التلوث الهوائي الناتج عن أنشطة الإنسان الصناعية في دولة الكويت
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التلوث الهوائي أنشطة الانسان الصناعية الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
كما هو معروف فان الصناعات التي كانت قائمة قبل اكتشاف البترول بسيطة للغاية، حيث ارتبطت بالنشاط الرئيسي وهو استخراج اللؤلؤ وصيد الاسماك.
وقد غلب عليها طابع الإنتاج الصغير الذي يتركز في صناعة المراكب المستخدمة في ذلك النشاط ودون ذلك لم يكن يوجد سوى بعض الصناعات والحرف البسيطة بهدف تلبية الاستهلاك الذاتي، مثل صناعة الفخار وصناعة الخناجر وبعض انواع الصباغة وغيرها.
وقد احدث اكتشاف البترول نقطة تحول في جميع نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالكويت مثل غيرها من دول الخليج البترولية ،حيث اتاح ذلك نشوء صناعات استخراجية وتكريرية.
فقد اقيمت مصفاة الأحمدي في عام 1949 لتكرير وإنتاج مشتقات البترول ومصفاة ميناء عبدالله عام 1958 والشعيبة عام 1965 .
وأتاح هذا الاستغلال الموارد المالية التي أدت من خلال الانفاق الحكومي الى قيام حركة بناء وعمران واسعة أدت بدورها الى قيام بعض الصناعات المرتبطة بالهياكل التحتية للاقتصاد.
وبدأت تظهر صناعات مثل صناعة الاسمنت. ولكن اهمها صناعة البتروكيماوت، حيث قامت الكويت بانشاء اول مصنع لها في المنطقة بدأ الانتاج عام 1966.
وقد ترتب على هذه الصناعات بالذات حدوث تلوث هوائي نتيجة لعوادم هذه المصانع ،خاصة الصناعات البترولية، وأن الكويت تملك ثلاث مصاف بطاقة انتاجية قدرها 580 ألف برميل يوميا.
وكذلك قيام صناعات بتروكيماوية تتولاها شركة صناعة الكيماويات البترولية والتي تنتج سنويا نحو 1,45 مليون طن ،منها 140 ألف طن بولي ايثيلين منخفض الكثافة و 600 ألف طن أمونيا وألف طن يوريا ونحو 45 ألف طن من حمض الكبريتيك(يوسف يعقوب،يناير 1962) .
كذلك تعد صناعة الاسمنت من الصناعات المهمة بالكويت وكل هذه الصناعات التي أدخلت حديثا في الكويت قد ساهمت بشكل كبير في التلوث الهوائي كما يتضح ذلك في بعض المناطق الرئيسة بالكويت.
التلوث الهوائي في منطقة الشعيبة الصناعية
تعد منطقة "الشعيبة" الصناعية من ابرز مناطق الصناعة في الكويت، لما تضمه من مصانع ذات أهمية اقتصادية كبيرة للدولة في هذه المنطقة ، حيث تتركز صناعات البتروكيماويات المختلفة.
كما توجد فيها الصناعات الثقيلة التي ساعدت على وجود مرافق طبيعية تستقبل السفن الضخمة وناقلات البترول مما يسهل عملية التسويق الخارجي وجلب المواد الخام اللازمة بسهولة.
كما ان قربها من حقول النفط والغاز الطبيعي يسهل نقل الخامات اللازمة للصناعات البتروكيماوية الأخرى ، اضافة الى قربها من مناطق السكن مما يسهل نقل القوى العاملة من والى المنطقة.
وأخيرا توفر مساحات واسعة تسمح باستخدامها في حالة التوسع الصناعي في المنطقة مستقبلا .
وتتمثل مصادر التلوث بمنطقة الشعيبة الصناعية في ثلاثة مصادر أساسية هي :
1- المصافي : مصفاة الشعيبة والأحمدي وميناء عبدالله .
2- شركة صناعات البتروكيماويات .
3- شركة البترول الوطنية .
وبما أن الصناعات الثقيلة تتركز في منطقة الشعيبة الصناعية، فإن كميات كبيرة من الملوثات تنبعث منها ومن أهمها:
أ- غاز ثاني أكسيد الكبريت.
ب- غاز كبريتيد الهيدروجين.
ج- غاز اول اكسيد الكربون .
د- غازات أكاسيد النتروجين.
ه- غازات المركبات الهيدروكربونية.
وكلها صادرة عن مصانع شركة البترول الوطنية ، وهناك غاز الأمونيا واليوريا الناتج عن مصانع البتروكيماويات.
على أنه بالنظر لخطورة التلوث ،وما يجره عن أضرار على نظم الحياة فقد بادرت الادارة العامة للمنطقة بعمليات رقابة وقياس مستمر لمستوى تلوث الهواء عن طريق إنشاء ثماني محطات قياسية ثابتة ومنتشرة بالمنطقة وموزعة بحيث تكون قريبة من مصادر التلوث الرئيسة .
وتقيس وتقيس أجهزة هذه المحطات الملوثات كل ربع ساعة، وقد لوحظ من قراءات محطات الرصد المختلفة بالمنطقة أن غازي أكسيد الكبريت SO2، كان مرتفعاً معظم أيام السنة وأعلى من الحد المسموح به، أما غاز الأمونيا فسجل ارتفاعاً ملحوظاً في بعض المحطات.
ولوحظ زيادة كبيرة لكل قيم الملوثات في النصف الأخير من شهر يوليو 1988، ويرجع السبب إلى زيادة الطاقية التشغيلية لبعض وحدات الإنتاج او نتيجة لبعض العوامل الطبيعية، خاصة المرتطبة بالمناخ، كسكون الهواء وزيادة نسبة الرطوبة التي تعمل على تركيز نسبة التلوث.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]