الإستخدامات المختلفة للأراضي في الكويت
2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت
د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي
KFAS
الإستخدامات المختلفة للأراضي الكويت البيئة الزراعة
إن استخدام الأرض في الكويت يتباين بين الاستخدام العاقل والسليم الذي يصون الأراضي ويحفظ توازنها، وبين الاستخدام غير العاقل أو المفرط الذي كثيراً ما يكون السبب الرئيسي لعملية تدهور الأراضي خاصة في المناطق الرعوية.
إذ يؤدي الاستخدام المفرط للأرض إلى سرعة تدهور الكساء النباتي والتربة معا، وهي العناصر الرئيسية التي تمثل الركيزة الطبيعية لحياة الحيوان.
فقد أدى النمو السريع للسكان والتطور الاقتصادي إلى زيادة مساحة استخدام الأراضي في العقود الأربعة الماضية بشكل كبير جدا إلى أن وصلت نسبة استخدام الأراضي أكثر من 95% من إجمالي مساحة البلد، كما هو موضح في الشكل رقم (28) والجدول رقم (22).
وتتباين نسبة نوعية استخدام الأراضي في الكويت من نشاط لآخر، حيث يشمل نشاط الرعي النسبة الأكبر التي تبلغ حوالي 75%، والأنشطة العسكرية والبترولية تغطي نسبة حوالي 4% و 6,7% على التوالي. أما نشاط استخراج الصلبوخ والرمال فيغطي رقعة أرض تقدر بحوالي 2,2% من إجمالي المساحة.
ومن ناحية استغلال الأراضي الزراعية يبين الجدول رقم (23) مساحات استخدامات الأراضي الزراعية، التي تقسم إلى أراضي محاصيل وأراضي أشجار وأراضي صالحة لم تزرع وأراض غير صالحة للزراعة.
وقد أدت زيادة عدد السكان وضرورة توفير الرعاية السكنية الحكومية إلى إضافة مناطق جديدة لزيادة نسب البناء، كما تحولت بعض المناطق السكنية الاستثمارية من مناطق متوسطة الكثافة إلى مناطق عالية الكثافة.
وقامت بلدية الكويت بإعداد المخطط الثالث لدولة الكويت عام 1996 (الشكل رقم 29) والذي يعنى بالوضع الشامل للنمو العمراني وكيفية التحكم باستعمالات الأراضي، حيث يناقش هذا المخطط الهيكل التنظيمي العام والترتيبات الهيكلية باستخدام الأراضي والأنشطة والنقل والبنية التحتية للمناطق العمرانية الحالية والجديدة.
وقد ركزت البلدية اهتمامها على إيجاد حل لمشكلة الإسكان على الأمد القصير وذلك بتوفير مزيد من الأراضي لأغراض الإسكان من خلال توسيع المنطقة الحضرية.
وفي مجال الترويح والترفيه تم تطوير وتخطيط المتنزه الوطني في جال الزور (محمية صباح الأحمد) وجعلت له الأولوية في التنفيذ، حيث تم افتتاحه رسميا عام 2004 ليحقق مكاسب بيئية هامة للدولة.
ونتيجة للزيادة المتوقعة في عدد السكان فإنه من المتوقع زيادة الطلب على المياه، حيث يتوقع أن السكان البالغ عددهم حاليا حوالي 3 ملايين نسمة سوف يحتاجون إلى حوالي 1500 مليون لتر/ يوم من المياه العذبة.
ولا يمكن الوفاء بهذه الزيادة الجوهرية إلا بإنشاء المزيد من محطات تحلية المياه. كما تشجع سياسة الخطة الهيكلية التنفيذية المناطق الحضرية على إنشاء شبكة توزيع لاستغلال المياه المعالجة المنتجة في محطات معالجة مياه الصرف الصحي في كل من العارضية التي سوف يحل محلها محطة الصليبية التي تقع غربي العاصمة، ومحطة الرقة ومطة الجهراء.
وعلى وجه العموم فالتدهور الشامل الذي يطرأ على البيئة في منطقة ما يحدث بفعل جملة من العوامل التي تتداخل مع بعضها، إلا أن أهمها سوء استخدام الأرض والاستثمار غير الراشد للموارد الطبيعية، وعدم أخذ تخطيط مشاريع التنمية بالاعتبارات البيئية.
فعلى سبيل المثال أمكن من خلال مقارنة الصور الجوية المأخوذة للمنطقة غرب الجهراء في منتصف السبعينات ومنتصف التسعينيات، التعرف على التغيرات التي طرأت على المنطقة خلال عشرين عاما تقريبا.
ففي السبعينيات لم يكن هناك استغلال للأرض باستثناء بعض مقالع الصلبوخ المبعثرة في أقصى الأجزاء الشرقية من منطقة غرب الجهراء، أما في منتصف التسعينيات فقد صاحب الزيادة السكانية والتوسع في أنشطة الرعي والسياحة الصحراوية استغلال كامل للمنطقة في عمليات الرعي وإقامة مخيمات الربيع وبعض المنشآت العامة.
ويوضح الشكل رقم (30) الفرق في استخدامات الأرض في منطقة غرب الجهراء خلال هذه الفترة.
ومع زيادة عدد السكان في الأعوام القادمة فإنه يتوقع مزيد من استغلال الأراضي وهو ما قد يزيد الأمر سوءاً وبشكل قد يصعب معالجته، لذلك فإن الأمر يتطلب ضرورة قيام الجهات المسؤولة عن تنمية الأراضي في دولة الكويت بوضع وتحديد سياسة واضحة لاستخدامات الأراضي وتنظيم الأنشطة البشرية لتساهم إيجابياً في تحقيق التنمية المستدامة.
وقد يكون تدهور البيئة الصحراوية بسيطا أي في مراحله الأولى بحيث يمكن السيطرة عليه بطرق سهلة وتكلفة منخفضة في وقت قصير أو قد يكون شديدا يصعب علاجه بما يتطلب جهداً ووقتاً ومالاً أكثر.
فعلى سبيل المثال إن تعرضت مساحة من الأرض الصحراوية لبعض الممارسات البشرية – مثل إقامة المخيمات أو عمليات الرعي الشديد لفترة زمنية محدودة – يتسبب في الاختفاء المؤقت للغطاء النباتي وفي تفتت وتكسر محدود لسطح التربة وهذا هو التدهور البسيط حيث بمجرد حماية وصيانة المنطقة وتنظيم استغلالها لبضع سنوات سرعان ما يزدهر غطاؤها النباتي وتتحسن خصائص تربتها.
وخير مثال على ذلك هو زيادة التغدد الفكري وكثافة الغطاء النباتي في الحقول النفطية منذ تسويرها عام 1995 كما هو موضح في الصورة الفضائية الملتقطة لدولة الكويت سنة 2001م (الشكل رقم 24)، حيث أن المناطق المحمية بسور تحتوي على غطاء نباتي كثيف مقارنة بالمناطق المحيطة بها.
أما إذا تعرضت نفس المنطقة لأنشطة بشرية متعددة في نفس الوقت ولفترات زمنية طويلة فإن ذلك يتسبب في الاختفاء الكامل للغطاء النباتي والتدمير الواضح للتربة (الشكل رقم 31).
وهذا هو التدهور الشديد الذي يتطلب القيام ببعض الإجراءات لإعادة تأهيل التربة مثل تقليب وحرث التربة وزراعة بعض الأصناف النباتية وخلافه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]