التقنيات السيماوية الصينية
1999 تاريخ الكيمياء
صلاح محمد يحياوي
KFAS
التقنيات السيماوية الصينية التاريخ الكيمياء
إن التقنيات السيماوية الصينية التي تتيح تخريب أسباب الضعف والموت وخلق جنين الجسم الخالد هي تقنيات متعددة إلا أن بالإمكان توزيعها في ثلاثة أصناف: غذائية أو صحية، وتنفسية، وتخلقية سيماوية.
وتعد التخلفية أشدها قدرة، وقد صرح "جي هونغ Ge Hong رسمياً في القرن الرابع من هذا العصر أن بالإمكان إطالة الحياة دون اللجوء إلى السيمياء ولكن لا يمكن جعلها خالدة أبداً، إلا أن صعوبة العمليات السيماوية وتكلفاتها الكبيرة قد أنقصت لاحقاً الأهمية العملية – إن لم تكن النظرية – لهذه التقنيات .
كانت بالفعل عمليات معقدة وباهظة الثمن على الرغم من بساطتها الظاهرة كتحضير الزنجفر Dan (وهو كبريت الزئبق الطبيعي الأحمر) وامتصاصه.
وفي الحقيقة، فإن العبارة "يانغ دان Yang Dan" (الزنجفر الذكر) التي تشير إلى الطريقة السيماوية تختلف عن العبارة "ين دان Yin Dan" (الزنجفر الأنثى) التي تطلق على الطرائق الغذائية والتنفسية، تكفي هذه العبارة لإظهار وجوب الحذر من الترجمة الكيماوية الحرفية الموجزة لكلمة دان Dan الزنجفر، وقد لاحظ "تايلور" على الرغم من ذلك غموض التعليمات الموصى بها من أجل تحضير إكسير الخلود.
إلا أن تتالي الألوان الذي يلاحظه السيميائيون الصينيون عبر العمليات هو نفسه التتالي في تحضير "حجر الفلاسفة" الذي حضره السيميائيون الغربيون، فهذه الألوان تنتقل من الأبيض إلى الأحمر.
وكذلك مفهوم المادة الكبيرة من معدن عادي (هو في المقام الأول الزئبق) التي تحولها كمية طفيفة إلى ذهب أو إلى فضة، هو مفهوم شائع في الصين وفي الغرب. كما أن هذه السيمياء وتلك قد وصفتا بأسلوبين متشابهين أفعال امتصاص "الطب العالمي" وهو الإسم الآخر للإكسير.
وقد قرظ "وي بوينغ Wei Boyang" هذا العقار عام 140م قائلاً: إنه افكسير الذي يجعل الشسيخ اللين الدماغ (شبه الأبله) يغدو رجلاً مليئاً بالرغبات". وبأسلوب مماثل وصف السيميائيون الغربيون فعل هذا الإكسير.
كان أسلوب تطور السيمياء الصينية مماثلاً لأسلوب تطور السيمياء الأوروبية في عهود مختلفة، وبدءاً من القرن السادس بعد الميلاد توجهت السميياء الطاوية نحو صوفية قوية بعيدة عن ممارسات المعلمين الأوائل الإيجابية والمادية، فكانت النصوص القديمة تتضمن مجازات تخص حقائق داخلية بحتة، منها مثلاً أن الرولاي (البوذا) تاتاغاتا Thathagata قد وضح في رحمته طريقة العمل (السيماوية) للنار، وقد علم الإنسان الولوج من جديد في الرحم لإعادة صنع طبيعته (الحقيقية) وكمال نصيبه من الحياة.
وليس الأمر أمر عودة رمزية فحسب بل أمر أسلوب سحري تقني تجريبي لإجراءٍ تشغيلي مادي.
وتوجهت السيمياء الباطنية في القرن الحادي عشر الميلادي في اتجاه تأملي، وتحولت في القرن الثالث عشر إلى تقنية تقشفية بتأثير بوذية "زن Zen" في المقام الأول، وقد كان ذلك بتأثير المثقفين الأتقياء مبتعدة عن الصفات التقليدية للسيمياء الصينية المهجورة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]