التيارات الهوائية النفاثة

2013 دليل التنبؤ الجوي

ستورم دنلوب

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

تيار الهواء هو شريط سريع من الهواء في الغلاف الجوي السفلي الأعلى والغلاف الطبقي السفلي ينشأ حيث يكون هناك تباين كبير في درجة الحرارة، وعلى الرغم من أن هناك الكثير من تيارات الهواء إلا أن أهم تيارين بالنسبة لجو السطح يحدثان حيث يكون هناك تقطعات كبيرة في الفاصل السفلي ، أي قرب الجبهة القطبية حيث يلتقي الهواء القطبي البارد مع الهواء شبه المداري الدافئ وقرب المرتفعات شبه المدارية حيث يلتقي الهواء الساخن نسبياً من المنطقة المدارية مع الهواء العائد من خطوط العرض المعتدلة.

تتشكل تيارات الهواء – كالرياح في المستويات المنخفضة- حيث يكون هناك اختلافات رئيسية في درجة الحرارة على ارتفاع 9.000 متر (30.000) تقريباً (راجع النص ضمن الإطار المقابل لمعرفة وصف المرتفعات في الجو)، ويمتد عمود الهواء الدافئ إلى ارتفاع أكبر من الهواء البارد المجاور، ولأن الضغط محدد بكمية الهواء فوق موقع معين فإن الضغط في الجانب الدافئ من الجبهة أكبر منه في الجانب البارد مما يشكل اختلافاً في الضغط،ففي نصف الكرة الشمالي مثلاً يقع الهواء الدافئ (والضغط المرتفع) نحو الجنوب لذا فإن تدرج الضغط الجوي يدفع الهواء شمالاً، إلا أن تأثير كوريولس يوجه الهواء نحو اليمين (باتجاه الشرق) مما يزيد من تيارات الهواء الغربية القوية، أما في نصف الكرة الجنوبي فإن تدرج الضغط الجوي يدفع الهواء نحو الجنوب إلا أنه عندما يعمل تأثير كوريولس في الاتجاه المعاكس فستكون النتيجة تيارات هواء غربية قوية أيضاً.

تمتد تيارات الهواء كالجبهة القطبية حول الكرة الأرضية إلا أن ارتفاعها وقوتها يتراوحان، فهي تكون عادة بطول آلاف الكيلومترات وعرض مئات الكيلومترات لكن عمقها بضعة كيلومترات فقط، وتقنياً فإنه يتم اعتبار الجريان تياراً هوائياً عندما تكون سرعته بين 90 و 110 كم في الساعة (بين 56 و 68 ميل في الساعة) كحد أدنى، وإن أعلى سرعة مسجلة هي 656 كم في الساعة (408 ميل في الساعة) فوق الجزر الغربية في اسكتلنده في 11 ديسمبر/كانون الأول 1967 إلا أن سرعة الرياح تختلف بشكل كبير لتنخفض عن الحد السفلي مما يؤدي إلى تقطعات في جريانها حول الأرض، وأحياناً ينقسم التيار إلى فرعين مما يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الطقس من تحتهما.

سرعة الرياح مرتفعة كثيراً ضمن تيارات الهواء وهي تؤدي إلى اختلاف كبير في سرعة الطائرات التي تطير ضمنها (كان ذلك عاملاً رئيسياً في اكتشافها في فترة 1940)، إذ تتعرض الطائرات المسافرة بنفس اتجاه تيار الهواء (باتجاه الشرق عموماً) إلى سرعة أكبر بينما تستغرق الطائرات المتجهة بشكل معاكس فترة أطول.

لأن تيارات الهواء ضيقة نسبياً لكنها تتحرك بسرعة كبيرة فإنها موقع لحزم كبيرة من الرياح والاضطرابات التي تصاحبها، وقد تواجه الطائرات التي تدخل أو تغادر تيارات الهواء اضطرابات شديدة معروفة باسم اضطرابات الهواء في الجو الصحو (CAT)، وعلى الرغم من أن التقنيات الحديثة للتنبؤ الجوي تمكننا من التنبؤ بالعديد من هذه المواقع إلا أننا مازلنا نواجهها أحياناً بشكل غير متوقع، ولحسن الحظ فإنه بالرغم من أنها غير مريحة وتسبب في حالات نادرة أضراراً للمسافرين والطاقم إلا أنها ليست خطراً رئيسياً على السلامة بعكس الاضطرابات بالقرب من الأرض.

تهب حزم عمودية من الرياح عندما يكون هناك طبقات في ارتفاعين مختلفين كأعلى وأسفل تيار الهواء أو عندما تهب رياح دافئة قوية فوق طبقة هادئة من الهواء البارد على السطح، بينما تهب حزم أفقية من الرياح عندما يكون هناك تغيرات كبيرة في طبقة واحدة، ويتم ذلك على جانبي التيار وعند حواف الهواء الذي يجري باتجاه الأعلى أو باتجاه الأسفل ضمن أنظمة العواصف.

عموماً تؤثر تيارات الهواء النفاثة بشكل كبير على تطور وحركة وتلاشي المنخفض فبينما يتحرك التيار الهوائي النفاث حول العالم في مستوى مرتفع فإن اتجاه الهواء ينتشر (يتشعب) في نقاط محددة ويصبح أكثر تركيزاً (يلتقي) في نقاط أخرى، وعندما يتشعب الجريان فإنه يسحب الهواء نحو الأعلى من الطبقات السفلى وبالتالي يكثّف أي منخفض تحته، وبالعكس فعندما يلتقي الهواء يتجه نحو الأسفل وقد يمنع المنخفض من التشكل أو تسريع تلاشيه.

يتأثر موقع التيار الهوائي النفاث بشكل جزئي بارتفاع سطح اليابسة من تحته، ففي نصف الكرة الشمالي تعتبر جبال روكي في أمريكا الشمالية وهضبة التيبيت المرتفعة وجبال الهيمالايا عوامل هامة جداً، وعادة ما تهب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية الصيفية عندما يبدأ التيار الهوائي النفاث الذي يقع جنوب جبال الهيمالايا وهضبة التيبيت بالتحرك إلى الجانب الشمالي، وعادة ما تحتوي التيارات الهوائية النفاثة على سحب يمكن رؤيتها من الأرض (الصورة في الأعلى) أو في صور آتية من الفضاء .

 

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]