التفسيرات المختلفة لنشأة القارات وتكوينها
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس
ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
القارات علوم الأرض والجيولوجيا
تشكلت القارات الأولية القديمة (Protocontinents) في المراحل النهاية من عملية تكوين كوكب الأرض.
وحيث لم يستطع العلماء التعرف على كيفية نشوء كوكب الأرض وبقية كواكب المجموعة الشمسية، إن كل ما يتعلق بنشأته وتكوين قاراته وبحاره عبارة عن نظريات وافتراضات غير مدعمة تماماً بالأدلة العلمية.
واقتراح العلماء أن كوكب الأرض قد انفصل على السحابة الشمسية القديمة منذ 4.6 × 10 9 سنة على الأقل.
وعندما بدأ الإنسان يغزو الفضاء ويكتشف الكثير عن خصائص القمر وكواكب المجموعة الشمسية، عرف العلماء أن كوكب الأرض قد تنامى في الفضاء تبعاً لالتحام المفتتات الكونية، والتي كانت تشبه في تركيبها المعدني النيازك الحجرية.
واقتراح العلماء أن مرحلة نمو كوكب الأرض استغرقت فترة يتراوح مداها من 25 إلى 100 × 10 6 سنة.
وتبعاً لدوران الأرض حول محورها تجمعت المعادن الثقيلة والمواد المشعة في مركزها، ونتج عن ذلك توليد طاقة حرارية عظمة تؤدي إلى انصهار المواد المعدنية وتكوين الغازات التي تنبثق إلى سطح الأرض عند حدوث البراكين.
وخلال الفترة من 100 إلى 500 ×10 6 سنة نشطت عمليات تسخين مواد مركز الأرض وظهرت المصهورات النارية والغازات على سطحها، وتكونت بذلك الأغلفة الغازية والصخرية والمائية لكوكب الأرض.
وبمعرفة المواد المشعة في التكوينات الصخرية القديمة لقشرة الأرض وعُمرها الزمني، رجح العلماء أن أقدم صخور قشرة الأرض عمراً يرجع إلى نحو 3800 مليون سنة على الأقل.
ومن بين هذه الصخور القديمة تلك التي عثر عليها في منسوتا وجنوب غرب جرينلند وفي جنوب روديسيا، حيث تبين أنها تتألف من صخور نارية وأخرى متحولة يتراوح عمرها من 3.5 إلى 4 × 10 9 سنة.
تطور نمو القارات: The Growth of Continents
هناك رأيان مختلفان حول كيفية نشوء صخور السيال (Sial) أو بمعنى آخر القشرة القارية على سطح الأرض وهما:
1- ربما تكونت صخور السيال كيميائياً عند بداية تكوين الأرض ثم تعرضت لتأثير القوى التكتونية (الداخلية) وتشكلت بصورة مستمرة.
2- ربما تكونت صخور السيارل بصورة متواصلة عند حواف الألواح الجيولوجية المتقابلة، ومن ثم فإن هذه القارات تواصل نموها عبر الأزمنة الجيولوجية.
وقد أكدت الأدلة العلمية الحديثة المعتمدة على نتائج التحليل الإشعاعي لنسبة الأسترنتيوم 87 إلى (الأسترنتيوم 86) في صخور القشرة الأرضية مفهوم الرأي الثاني، الذي يقترح تكوين صخور السيال عند حواف الألواح الجيولوجية المتقابلة.
ويوضح شكل (1) القوى المقترحة لكيفية نشوء القشرة الأرضية. فعند انزلاق اللوح الجيولوجي إلى أسف وانغماره في مواد الوشاح يتعرض للإنصهار من جديد، وأول من يتعرض من المعادن للإنصهار هي تلك التي تتميز بحاجتها لكي تنصهر إلى أقل درجة انصهار (Lowest Melting Point) وتقل نقطة أو درجة الانصهار وفقاً لمدى وفرة المياه في التكوينات التي تعرضت للإنزلاق والهبوط في مواد الوشاح.
والمعادن التي تنصهر في البداية هي تلك التي تتميز كذلك بقلة كثافتها. وحيث إن الشرائح المنزلقة تتعرض في هذه الحالة للإنصهار جزيئاً، فإن المعادن المنصهرة الأقل كثافة تتسرب إلى أعلى المعادن غير المنصهرة الأعلى كثافة، وقد تنفصل عنها وتكون كتل من اللابة المندفعة الخفيفة الكثافة.
أما بقية اللابة (وتكون في هذه الحالة أعلى كثافة) فتنساب إلى أسفل وتتميز اللابة في هذه الحالة بأنها من النوع فوق القاعدي Ultrabasic ويطلق على عملية الانصهار الأخيرة هذه تعبير تفاوت أو تباين الانصهار الجزئي (Fractional Melting) (Differentiation).
أما كتل الماجما الأقل كثافة والتي انصهرت في البداية فتستمر في الصعود إلى أعلى وتجد لنفسها مكاناً في الألواح الجيولوجية المتراكبة (Overriding Plates). وعندما تبرد الماجما تصبح جزءاً لا يتجزأ من تكوينات القارات وتزيد من حجمها.
ووفقاً لهذه العملية فإن القشرة الأرضية تتكون فوق أعالي مناطق انزلاق الألواح الجيولوجية وانغماسها في مواد الوشاح.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]