التجارب التي تتيح للأطفال دراسة الظروف الملائمة لنمو النبات
1999 أطفالنا والعلوم في المرحلة الابتدائية
KFAS
نمو النبات النباتات والزراعة الزراعة
هناك العديد من الأنشطة البسيطة التي يمكن للأطفال تنفيذها لاكتشاف الظروف الملائمة للنمو الناجح للنبات، وفي مثل هذه التجارب نحتاج لنباتات سريعة النمو مثل الخردل، وذلك حتى لا ينسى الأطفال الهدف الرئيسي من البحث، ويجب أن تتيح مثل هذه الأبحاث العديد من الفرص للأطفال لوضع الفرضيات، ثم تصميم التجارب وتنفيذها بطريقة متوازنة.
وما أن يكتسب الأطفال بعض الخبرة في إنماء النباتات فإنهم يصبحون قادرين على طرح أسئلة أخرى، أو اقتراح العوامل التي يحتاجها النبات للإنبات والنمو، حيث يمكن بعد ذلك اختبار مثل هذه الأفكار، فمعظم الأطفال يعتقدون بأن التربة ضرورية، ويمكنهم محاولة استخدام أوساط مختلفة مثل نشارة الخشب الرطبة، الحصى، المناشف الورقية، الملابس، الرمل، ورق الكرتون المقوى والإسفنج.
ولعمل تجربة مضبوطة علميا، فإن نوع الوسط يجب أن يكون المتغير الوحيد الذي يتم تغييره، أما عدد البذور وطريقة العناية المتبعة، فيجب أن تكون ذاتها للجميع.
ويمكن اختبار العوامل اللازمة للإنبات الناجح، فمثلا: هل الضوء والماء والدفء عوامل ضرورية؟ وهل يؤثر العمق الذي يزرع فيه النبات؟ في كل تجربة يجب اختبار عامل أو متغير واحد فقط، وإلا لن يعرف الأطفال أي العوامل هو المؤثر فعلا على النمو.
ويمكن لمجموعات الأطفال اختبار عوامل مختلفة، وكلما أمكن يجب على الأطفال التخطيط لتجاربهم وتنفيذها بأنفسهم، فإذا كانوا يختبرون أهمية الضوء، فإن بإمكانهم وضع أحد أوعية النباتات مغطى أو في خزانة، والآخر في الضوء.
مثل هذه التجارب البسيطة – والتي لا تتطلب الكثير من الأجهزة- مفيدة بوجه خاص لتوضيح أهمية تكرار التجربة، فمثال واحد على الاحتفاظ بالبذور في الظلام ليس كافيا لإثبات إن كان الضوء ضروريا للإنبات.
وبالرغم من أنه يجب على الأطفال أنفسهم اقتراح طريقة لتنفيذ كل تجربة بطريقة مضبوطة، إلا أن بعضا منهم قد يعتمد على المعلم في حثه ونصحه لهم. وإحدى الطرق لتنفيذ تجربة عن أهمية العمق الذي يزرع فيه النبات، هي باستخدام ثلاثة أوعية صغيرة للنبات من الحجم ذاته، ويمكن لمجموعات الأطفال المختلفة محاولة زراعة أنواع مختلفة من البذور، مثل الفول، والقمح، والشعير، والذرة السكرية. ويحتاج الأطفال لحساب العدد والنوع نفسه من البذور لكل وعاء وزراعة البذور في قاع الوعاء الأول ومنتصف الوعاء الثاني، وعلى سطح التربة في الوعاء الثالث، ويجب أن تتم العناية بجميع الأوعية بالطريقة ذاتها، وتسجيل وقت بداية نمو كل نبات ومدى نموه. ومن المرجح أن تنبت البذور المزروعة على السطح بسرعة، ولكنها قد لا تعيش لفترة طويلة، وأما بالنسبة لتلك المزروعة في القاع، فلن تحتوي على غذاء طافٍ مخزّن فيها، يساعدها على النمو الكبير الذي تحتاجه للوصول إلى الضوء.
إن أهمية الضوء لإنتاج الغذاء وقوة النبات لمن العوامل الأساسية التي يصعب على الأطفال التفكير فيها بأنفسهم، وفي مثل هذه الحالات قد يقرر المعلم طرح السؤال بنفسه، أو الطلب إلى الأطفال تنفيذ نشاط ما لملاحظة ومناقشة ما يحدث، ويمكن للمعلم أن يحث الأطفال على ملاحظة كيف تتجه الرويشات (الأفرع والأوراق الجديدة) نحو الضوء، ويفسر كيف تحتاج النباتات الضوء للغذاء.
ويمكن عرض ذلك بطريقة مثيرة تماما، عن طريق إنبات الفول في علبة ذات غطاء، وعمل ثقب في أحد جوانب العلبة البعيدة عن النبات، ولا يُزال غطاء العلبة إلا عند سقاية النبات فقط، سيلاحظ الأطفال نمو النبات باتجاه الضوء، وفي النهاية ستخرج الرويشات من خلال الثقب..
وفي مناسبة أخرى يمكن للمعلم الطلب إلى الأطفال الزراعة في ثلاثة أوعية، بوضع حوالي عشرة بذور في كل منها، وقطع أغطية من البوليستر لتغطية كل وعاء، ثم وضع أوزان مختلفة على الغطاء، 100 جم، و 200 جم، و 300 جم.
وستحتاج النباتات لسقاية منتظمة، ولكن يجب إعادة وضع الأوزان إلى مكانها بعد السقاية، وسيلاحظ الأطفال بأن الرويشات تدفع أخف الأوزان إلى أعلى.. وعندما يدرك الأطفال مدى قوى النبات، يمكنهم البحث عن دليل يوضح تأثيره في البيئة، مثل إحداث شروح في أرصفة الشارع والجدران… إن هذه الخبرة ضرورية لتفسير الدور الذي تلعبه النباتات في تجوية الصخور.
ويمكن زراعة الفول لملاحظة تأثير كل من الصخور والجاذبية الأرضية على النباتات، ولكن قبل ذلك يجب نقعها في الماء ليوم كامل، وعادة ما يندهش الأطفال لرؤية مدى ثقلها وضخامتها اللذين أصبحت عليهما بعد النقع.
وبالنسبة للأطفال غير القادرين على استخدام الأوزان المترية، فيمكنهم وزن (فولهم) مقابل كتل مستطيلة وصغيرة من البلاستيك، ويجب أن يضع الأطفال ورقة نشاف حول السطح الداخلي لمرطبان زجاجي يحوي تربة في وسطه لتثبيت الورقة في مكانها، ثم يوضع بذرتان أو ثلاث بذرات من الفول بين الورق النشاف والزجاج، وذلك لملاحظة نمو البذور بسهولة.
إن الرويشة تظهر أولا، وهي تنمو دائما بحيث تتجه للأعلى مهما كان الوضع الذي يوضع عليه الفول، وإذا حرك الأطفال بحرص حبة الفول، بحيث تشير الرويشة للأسفل، فإنها ستصحح نفسها، وذلك لأن الرويشات تنتحي ضوئيا، أي أنها تتجه نحو الضوء.
وبنفس الطريقة، فإن الجذور تنتحي أرضيا، وتتجه للأسفل نحو قوة الجاذبية الأرضية، كما أن الجذور تتجه بعيدا عن الضوء، وستحاول أن تدفع نفسها خلال الورق النشاف إلى التربة المظلمة، ويمكن للأطفال قياس النمو اليومي للرويشات والأوراق والجذور والجذيرات.
إن الأطفال لا يعتبرون الأشجار من النباتات لأنها كبيرة جدا، إلا أنه يمكن التغلب على سوء الفهم هذا بزراعة شجر البلوط أو الكستناء في أوعية، ثم نقلها لزراعتها في أماكن مناسبة لها، أو بملاحظة وتسجيل التغيرات لإحدى الأشجار طوال العام في كتاب الفصل، ومقارنة تغيراتها مع نمو الأزهار والشجيرات الصغيرة، كما يمكن دراسة الشجرة كموطن أو بيئة للكائنات الحية الأخرى.
ومع تغير الشجرة خلال الفصول يمكن تشجيع الأطفال على ملاحظة ما يحدث للحيوانات والنباتات المرتبطة بها، حيث إن ذلك يساعد أيضا على إقامة علاقة بين التغيرات الفصلية والتغيرات في سلوك كل من الحيوانات والنباتات.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]