التغيرات الحاصلة في نظام التعليم العالي ببلدان رابطة الدول المستقلة
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
نظام التعليم العالي رابطة الدول المستقلة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
أنشئت في الاتحاد السوڤييتي شبكة واسعة من مؤسسات التعليم العالي لتوفير، اسميا، حقوقًا متساوية للوصول إلى تعليم من الدرجة الثالثة لمواطني جمهوريات الاتحاد جميعها.
وقبل نهاية 1991 كان هنالك 951 من هذه المؤسسات وبلغ عدد المسجلين فيها 5079800 (بما في ذلك دول البلطيق).
وقد أفضى تفكك الاتحاد السوڤييتي إلى تدمير الروابط الموجودة وإلى الحاجة لتوزيع جهود التربية والتعليم في العلم والتقانة بين بلدان الاتحاد السوڤييتي سابقًا.
وهكذا اضطرت دول الرابطة إلى زيادة قدراتها الذاتية في التربية والتعليم الخاصَيْن بالعلم والتقانة وفي تدريب اختصاصيين رفيعي التأهيل كي تشبع الحاجات الوطنية.
وباستثناء أرمينيا، فإن جميع بلدان الرابطة تدبرت في الحقيقة أمر تقوية شبكاتها الوطنية الذاتية من مؤسسات التعليم العالي العام: فقد أنشىء نحو 40 معهدًا جديدًا في 1993 وحدها، متضمنة تلك التي توفر تدريبًا في الاقتصاد (كيرجستان 1، مولدوڤا 1، روسيا 1، طاجكستان 2، أوزبكستان 1)، وفي القانون (كازاخستان 2) والصناعة والبناء (كازاخستان 2، كيرجستان 5، روسيا 4) وفي الزراعة (روسيا 2، أوكرانيا 1) وفي النقل (تركمانستان 1) وفي اللاهوت (مولدوڤا 1).
وافتُتحت جامعات جديدة ذات طبيعة عامة في كيرجستان (2) وروسيا (3)؛ وأنشئت كليات عسكرية وأكاديميات شرطة في بلاروسيا وطاجكستان. وفي مطلع السنة الدراسية 93/1994 كان هناك (999) مؤسسة تعليم في دول الرابطة (الجدول 6).
وجدير بالذكر أن التعليم العالي لا يزال يتمتع بمنزلة اجتماعية رفيعة عند الناس. وهكذا، وعلى الرغم من الأزمة، فإن التنافس على وظائف في الجامعات والكليات كان مستقرًا نسبيًا، حتى إنه ازداد في كيرجستان وروسيا وأوزبكستان منذ 1985.
إن أعداد الطلبة لكل 10000 من السكان تتناقص في معظم بلدان الرابطة، ولكن في القليل منها مثل روسيا (الشكل 9) وبلاروسيا وجورجيا وكازاخستان وأوكرانيا، عند مستوى 160- 170 (الجدول 6)، تبقى هذه الأرقام قابلة للمقارنة بتلك التي لبعض بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD (انظر OECD، 1994b، 52).
كان التعليم العالي في الاتحاد السوڤييتي موجهًا نحو تدريب الاختصاصيين على نطاق واسع (بالجملة). لذا كان التعليم بدوام جزئي (مسائي) والتعليم عن بعد Distance education أكبر من المعتاد بشكل جوهري (ممثلين حتى %40 من مجمل المسجلين في التعليم العالي).
من الواضح أن هذه الأشكال من التعليم لا توفر النوعية المطلوبة من التدريب، وقد سبب تخفيضها نقصًا في مجموع طلبة التعليم العالي بالرابطة خلال الفترة ما بين عامي 91-1993.
إن عدد المقبولين في مؤسسات التعليم العالي بنظام الدوام الجزئي والتعليم عن بعد تناقص بحدة خلال هذه الفترة في جميع الدول المستقلة حديثًا (عدا طاجكستان). فتناقصت مقررات الدوام الجزئي 4.2 –ضعف في بلاروسيا و3.8- ضعف في أوزبكستان وبمقدار الثلث في كازاخستان وروسيا.
وأوقفت أرمينيا ومولدوڤا المقررات المسائية في مؤسسات التعليم العالي. إن أكبر حصص لطلبة الدوام الجزئي بين كل المسجلين في التعليم العالي في الوقت الحالي موجودة في أذربيجان (%11) وجورجيا (%9) وأوزبكستان (%8) وروسيا (%7). ولا تزال هناك في بعض البلدان نسبة مرتفعة ومتنامية من طلبة التعليم عن بعد، وهي أذربيجان وطاجكستان وجورجيا وأوزبكستان (31-%37).
كانت الأولوية الممنوحة للهندسة معلمًا مهمًا آخر للتعليم العالي في الاتحاد السوڤييتي. ومثَّل عدد المسجلين في الصناعة والإنشاءات والنقل والمواصلات في مؤسسات التعليم العالي نحو %42 من إجمالي المسجلين. ومن ناحية أخرى، كان نصيب الخريجين في التقانات العالية ضئيلاً تماماً.
وعلى الرغم من وجود نقصان مطلق في أعداد المقبولين، فقد أفضت الأولويات الوطنية المتباينة في بلدان الرابطة إلى عدد من حقول الدراسة التي تم فيها نمو حقيقي في عدد المقبولين خلال الفترة ما بين عامي 91- 1993.
وكي تعزز تطوير الصناعة المحلية والإنشاءات والزراعة، فقد أحدثت حكومات آسيا الوسطى زيادات في عدد المقبولين في الكليات ذات العلاقة. ومع ذلك، وإضافة إلى اتجاهات النمو الحديثة في أعداد المقبولين في مؤسسات الدراسات العليا في الاقتصاد والقانون والزراعة، فلا تزال هناك رغبة متزايدة في التعليم الجامعي "التقليدي".
وما فتئت أرقام المقبولين في الجامعات الروسية تنمو باطراد منذ نهاية السبعينات، مما يؤكد حقيقة أن التعليم العالي في روسيا مستمر في الحفاظ على منزلته الرفيعة تاريخياً.
منذ خمس أو ست سنوات كانت الهندسة والطب والزراعة أعظم الحقول شعبية في الجمهوريات السوڤييتية سابقًا، واعتبر الاقتصاد والقانون أقل مكانة.
وقد تغيرت متطلبات سوق العمل منذ ذلك الحين، ولكن نظام التعليم العالي الجامد المؤسس تحت مظلة التخطيط المركزي لم يمتلك قدرات مالية وإدارية كافية ليستجيب على نحو ملائم.
وهكذا فإن عدد خريجي الدراسات العليا في الهندسة والطب (بما في ذلك الثقافة البدنية والرياضة) في الرابطة ازداد بنسبة تتراوح ما بين 14-%15 (مقابل متوسط قدره %11) في الفترة ما بين عامي 91- 1993، في حين تناقص في الاقتصاد والقانون بنسبة %16.
وبسبب التناقضات بين متطلبات سوق العمل والمعروض من الخريجين، فإن نسبة %17.6 من الخريجين عام 1993 في روسيا لم تتلق عرضًا للتوظيف من أصحاب الأعمال عن طريق مؤسسات التعليم العالي، كما كانت العادة لعشرات السنين، إضافة إلى أن %25.7 من الخريجين رفضوا عقودهم، مفضلين أن يجدوا بأنفسهم وظائف ذات أجر أفضل ومكانة أعلى.
وبشكل أساسي في قطاع الأعمال والتجارة. ووُجد بين هؤلاء خريجون في مجالات حديثة وواسعة يحتاج إلهيا السوق، ويشكل هؤلاء ما نسبته 30-%33 من مجمل الخريجين في الاقتصاد والعلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية وهندسة الراديو والاتصالات والحواسيب ونظم التحكم المؤتمت (الذاتي).
ومع وجود الاتجاهات الحالية في التعليم العالي، ينبغي توقع انخفاضات إضافية في تدفق العمالة المؤهلة نحو البحث والتطوير.
وكانت نسبة الخريجين في الاتحاد السوڤييتي في الفترة ما بين 76-1980 الذين ينوون العمل كباحثين %6، ولكن هذا الرقم انخفض إلى %2 قبل 86- 1990 وبلغ عدد الذين بدأوا العمل عام 1993 في أكاديمية العلوم السوڤييتية 1012 خريجًا فقط مقارنة بنحو 3300 في 1989.
واستجابة للتحدي الجديد الذي أحدثه تحول السوق مع الصعوبات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحالية، فإن التغيرات في نظام التعليم العالي بدول الرابطة تركز على ما يلي:
– إنشاء جامعات خاصة تنافس الجامعات الحكومية بلغ مجموعها نحو 200 في 1993، ولكن أقل من نصفها -78-اعتُمدت رسميًا على أنها تقدم تعليمًا يفي بالمعايير الموجود. ومثلت الجامعات الخاصة %7.9 من مجمل عدد المقبولين في الدراسات العليا عام 1993 في روسيا.
– الإدخال التدريجي لمعيارين تعليميين جامعيين (مكافئين لدرجتي البكالوريوس والماجستير)، وإعادة إنعاش البرامج التعليمية.
– تعزيز أشكال متنوعة من خدمات التعليم، مثلاً إنشاء مقررات مقابل أقساط بدوام كامل وبدوام جزئي، وإعادة تدريب حملة دبلومات التعليم العالي باتجاه مهن جديدة، والعمل بعقود للتدريب داخل مؤسسات الأعمال والتجارة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]