التوزيع الجغرافي لتكوينات العصر الجليدي البلايوستوسيني ومراحل حدوثها
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع
KFAS
العصر الجليدي العصر الجليدي البلايوستوسيني مراحل حدوث تكوينات العصر الجليدي التوزيع الجغرافي لتكوينات العصر الجليدي علوم الأرض والجيولوجيا
يوضح شكل (1) الامتداد الأعظم لتكوينات الغطاءات الجليدية البلايوستوسينية في نصف الكرة الشمالي.
وقد قدر أن هذه الغطاءات الأخيرة شغلت مساحة تبلغ حوالي 13 مليون كم2.
وتتمثل نحو نصف هذه المساحة في قارة أمريكا الشمالية حيث انتشر الجليد من ثلاثة مراكز رئيسة في شمال القارة (شكل 2).
أما التكوينات الجليدية الأوروبية ومكملاتها إلى الشرق من جبال أورال، فقد غطت مساحة تبلغ حوالي 5 مليون كم2، حيث كان الجليد ينتشر من مراكزه الرئيسة في شمال القارة وشمال بحر الشمال.
وإلى جانب هذه النطاقات الرئيسة كانت تتمثل بعض النطاقات الثانوية فوق كل من جبال الألب في أوروبا وجبال الهيمالايا في آسيا، حيث تشععت منهما الغطاءات الجليدية إلى المناطق السهلية المجاورة.
ويرجح أن قلة انتشار الغطاءات الجليدية في سيبيريا يعزى إلى قلة التساقط من جهة ومناخ سيبيريا القاري (ارتفاع درجة الحرارة في الصيف القصير تعمل على ذوبان الثلوج التي تتراكم شتاء) من جهة أخرى.
أما في نصف الكرة الجنوبي فتتمثل المناطق التي تأثرت بالغطاءات الجليدية البلايوستوسينية في معظم أجزاء جزر نيوزيلند.
كما هو الحال في هضبة كوسيسكو (Kosciusko Plateau) ومعظم بقاع جزيرة تسمانيا، وبعض أجزاء من هضبة بتاجونيا، والنصف الجنوبي من شيلي.
أما الغطاءات الجليدية فوق القارة القطبية الجنوبية فقد كانت أعظم اتساعاً وسمكاً (مثلها في ذلك كمثل غطاءات جرينلند في نصف الكرة الشمالي) مما هي عليه في الوقت الحاضر.
كما اتضح أن معظم الأجزاء المرتفعة في أواسط أفريقية قد تشكلت بالتعرية الجليدية وقد كان خط الثلج الدائم خلال عصر البلايوستوسين على منسوب ينخفض بنحو 1500 متر مما هو عليه اليوم.
يتضح من هذا العرض أن أهم ما انتاب سطح الأرض خلال عصر البلايوستوسين هو حدوث الفترات الجليدية.
فقد تميز هذا الزمن بحدوث ذبذبات مناخية أدت إلى تكوين كل من الفترات الجليدية والدفيئة في العروض العليا، وتكوين الفترات المطيرة والجافة في العروض الوسطى.
وقد اختلف الباحثون فيما يختص بعدد الفترات الجليدية البلايوستوسينية التي تعرضت لها مناطق العروض المعتدلة الباردة والباردة.
فقد أكدت فئة من الباحثين أن العصر الجليدي يشتمل على أربع فترات يفصل بينها فترات دفيئة. في حين يرى البعض الآخر حدوث فترة جليدية واحدة خلال العصر الجليدي.
وطبقاً للرأي العام السائد في الوقت الحاضر، فإن عصر البلايوستوسين تعرض لذبذبات مناخية متعاقبة، أدت إلى تكوين فترات جليدية تميز المناخ فيها بشدة البرودة، وتفصل بينها فترات أخرى دفيئة نسبياً.
وقد تعرضت النطاقات الجليدية خلال الفترات الدفيئة لعامل الذوبان لارتفاع درجة الحرارة نسبياً، ومن ثم نشط فعل انسياب مياه الجليد المذابة والتي يطلق عليها اسم (Nivation)، وكان لها أكبر الأثر في تسوية مظهر سطح الأرض وتشكيله خاصة في العروض المعتدلة خلال عصر البلايوستوسين.
وتتمثل أهم دلائل الفترات الدفيئة في رواسب الكهوف وحصباء الأودية(Valley– Gravels)، التي قد تحتوي على أحافير من تلك الكائنات التي تعيش عادة في ظروف مناخية دفيئة.
ويجدر بنا أن نشير على نقطة هامة، وهي أن النطاقات الجليدية لم تغط كل أجزاء سطح الأرض في العروض الباردة أثناء عصر البلايوستوسين، بل تبعاً لسمك الكتل الجليدية، عملت الأخيرة على تغطية المناطق السهلية المنخفضة المنسوب، بينما كانت الأجزاء العليا من المناطق الجبلية المرتفعة، دائماً أعلى من منسوب سطح الكتل الجليدية نفسها.
ويطلق على تلك المناطق التي غطاها الجليد، سواء أكانت داخل نطاق الكتل الجليدية أو تقع بجوار الأطراف الهامشية لهذا النطاق (وراء الركامات النهائية)، اسم مناطق شبه جليدية (Periglacial Regions).
وتميزت هذه المناطق الأخيرة بمناخ شديد البرودة خلال فصل الشتاء الطويل، وكانت تتعرض لمناخ دفيء نسبياً خلال فصل الصيف القصير.
وعلى ذلك تشكل سطح الأرض بفعل التجمد الطويل خلال الفصل البارد، ثم بفعل الذوبان السريع خلال فصل الصيف.
ففي خلال الفصل البارد تجمع الثلج في المقعرات الجبلية وفي بطون الأودية، كما تجمع كذلك في فتحات الشقوق والفوالق الصخرية، تم تعرض هذا الثلج لفعل الذوبان السريع خلال الفصل الدفيء.
ونجم عن توالي عمليات التجمد والذوبان (Freeze and Thaw action)، تمييز هذه المناطق بظاهرات جيومورفولوجية خاصة أطلق عليها تعبير ظاهرات شبه جليدية (Periglacial Features).
وتقسم هذه الظاهرات عادة حسب نشأتها إلى:
(أ) ظاهرة متأثرة بالتركيب الصخري:
اتساع فتحات الشقوق (Open – joints) والثنيات الصخرية (Superficial folds) المحدبة الظاهرية والجيوب أو الفتحات الطولية في التربة (Involution).
(ب) ظاهرات ناتجة عن فعل التعرية:
الأودية الجافة والتلال الانفرادية المستديرة (Rounded Knobs) والشواهد والجبال الصخرية المنعزلة (Tors).
(ج) ظاهرات ناشئة عن فعل تحرك الرواسب، وصخور سطح الأرض وانزلاقها وتساقطها وتشمل:
زحف الكتل الصخرية وزحف المفتتات الصخرية المشحونة بالمياه، (Soliflution) وتكوين الحقول الحصوية الصخرية، (Boulder – Fields) والانزلاقات الأرضية وتساقط كتل الصخور.
(د) ظاهرات ناشئة بفعل الإرساب:
الفرشات والتلال الرملية (Sand hills and Sand sheets) وتربة اللويس (Loess).
وتعد أهم العوامل التي ساهمت في تكوين هذه الظاهرات الجيومورفولوجية المختلفة وتشكيلها تحت تلك الظروف المناخية السابقة ما يلي:
أ- فعل التجمد والذوبان.
ب- فعل المياه المذابة من الثلج المتراكم فوق المنحدرات.
ج- فعل الرياح الشديدة في عصر البلايوستوسين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]