الطب

التركيب التشريحي لـ”العمود الفقري” ووظائفه

2008 آلام أسفل الظهر

سعاد محمد الثامر

إدارة الثقافة العلمية

العمود الفقري وظائف العمود الفقري تركيب العمود الفقري الطب

إن مناطق العمود الفقري الأربع – الرقبية والصدرية والقطنية والعجزية – يختلف بعضها عن بعض اختلافاً كبيراً، من حيث مرونتها وقابليتها للحركة من جهة، ومن حيث إسنادها وتثبيتها من جهة أخرى.

فالمنطقة الرقبية تتمتع بمرونة كبيرة،وترجع أسباب هذه المرونة على وفرة العضلات التي تثبت الفقرات الرقبية، إضافة إلى أن الأقراص بين هذه الفقرات سميكة نسبياً.

لذا يستطيع الإنسان تحريك رقبته بسهولة في جميع الاتجاهات (الانثناء الأمامي –المد إلى الخلف – الانثناء الجانبي – الدوران)

 

أما المنطقة الصدرية فهي مسودة من الأمام بوجود القفص الصدري، الذي يدعم هذا القسم من العمود الفقري ويحول دون انثنانئه إلى حدٍّ كبير.

إضافة إلى أن الأقراص الغضروفية في هذه المنطقة تكون أقل سمكاً من مثيلاتها في المنطقة الرقبية، وهذا يحد من مرونة هذه المنطقة، لذا نرى أن هذه المنطقة أكثر إسناداً من غيرها.

 

أما المنطقة القطنية فهي أكثر مرونة نسبياً، لأن الأقراص الغضروفية بين الفقرات في هذه المنطقة سميكة ولا وجود لقفص عظمي يثبتها.

لذا نرى أن هذه المنطقة يمكن ثنيها إلى الأمام وإلى الجانبين ومدها إلى الخلف بدرجات متفاوتة، إلا أن حركة الانثناء إلى الأمام هي الأعلى نسبة في حركات المنطقة القطنية وتقدر بنحو 50%.

في حين أن النصف الآخر (50%) لنسبة حركة انثناء يكون في مفصل الورك، ولكن درجة دوران المنطقة القطنية تكون محدودة مقارنة بالمنطقة الرقبية.

 

أما المنطقة العجزية فهي أقل مناطق العمود الفقري مرونة، بل تكاد تكون معدومة؛ إذن أن العَجُز مثبت بإحكام بين عظمي الوركين. 

فعندما يحرك الإنسان وركيه يتحرك عجزه أيضاً.  ويشكل العجز مع عظمي الوركين ما يسمى الحوض، وهو قاعدة العمود الفقري.  وبناء عليه يعتبر العجز الركيزة الأساسية للوضع الجيد للعمود الفقري

 

وظائف العمود الفقري

1- توازن الجذع بالنسبة لسائر الجسم : إن أهمية الاختلاف في التركيب التشريحي للفقرات في كل منطقة من مناطق العمود الفقري ترجع إلى خلق توافق حركي وعصبي وتوازن ميكانيكي يؤدي إلى توازن الجذع بالنسبة لسائر الجسم، وكذلك توازن الجسم التام أثناء الحركة والسكون. 

ويتمثل هذا الاختلاف التشريحي في عدة أمور، أهمها:

 

أ- ازدياد حجم الفقرات من الأعلى إلى الأسفل بما يتوافق مع ازدياد الوزن المُحمّل على الفقرات السفلى.

ب- اتخاذ كل منطقة من العمود الفقري صفة سائدة من حيث الوصف التشريحي، إذ إن كل منطقة تتمثل بانحناء معين بالتناوب مع المنطقة الأخرى على نحو يتوافق مع اتزان الجسم.

ج- التكوين الخاص للقرات والترتيب الخاص لعضلات الظهر، إضافة إلى اتصال هذه العضلات بالقفص الصدري والحوض.

 

2- حرية الحركة والثبات: تقوم كل من العضلات والأربطة والأقراص الغضروفية بين الفقرية ومفاصل السطحيات المفصلية (المفاصل بين قوسي الفقرتين) بدور كبير في قدرة العمود الفقري على التحرك في اتجاهات مختلفة. 

كما تحافظ على ثباته واستقامته بالصورة المنتصبة المألوفة لنا؛ إذ يتم الربط بأربطة طويلة على طول العمود الفقري، وبأربطة قصيرة بين كل فقرتين أو أكثر، وذلك في صورة متزنة تجعل العمود الفقري جزءاً واحداً، لكنه مرن وثابت، ومقاوم لأي إزاحة أفقية أو رأسية أو جانبية أو أمامية أو خلفية.

 

3- تحمل الوزن وامتصاص الصدمات: الانحناءات تعطي العمود الفقري القوة على الثبات مع تمتعه المرونة التي تمكنه من تحمل وزن الرأس والجسم ومن مقاومة القوى الميكانيكية العنيفة وامتصاص الصدمات.

 

4- حماية النخاع الشوكي: تراص الفقرات بعضها فوق بعض واتحاد ثقوبها في خط واحد لتشكيل قناة من الأعلى إلى الأسفل (القناة الفقرية) يجعلان العمود الفقري يضطلع بمهمة حماية النخاع الشوكي والأعصاب النخاعية  (الشوكية) ذات الأهمية الحيوية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى