الاهتمامات بالممارسة العلاجية للمرضى كجزء من حقوق الإنسان
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
تحاول المفاهيم المتتابعة التي تتكون عن حقوق الإنسان متابعة التطور التكنولوجي والممارسة العلاجية، وليس العكس.
فربما لا نجد تصورات واقعية عن الأحداث المفاجئة التي تقع على الكيان الإنساني نتيجة لإجراءات تشخيصية وعلاجية معينة، تتم بدون فهم لطبيعتها وحدودها وطاقتها.
فقد تكون لها قدرة على الإساءة وفي نفس الوقت على العلاج وعلى الحماية، ويمكن بالتعرف على الصفات البيولوجية الخاصة أن يتعرض الافراد فيما بعد للتمييز.
وقد تُظهر الإدانة الأخلاقية لبعض التقنيات الحالية ببساطة الجهل بفوائد هذه التقنيات أو الفشل في التنبؤ الدقيق بفوائدها المستقبلية.
ويجب التأكد من أن الأمور الصحيحة والخاطئة بالنسبة للإمكانيات الجديدة التي توافرت نتيجة بحوث الطب الحيوية، قد تم تفسيرها، بناء على الدين والعرف والتقاليد، وكذلك بناء على الاخلاقيات البيولوجية، في ضوء أعراف أخلاقية معينة وفي اتفاق مع القيود التي تفرضها الأمور الثقافية والقانونية.
ولكن عند التعامل في العيادة وبجانب فراش المرض حيث التقيد بالاعتبارات الثقافية والقانونية يميل التفاعل بين الاحتياجات الإنسانية للمريض وللأسرة والطبيب، إلى أن يولد مفهوما للعلاقات والعواطف المتصلة بحقوق الإنسان.
ومع تزايد المعلومات وظهور الاستهلاكية في الديمقراطيات الصناعية أصبح المرضى وذووهم اكثر مشاركة في القرارت المتعلقة بالطب البيولوجي الذي يتأثرون به.
ويميلون إلى إصدار أحكامهم على أساس العلاقات القائمة مع الأحباب الذي يحتاجون للمساعدة أكثر من الاعتماد على الاستقلالية والتراحم والعدالة بصورتها المجردة.
وقد يتضمن ذلك كما جاء في الفصل الرابع استخدام أناس آخرين كوسائل وليس كأهداف في حد ذاتهم.
وقد يكون الآخرون مصادر لأجزاء الجسم أو الأعضاء اللازمة لإنقاذ حياة الأشخاص الذين يرتبطون بأواصر المحبة مع الأكبر سنا والأكثر قدرة على تنظيم استمرارية الحياة.
وعندما يواجه الطبيب قرارات عن استخدام الطاقات التكنولوجية التي توافرت حديثا يضطر إلى أن يلتمس المشورة من غير المتخصصين في العلاج الطبي.
ولكن الطبيب المعالج هو الذي يواجه في النهاية المريض وأسرته في صراعه لحماية الحياة والتكامل البدني والنفسي وحقوق الإنسان.
وفي هذا الموقف تكون مهمة الطبيب المعالج محاولة رؤية العالم من خلال أعين المريض. ومسئوليته أيضا هي أن يكون واعيا بانفعالاته ورغبته في استخدام التكنولوجيا الجديدة.
ويكون قادرا وعالما بكل ما قد لا يكون في صالح المريض. وقد يتطلب تحقيق مثل هذا الوعي الذاتي الاستشارة في عملية صنع القرار.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]