العلوم الإنسانية والإجتماعية

التنوع والتغيّر والاستمرارية في تنظيم مجتمع السوق

2014 مجتمع السوق

سبايز بوتشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

لقد رأينا كيف تغيّر دور الدولة وتطوّر مع مرور الوقت. تأثرت هذه التغييرات بالحرب، والأزمات الاقتصادية، والحركات الاجتماعية، وكذلك بالمفكرين وآرائهم. إلا أن دور الدولة لم يتغيّر مع مرور الزمن وحسب، بل إنّه اختلف أيضاً عبر المساحات. تاريخياً، شكّلت مختلف البلدان مؤسسات متنوّعة لدول الرفاه مع تقاليد تنظيميّة مختلفة.

إن فكرة أن الدول تعكس تاريخها المؤسساتي والثقافي المختلف يمثّل انطلاقةً من الكثير من الأفكار حول "العولمة". وكان يعتبر هذا الأمر قوة تجانس كبيرة، من المرجح أن تُجبر جميع الدول على اعتماد سياسات ونهج مماثلة. ومع ذلك، لا تزال ثمة اختلافات هامة بين الدول في مجالات مثل مستوى الضرائب، ومستويات ملكية الدولة، ودرجات عدم المساواة.

ولشرح ذلك، لقد درس الباحثون في مجموعة من التخصصات والتقاليد التطور التاريخي للدولة في مختلف المناطق. وهذا يمثّل تجدد الاهتمام في الاقتصاد السياسي المؤسساتي، إلى جانب تطور الاقتصاد المؤسساتي الجديد ضمن تقاليد الاختيار الكلاسيكي الجديد والعقلاني.

في حين شارك الاقتصاد المؤسساتي الجديد بالتركيز الكلاسيكي الجديد على الوكلاء الأفراد العقلانيين، فإنّه انطلق من الاقتصاد الكلاسيكي الجديد في اعترافه بتكاليف المعاملات (سيتم مناقشتها على نحو أوسع في الفصل 7) ممّا يسلّط الضوء على تكلفة تغيير الطريقة التي تتم بها الأمور. ويبيّن هذا التحليل أن الفروق الصغيرة في المرحلة الأولى من تنمية دولة يمكن أن تكون لها عواقب دائمة لأن "تكاليف" التغيير اللاحق يمكن أن تكون كبيرة جداً. وهذا يساعد على تفسير كيف تبقى الاختلافات في الاقتصادات الوطنية على الرغم من قوة تجانس العولمة من ناحية، ووصفات السياسة الليبرالية الجديدة من جهة أخرى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى