الاعتبارات التي اتخذها المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان عام 1968
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
أخلاقيات الرعاية الصحية العامة والخاصة : نحو إجماع دولي
لاحظت الامم المتحدة عملية التغير الثقافي الذي يصحب البحوث الطبية البيولوجية.
وبعد عشرين عاما فقط من إعلان أن لجميع البشر حقا في منافع التقدم العلمي (الأمم المتحدة 1948).
لاحظت إمكان الا يكون فعل ذلك التقدم نافعا لرخاء الإنسان، إذ إن المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان الذي نظمته الامم المتحدة عام 1968 لاحظ أنه "بينما فتحت الاكتشافات العلمية الحديثة والتقدم التكنولوجي آفاقا واسعة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، فإن مثل هذا التطور مع ذلك، قد يعرض حقوق وحريات الافراد للخطر، مما يتطلب ان يكون هناك انتباه مستمر (الأمم المتحدة، 1968، الفقرة 18).
وأوصى ذلك المؤتمر أيضا بأن تقوم وكالات منظومة الأمم المتحدة بدراسة المشاكل المتصلة بحقوق الإنسان والتي قد تنشأ عن تطورات العلم والتكنولوجيا.
وتؤكد هذه الاعتبارات أهمية تكوين وتطوير إجماع عالمي في مختلف الثقافات على ما يمكن وما لا يمكن اعتباره مرغوبا فيه أو مسموحا به بصرف النظر عن اختلاف المجتمعات والثقافات.
ومن المهم جدا أن يتضمن المشاركون في هذا الإجماع الأطباء المعالجون والعلماء "وإن أمكن غيرهم من القيادات الاجتماعية والجماهير المستهدفة" من الاقطار الاقل نموا والتي يجب أن تجري فيها البحوث أو برامج التوعية أو العلاج أو الوقاية.
إن صياغة سياسية عامة عالمية ودولية على اساس المعايير الأخلاقية (أو الحقوق) التي تتبناها فقط فئات معينة من سكان العالم قد تكون مصدرا للخلافات المستمرة.
لذا يجب الاعتراف بأن يكون الغرض من السياسة العامة محدودا ومحددا، بمعنى وضع قيود مجمع عليها بحيث يمكن في إطار هذه القيود ممارسة أخلاقيات معينة بكل ما تتطلبه من احترام ومثابرة (جروبشتاين Grobstein 1988، ص15).
وفي نفس الوقت هناك اتفاق عام على أنه مع أهمية ملاءمة الثقافة فلا بد أن يكون هناك حد أدنى يمكن اتباعه عبر الحدود السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، من المعاملة المحترمة الإنسانية للاشخاص الذين أصبحوا مرضى تحت العلاج الطبي (جوستين Gostin، 1978/ب)
وقد دخلت وجهة النظر هذه في إعلان حقوق الإنسان والصحة العقلية، الذي صدر عن الاتحاد الدولي للصحة العقلية عام 1989. (الملحق رقم 30).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]