الاستعمالات المختلفة لجهاز الأُسْطُرْلَاب قديماً
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جهاز الأُسْطُرْلَاب استعمالات الاسطرلاب أدوات علم الفلك
الأُسْطُرلاَبُ هو جِهَازٌ استعملَه القدماءُ في معرفةِ الوقتِ وتحديدِ أبعادِ النجومِ وحركاتِها.
والأسطرلابُ كلمةٌ يونانيةُ الأصلِ مؤلفةٌ من مَقْطَعَيْن: "أُسْتُرو" أي النَّجمُ و"لابُون" ومعناها يَأخُذُ.
وقد أُطْلِقتْ كلمةُ أسطرلاب على عِدَّة آلاتٍ فَلَكِيَّة، فالأسطرلابُ أنواعُ منها: التامُّ والمُسَطَّحُ والهِلاَليُّ والزَّوْرَقِيُّ والعَقْرَبيُّ والكُرِيُّ والآسِيُّ والاسطوِانيُّ والجَنُوبيُّ والشَّمَاليُّ وعَصَا الطُوسِيِّ … وغيرُ ذلك كثيرٌ.
والأسطرلابُ في أبسطِ صُوَرِة عبارةٌ عن قُرْصٍ مَعْدَنِيِّ مُقَسَّم إلى 360 درجة ويُعرَفُ بميزانِ الشَّمس.
ومن أجزائِه العَلاَّقَةُ، وهي حَلْقَةٌ يُعَلَّقُ بها الجهازُ بحيث يسكنُ في مستوٍ رأسيٍ، ثم "العُرْوةُ" وهي الجزءُ الذي تُشْبكُ به الحَلْقَةُ، ثم "العَضَادَةُ" وهي مِسْطَرةٌ تدورُ منطبقةً على القُرْصِ ومثبَّتَةٌ في المركز، ثم "الهَدَفَتَان" وهما صفيحتان صغيرتَان في كُلِّ واحدةٍ منهُما ثَقْبٌ يقابل ثقب الأخْرَى.
يُعتقدُ إنَّ الأسُطرلاَب اختراعٌ يونانيٌّ يُعْزَى ابتكارهُ لمدرسةِ الاسكندريةِ في العصـرِ الهِلِّينِيِّ (في القرنِ الثانِي بعدَ الميلادِ)، ثم طَوَّرَه العربُ في القرون الوُسْطَى، وإليهِم يُعْزَى ابتكارُ الأسطرلابِ التامِّ.
وعن العربِ نقلَه الأوروبيون، عن طريقِ الأنَدُلسِ، وقد انتقلَتْ الأسماءُ العربيةُ للنجومِ إلى علماءِ الفَلَكِ الأوروبيين، على الأخَصِّ عن طريقِ الأسطرلابات العربيةِ لأنها كانتْ منقوشةً عَلَيْهَا.
وقد اعتُرِفَ للعربِ بإتقانِ صناعةِ هذه الآلاتِ، فقد صنعُوا من الأسطرلابِ نماذجَ بديعةً مُتْقَنَةً حتَّى لَقَدْ أصبحَ بفضلِهم أداةً عمليةً وتُحْفَةً فَنِّيَةً في آنٍ واحدٍ.
وقد استهْوَتْ هذه النماذجُ الأوربيين، حتَّى أنَّ معظمَ ما بَقِيَ منها منتشـرٌ الآنَ في متاحفِ أوروبا، ولكنَّ أقدمَ أُسطرلابٍ معروفِ التاريخِ وباقٍ إلى الوقتِ الحاضرِ، هو أُسطرلابٌ إسلاميٌّ من القرنِ الرابِع الهِجْرِيِّ محفوظٍ في "دارِ الآثارِ الإسلاميةِ" في "متحفِ الكُوَيْتِ الوَطَنِيِّ".
كانتْ الأسطرلاباتُ المُطَوَّرَةُ أدواتٍ عظيمةَ الفائدةِ يُمْكِنُ بواسطِتها تحديدُ مواضعِ الشمسِ والقمرِ وغيرِهما من الأجرامِ السماويَّةِ وارتفاعِها عن الأُفُقِ، وتقديرِ مواعيدِ شروقِها وغروبِها ومتابعةِ تَحَرُّكَاتِها، بل يُمْكِنُ استخدامُها في تحديدِ الوقتِ وارتفاعِ الجبالِ وعُمْقِ الآبارِ.
هذا فضلاً عن أنَّها تعتبرُ من أُوْلَى الآلاتِ الحاسبةِ. وقد ابتُكِرَ في عهدِ البِيرُونِي أسطرلاباتٌ تدورُ أجزاؤُها بعضُها على بعضِ بطريقةٍ آلِيَّة بواسطةِ المُسَنَّنَاتِ (التُّرُوس)، وقد راجَتْ هذه الآلاتُ في أوروبا فيما بعدُ، ويُظَنُّ أنها هي التي تَطَوَّرَتْ إلى صُنْعِ الساعات الميكانيكِيَّةِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]