التأثير السلبي لـ”استثمار المراعي بشكل تجاري ومكثف” على تدهور الأراضي في الكويت

2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت

د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي

KFAS

استثمار المراعي تدهور الأراضي في الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

ساعدت الظروف الاقتصادية والاجتماعية للبلاد على تدهور الأراضي الرعوية، فقد أهمل أهل البادية مهنة الراعي المتنقل وحل بدلاً عنهم الراعي الاجير، وهو "المرتزق" الوافد من خارج البلاد. 

وتمارس المهنة في معظم فصول العالم، ولا يحدد قانون الرعي عدد الماشية لكل مربٍّ ومناطق وفترات الرعي.  ونتيجة لزيادة الطلب على منتجات المراعي الناجم بسبب ارتفاع القدرة الشرائية لأبناء البلاد، فقد ازداد حجم القطعان دون مراعاة للحمولة الرعوية. 

فهناك زيادة كبيرة في أعداد الأغنام والماشية والإبل التي ترعى بالمناطق الصحراوية المحدودة.  ويوضح الجدولان رقما (17 و 18) الزيادة في أعداد المواشي بدولة الكويت منذ عام 1976م، ولغاية عام 1994م، والعدد المقدر للمواشي المختلفة في المناطق الرعوية بصحراء الكويت في عام 1996م. 

ونظراً لزيادة أعداد المواشي وكثرة انتشارها في منطقة الجواخير (زرائب الحيوانات) وخاصة في منطقتي كبد والوفرة واستغلال الأراضي المحيطة بها وغير المخصصة للرعي، وسهولة الحصول على المياه من المناطق البعيدة وتوفر الإمكانيات المادية لمربي الماشية، أصبح هذا النوع من الرعي السبب الرئيسي في تدهور الأراضي وتفاقم مشكلته.

وبشكل عام ازدادت طاقة المراعي في دولة الكويت زيادة حادة خلال العشرين سنة الماضية.   ففي السابق كان البدو يحافظون على التوازن الايكولوجي في المنطقة خلال الموازنة بين أعداد الحيوانات التي ترعى والقدرة الإنتاجية للمنطقة كما أنهم لم يستخدموا أياً من الآليات في التنقل. 

ولكن من الملاحظ في الوقت الحاضر حدوث انقلاب في هذا التوازن ليس فقط، بسبب تطور أساليب العلاج للحيوانات والتزايد في أعداد الماشية فقط بل بسبب التغير الشديد في حياة البدو. 

هذا التغير يتمثل باستخدام ما لا يقل عن ثلاث أنواع من الىليات في كل نقطة رعي وهي: سيارة ثقيلة لنقل المياه (تنكر) وسيارة حوض لنقل الماشية وسيارة رباعية الدفع للتنقل من المدينة إلى نقطة الرعي. 

فباستخدام هذه الآليات تستطيع الماشية بأنواعها التنقل لمسافات اطول داخل الصحراء وهذا بالتالي يسرع عملية تدهور الأراضي في المنطقة ويقلل من جودة وعدد النباتات الرعوية.