الانتقادات التي وجهت لـ”مفهوم المراحل” لدى بياجيه
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
الانتقادات التي وجهت لمفهوم المراحل لدى بياجيه العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
بقي أن نشير إلى الحجم الهائل من الانتقادات التي وجهت إلى مفهوم المراحل عند بياجيه سواء من حيث طبيعته أو خصائصه .
ويكفي للدلالة على ذلك الإشارة إلى رأي أنصار المدخل الوظيفي في مناقشتهم للعلاقة بين النمو والفروق الفردية ، حيث يجمعون على أن التغيرات النمائية لا يمكن ان تحدث بدون تأثير من البيئة (علماً بأن بياجيه لم يقل ذلك مطلقاً) وأن النمو يحدث وينتج ويتشكل وفقاً للمتغيرات والعوامل البيئية ، وبناء عليه فإنه ليس هناك نقطة نهاية يستهدف مسار النمو الوصول إليها.
وليس هناك محك مستقيم نحكم به على حالة معينة من التغيرات النمائية بانها أكثر او أقل نضجاً ، وبدلاً من ذلك فإن المحك الأول للتعلم وكذلك للنمو هو إنجاز وظيفة محددة أو تحقيق غرض معين في ظل ظروف وسياقات معينة .
اي أنهم ينكرون وجود المراحل وينكرون خصائصها وبالتالي إمكانية أن يقوم فرد معين بعمل ما في عمر محدد ، أياً كان (Catani. 1973; kessen 7 scott, 1983; Kaplan, 1983; Snarey et al, 1983, Gollin, 1984, in Fischer & silvern, 1985, p. 617)، وللرد على هذه الانتقادات وغيرها نرجع إلى تعليق متميز قدمه فلافل بعد عرض متعمق لمفهوم المراحل ويتلخص هذا التعليق في : (Flavell, 1963, pp. 23-25).
أ- لم يكن تحديد المراحل النمائية هدفاً في حد ذاته عند بياجيه ، لكنه في حقيقة الأمر كان يحاول اكتشاف التغيرات الكيفية المميزة لتفكير الطفل والفرق بينه وبين تفكير الشخص البالغ .
ب– يرى بياجيه أن تحديد مراحل النمو ما هي إلا عملية تجريد واستخلاص للفروق الظاهرة في سلسلة شاملة من التغير ، وتتوقف هذه العملية على الطريقة التي ينظر بها عالم نفس النمو إلى هذه التغيرات .
ج- يسلم بياجيه بأن عملية النمو العقلي متصلة ومتدرجة ومستمرة وفي نفس الوقت فهي تنتظم في تتابع يمكن الكشف عنه من مرحلة لأخرى ، كما يمكن بيان المراحل الانتقالية بين كل مرحلة وأخرى تالية لها .
هـ- يربط بياجيه بين تحديده للمراحل المختلفة وما يميز كل مرحلة منها من بنى معرفية وبين مفهومه عن الإتزانية التي يعدها مفتاح إحداث كل تطور في النمو العقلي المعرفي ، بحيث أصبح مفهوم المرحلة قابلاً للامتداد والتوسع ليشمل كل جوانب النمو .
هذا وقد أيد فلافل وأضاف إليه عدد من الباحثين مثلاً Wohlwill, 1973; Fis-cher & Bullock, 1981; Flavel; 1982; Broughton, 1981) وجميعهم يرون فضلاً عن صحة تعليق فلافل أهمية متابعة وإصدار دراسات جديدة خاصة حول التزامن وحول الحتمية في مفهوم المراحل وصولاً إلى تثبيت المفهوم وتوضيحه .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]