البيولوجيا وعلوم الحياة

التقانات الحيوية للطب الحيوي

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

التقانات الحيوية الطب الحيوي البيولوجيا وعلوم الحياة

إن القسم الأكبر من صناعات التقانة الحيوية في الولايات المتحدة، وبدرجة أقل في كندا وأوروبا، يتركز في حقل الطب الحيوي.

فالصناعات المتعلقة بعلم المداواة وتشخيص الأمراض (التشخيصيات) تكوّن 68% من الصناعات الأمريكية، و43.7% من الصناعات الكندية، ونحو 43% من الصناعات الأوروبية.

وقد زادت مبيعات المنتجات العلاجية في الولايات المتحدة من عام 1993 إلى عام 1994 بما مجموعه 20 بليون دولار تقريباً.

وتشمل التقانة الحيوية الطبية العقارات المأشوبة والطواقم التشخيصية الإنزيمية الوساطة، لكن التصميم العلمي للعقاقير، حيث تجري نمذجة العقار ليلائم جزيئاً معيناً يوفر استجابة محدودة يمكن أن ينجم عنها التحكم في مجرى المرض، أصبح جزءاً أساسياً من التقانة الحيوية الطبية.

هذا وإن تعلّم العلماء المزيد عن الكيمياء الحيوية لعمل الخلية الطبيعي والشاذ يمكّنهم في نهاية المطاف من إنتاج عقاقير تَحُولُ دون النمو الشاذ للخلايا السرطانية، أو تسمح باكتشاف الشذوذ في الدّنا الذي ينذر ببداية تحولات سرطانية، ومن ثم منع حدوث مرض السرطان.

والهدف هو إثارة الاستجابة المناعية للنسج التي تحدث في الأمراض ذات التمنيع الذاتي autoimmune مثل التصلب المتعدد multiple sclerosis وداء الذاب الحمامي lupus erythematosus.

 

والآمال معقودة أيضاً على استعمال جزيئات صغيرة لمقاومة الأمراض العصبية التنكسية أو لتحريض إعادة نمو الخلايا العصبية في حالات كمرض الزايمر، أو التصلب الوحشي الضموري amyotrophic، أو الأذى الذي يصيب الرأس والعمود الفقري، أو الضرر الذي حل بالنخاع الشوكي، أو السكتة الدماغية.

وتشمل بعض العقاقير المأشوبة التي ثبت نجاحها الأنسولين البشري، وهرمون النمو، والإنترفرونات interferons ومنشط مولد بلزمين Plasminogen النسج، والإريتروبويتين erythropoietin، وعوامل أخرى منبهة للخلايا الدموية.

وهكذا فإن للشركات الصيدلانية ولشركات التقانة الحيوية أمالاً عريضة معقودة على الإمكانات الاقتصادية والطبية للجيل التالي من العقاقير.

ومن بين المنتجات الناجحة جداً في مجال فن تشخيص الأضداد، تلك المستعملة في فحص الحمل، والتي غدا استعمالها سهلاً جداً، وأصبحت تباع في المتاجر في الولايات المتحدة وأوروبا لتُستعمل منزلياً. كذلك فإن أدوات اختبار فيروس العوز المناعي البشري HIV تباع الآن في جميع أنحاء المعمورة، وتصنع في بقاع كثيرة من العالم.

وقيمة السوق الأمريكية لأضداد وحيدة النسيلة، والتي يُستعمل معظمها في اختبار الفيروس HIV، قُدَّرت بمبلغ 1.2 بليون دولار هذا العام، وبنحو4 ملايين دولار بحلول منقلب هذا القرن.

 

وفيما تزداد دقة أدوات الفحص هذه وسهولة استعمالها، فإن صانعيها يتنبؤون باتساع تطبيقاتها، حتى إنهم يعتقدون بأنها ستستعمل من قبل فنيين حصلوا على أقل قدر ممكن من التدريب.

وجدير بالذكر أن بعض الشركات أوفدت مجموعات من عامليها إلى الصين وأمريكا الجنوبية لتدريب الفنيين هناك على الاستعمال السليم لأدوات الفحص.

ومن المتوقع أن توفر اللقاحات المأشوبة إسهامات مهمة لتحسين صحة سكان العالم. وتجدر الإشارة إلى أن اللقاح ضد التهاب الكبد الوبائي من النوع B صار يُستعمل في جميع أنحاء العالم، وثمة لقاح ضد فيروس العوز المناعي البشري سيصبح استعماله واسع الانتشار لاسيما في تلك الدول التي ينتشر فيها هذا الفيروس.

ولسوء الحظ فلم يحظ هذا اللقاح حتى الآن بنجاح يذكر، ولا يلوح في الأفق ما يبشر بالكثير، وذلك في الوقت الحاضر على الأقل. هذا وإن البحوث حول اللقاحات ضد هذا الفيروس، التي ستكون مفيدة لأولئك الذين يقيمون خارج البلدان الصناعية، والذين يعانون نوعاً من فيروس العوز المناعي البشري مختلفاً عن ذاك الذي وُجد في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، هي بحوث ليست مكثفة أو عميقة.

وبالمقابل فإن البحوث حول اللقاحات ضد الملاريا، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، وروتافيروس  rotavirus (الذي يسبب إسهالات شديدة عند الأطفال تهدد حياتهم)، وجرثوم Streptococcus pneumoniae الذي يسبب الالتهاب الرئوي البكتيري والكوليرا، هي بحوث جارية بنشاط واضح، وعندما تُستعمل هذه اللقاحات على نطاق واسع، فسيكون لها آثار مباشرة على الصحة العامة عالمياً (Cohen, 1994).

 

هذا وإن اللقاحات ومجموعات اللقاحات الجديدة يمكن أن ينجم عنها تلقيح عدد أكبر من الأطفال في جميع أنحاء العالم. وللأسف فقد أظهرت دراسة حديثة أن قيمة سوق اللقاحات لا تزيد على 3 بلايين دولار، وهذا مبلغ صغير نسبياً مقارنة بمبلغ 1.2 بليون دولار، وهي قيمة المبيعات العالمية لعقار جديد واحد فقط من عقاقير التقانة الحيوية وهو الإريتروبويتين البشري المأشوب.

إن أنظمة توزيع العقاقير هي جزء مهم من قسم الطب الحيوي المتعلق بصناعة التقانة الحيوية. وإيجاد طرق جديدة في التلقيح – بالحقن وبالرش عن طريق الأنف، وبطرق أخرى قيد الدراسة – وحتى في وصف الأدوية، قد يُحدث ثورة في الرعاية الصحية لسكان البلدان النامية وللطبقات الفقيرة في الدول الصناعية.

هناك أسواق أخرى للتقانة الحيوية الطبية أصغر وأضيق تخصصاً وهي الحميات العلاجية التي تنفذ مثلاً بالمداواة الجينية. وتشمل هذه الأسواق "المداواة الخلوية" حيث يجري فيها معالجة خلايا المريض.

وكمثال على ذلك عملية إزالة نخاخ عظم المريض وتخليصه من الخلايا السرطانية، إن وجدت، ثم زرعها في مستنبت نسيجي، وبعد ذلك إعادة حقنها في المريض – الذي عادة ما يكون مريضاً في مرحلة سرطانية متقدمة – وذلك بعد أن يكون المريض خضع لمعالجة بغية التخلص مما تبقى من نخاع عظمه.

 

وفي المعالجة الجينية، ذات الاستعمال المحدود جداً في هذه الأيام والتي تنفذ لإجراء البحوث فقط، يوضع جين طبيعي ضمن الخلايا الشاذة باستخدام حامل Carrier، كأن يكون فيروساً.

ومثل هذه التقانات مكلفة جداً، ومن ثم فإنها محدودة الاستعمال جداً. وتتطلب المعالجة الجينية مراكز طبية ذات تقانات عالية ومستوى عالياً من التدريب حصل عليه أعضاء الفريق الذي يشرف على المريض.

ومن الواضح أن هذه المعالجات، حتى في الدول الصناعية، مازالت مقصورة على الطبقات الغنية جداً، أو على الذين يملكون عقود تأمين جيدة، أو على أولئك المدرجة أسماؤهم في تجارب المشافي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى