الاختراع مقابل التجديد الإبداعي

2014 أبجدية مهندس

هنري بيتروسكي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الرياضيات والهندسة الهندسة

الاختراع مقابل التجديد الإبداعي (Invention vs. Innovation). يعتبر الاختراع عموماً نشاطاً غير رسمي أكثر منه هندسي، وبعض التصاميم الهندسية ينظر إليها وكأنها اختراع مؤسسي. ويقتضي التجديد الإبداعي أخذ الاختراع إلى مستوى أعلى، بمعنى أنه يتضمن درجة من النجاح في السوق تغيّر الطريقة التي يفكّر فيها الناس بالتكنولوجيا ويستعملونها. وبحسب سكوت بيركن (Scott Berkun)، الذي كان يعمل في تطوير تطبيق تصفّح الإنترنت المسمى إكسبلورير (Explorer) في شركة مايكروسوفت، فإن التجديد الإبداعي يعني "تغييراً إيجابياً مهماً". انظر كتاب:Scott Berkun, The Myths of Innovation, expanded and revised edition (Sebastopol, Calif.: O’Reilly Media, 2010).

الاختراع هو التصوّر والتعبير عن شيء ما جديد. والاختراعات التي تعتبر جديدة ومفيدة وغير البديهية يمكن أن تُعطى براءة اختراع، ولكن ليس كل اختراع ببراءة اختراع يمكن أن يتحقّق كمنتج مصنّع أو أن يصبح عملية تنفذ. وبالعكس، ليست كل الاختراعات لها براءة اختراع، مع بعض المخترعين الذين يفضلون الحفاظ على سرية اختراعاتهم، وبهذه الطريقة المحافظة على أطول فترة حماية ممكنة من تلك التي تضمنها مكاتب البراءات. فتركيبة شراب الكوكا كولا لم تكن مبرأة، وبقيت سراً تجارياً لأكثر من قرن. مخترعون آخرون لم يسجلوا براءة اختراع لاختراعاتهم بسبب التكاليف في الوقت والمال لمتابعة البراءة.

هذه الاختراعات، سواء كانت مسجلة أو لا، تستمر في التأثير العميق في الطريقة التي تصنع أو تستخدم بها الأشياء تعرف بالتجديد الإبداعي. وعليه، ففي حين أن تحسيناً صغيراً في  جهاز عام مثل مشبك الأوراق يمكن اعتباره اختراعاً، فإن تطوير الدارة التكاملية التي مكنت من وجود العدد الكبير من التجهيزات الإلكترونية المتاحة حالياً هو بالتأكيد تجديد إبداعي.

يقود التجديد الإبداعي النمو الاقتصادي، فمع صعود الاقتصاد الصيني والهندي تأتي الدعوات المتزايدة في أميركا للاستثمار في التجديد الإبداعي بحيث تبقى أميركا منافسة في السوق العالمية. وأصبحت كيفية الترويج للتجديد الإبداعي موضوعاً للنقاش، حيث يدعو بعض الساسة لتمويل أكبر للبحوث في العلوم الأساسية، وآخرون يقولون إن الهندسة وليس العلم هي التي تقدم طريقاً أكثر مباشرة للتجديد الإبداعي.