تحسينه، ولهذا السبب، للمفارقة، علينا توقع استمرار حالات الفشل في مفاجأتنا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]