العلوم الإنسانية والإجتماعية

الاختيارات المتاحة أمام الباحث لتطبيق “الاختبار”

1995 مستويات النمو العقلي

الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري

KFAS

تطبيق الاختبار العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

بعد أن انتهت عملية مراجعة صيغ بنود الاختبار في مستوياته الثلاثة قام الباحث بإعداد نموذج تجريبي من الأدوات اللازمة لتطبيق الاختبار.

مستخدماً في ذلك كل الإمكانات المتاحة في البيئة المحلية ومع محاولات مستمرة للتوصل إلى أبسط صور الاستخدام لتلك الأدوات وإمكانية تنظيمها وتداولها بين الباحث والطفل عند التنفيذ ، ونظراً لتعدد مجالات الاختبار في مستوياته الثلاثة وبالتالي كثرة بنوده وأسئلته.

فإن الأدوات التي يتطلب تنفيذ الاختبار الثلاثة وبالتالي كثرة بنوده وأسئلته ، فإن الأدوات التي يتطلب تنفيذ الاختبار استخدامها جاءت من الكثرة بحيث يخشى معها أن تسبب قدراً من الارتباك في توجيه الأسئلة أو نوعاً من تشتيت انتباه الطفل.

ولذا فقد حرص الباحث على أن يعد تنظيماً لهذه الأدوات طبقاً لترتيب المجالات والمهام والأسئلة ، وأن يفحص إمكانية استخدام البطاقة أو الصورة أو غيرها لأكثر من مهمة واحدة حتى يتمكن من تقليل عدد الأدوات المستخدمة ككل ، وبحيث تمكن الباحث في النهاية من إعداد حقيبة صغيرة مقسمة إلى عدد من الأقسام الداخلية يمكن تداولها في يسر وسهولة وتفي بالغرض المطلوب في تنفيذ الاختبار .

 

المشكلة الحقيقية في تنفيذ هذا الاختبار والتي أولاها الباحث كل الاهتمام ، تمثلت في محاولة الإجابة عن سؤال "من يقوم بتطبيق الاختبار ؟" ، ذلك لأن الباحث على وعي ودراية بالاشتراطات العديدة التي يجب توافرها فيمن يطبق الاختبار (Anastasi, 1982, P. 32).

وهو أيضاً على وعي بأن نتائج البحث وتحقيقه لأهداف إنما يتوقف في المقام الأول على صدق تطبيق الاختبار ، ولقد كان أمام الباحث خمسة اختيارات، أولها أن يطبق الاختبار بنفسه ، وثانيها أن يساعده في تطبيق الاختبار عدد من الإخصائيات النفسيات المتدربات على تطبيق الاختبارات النفسية والعاملات في إدارة الخدمة النفسية بوزارة التربية في دولة الكويت.

 

وهو إجراء يعد بمثالة خدمة تقدمها الإدارة لتشجيع البحث العلمي ، ويتطلب موافقة الإدارة المسبقة على البحث والتوقيع وما شهب وثالث هذه الاختيارات أن يساعد الباحث عدد من مساعدي الباحثين العاملين في مركز البحوث التربوية التابع لوزارة التربية.

ويتبنى نفس الخدمة التي تتبناها إدارة الخدمة النفسية ، أما الاختيار الرابع فهو إمكانية الاعتماد على معلمات رياض الأطفال أنفسهن بحكم ما لهن من اتصال مباشر مع الأطفال ومعرفة ببنود الاختبار وسهولة الإجراءات بالنسبة لهن.

 

وآخر هذه الاختبارات الخمسة تمثل في الاعتماد على بعض طلبات كلية التربية الأساسية من شعبة رياض الأطفال ومن اللائي يدرسن مقرر القياس والتقويم ، وذلك على اعتبار أن دراستهن لهذا المقرر ، وهو مقرر نظري وتطبيقي في الوقت نفسه يسمح لهن بالتعرف على القياس والتقويم وأدواتهما وشروطهما.

كما يوفر لهن تدريباً تحت إشراف احد أعضاء هيئة التدريس بالكلية على تطبيق بعض الاختبارات النفسية ومن بينها اختبارات الذكاء ، وعلى أن يكون الأخذ بهذا الاختيار مقروناً ببرنامج تدريبي خاص يضمن صدق تطبيق الاختبار .

لقد تبين للباحث من خلال المناقشة المتأنية لكل من هذه الاختبارات الخمسة ، أنه لا مفر من القبول بالاختيار الخامس وهو تدريب عدد من طالبات كلية التربية الأساسية والإشراف على تطبيق الاختبار وذلك نظراً لاستحالة الأخذ بالاختيار الأول حيث لم يكن في مقدور الباحث أن يطبق اختباراً فردياً على عينة مكونة من أكثر من ستمائة طفل في مختلف أرجاء الكويت.

 

كما أن الاختيارين الثاني والثالث حالت دون الأخذ بهما – رغم موافقة إدارة الخدمة النفسية ومركز البحوث التربوية على موضوع البحث وتقديم المساعدة المطلوبة في تطبيق الاختبار – أن بنرامج كل من إدارة الخدمة النفسية ومركز البحوث التربوية لم يكن يسمح بتقديم هذه المساعدة إلا بعد ما يقرب من عام دراسي كامل ، نظراً لانشغال كل منهما في برامج بحثية أخرى ، وترتيب أولوياتها بدءاً بالبحوث المباشرة التي يقومون بها قبل تقديم المساعدة للغير.

وأما الاختيار الرابع فلقد تم استبعاده أيضاً بسبب كثرة الاعباء الملقاة على عاتق معلمات رياض الأطفال أثناء اليوم الدراسي ، فضلاً عن ابتعاد الكثيرات منهن عن الأمور الدراسية والبحثية ربما منذ بداية الممارسة الوظيفية لهن.

 

والأهم من ذلك كله أن كثيراً من الباحثين ينصح بأن يتم تطبيق مثل هذا النوع من الاختبارات دون تواجد الأب أو الأم أو من يمثلهما مثل المعلمات ضماناً لصدور استجابة الطفل غير متأثرة بمثل هذا التواجد (Goodwin & Drescoll, 1988)، هذا فضلاً عن أن معلمات رياض الأطفال ليس من السهل تكليفهن بتطبيق الاختبار على اطفال لم يلتحقوا بالروضة وهو ما تتطلبه إجراءات التحقق من فروض هذا البحث .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى