التحكم في القلب

2012 الجسم البشري

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

قد تكون السمة الأكثر إثارة للدهشة فيما يتعلق بالقلب هي قدرته على التحكم في بعض أعماله دون الحاجة لأي تنظيم من الخارج، حتى من الدماغ.

إذ تقوم نبضات كهربية ضئيلة أو هبَّات بتنظيم عمليات الضخ التي تقوم بها الأجزاء المختلفة للقلب. وتأتي هذه النبضات من مناطق في داخل القلب تسمى العُقَد (nodes).

تقع العُقْدَةُ الجَيْبِيَّةُ الأُذَيْنِيَّة (sinoatrial node) (أو SA اختصاراً) على جدار الأذين الأيمن، وتعمل النبضات المُرسَلة من العُقْدَة الجَيْبِيَّة الأُذَيْنِيَّة على تنظيم نبض القلب ولذلك فإن العُقْدَةَ الجَيْبِيَّة الأُذَيْنِيَّة تُعرَف بالناظمة القلبية (pacemaker)بينما تعمل عقدة أخرى – تسمى العقدة الأذينية البطينية (atrioventricular node) (أو AV اختصاراً)- على إبطاء نبضات العقدة الجيبية الأذينية بدرجة تكفي للسماح للأذينين بإنهاء الانقباض قبل أن يبدأ البطينان في الانقباض.

إذ يتم إرسال النبضات بسرعة إلى الخلايا القلبية في البطينين عبر طيقان العضلة القلبية المُسمَّاه بألياف بوركنجي (Purkinje fibers). يمكن تثبيت ناظمة قلبية في صدور الأشخاص الذين يعانون من بطء أو عدم انتظام نبضات القلب للتحكم في النبض (انظر المجلد الأول: ص68). و يُنتِج الانقباض النَظمي لعضلات القلب الصوت «لاب – دَبّ» الخاص بخفقان القلب. إذ يصدر الصوت «لاب» عند انتهاء الأذينين من الانقباض، فينغلق الصمامان الأذينيان،و يبدأ

البطينان في الانقباض. أمالصوت «دَبّ» فينتج عندما يكون البطينان قد ضَخَّا الدم، فينغلق الصمامان بين البطينين والشرايين.