الجمعيات المؤسسة الهندسة
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الجمعيات المؤسسة (Founder Societies). تضمّ الجوانب الخمسة من الختم السداسي لمؤسسة الهندسة المتحدة مختصرات لجمعيات الهندسة هي: الجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين (ASCE- Engineering Foundation Contain the Abbreviations of Engineering Societies) والمعهد الأميركي لمهندسي المناجم AIME والجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيينASME ومعهد مهندسـيالكهرباء والإلكترونياتIEEE والمعهد الأميركي للمهندسين الكيمائيينAIChE . أما الجانب السادس فيحمل التاريخ 1904. وتؤلّف هذه الجمعيات ما يعرف بـ "الجمعيات المؤسسة" للهندسة ولكن كيف يمكن للمعهد الأميركي للمهندسين الكيمائيين الذي أحيا ذكراه السنوية عام 2008 أن يقترن بتاريخٍ سبقه بأربع سنوات؟
يمكن طرح السؤال نفسه على معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الذي يعود تأسيسه لعام 1963 عندما تشكّل من دمج المعهد الأميركي لمهندسي الكهرباء (الذي تأسّس عام 1884) ومعهد مهندسي الراديو (1912). وجذوره في المعهد الأول هي من أدّت إلى تسميته بمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات وهذا ما مكّنه من الادعاء بأن يكون واحداً من الجمعيات المؤسسة.
مؤسسة الهندسة المتحدة UEF هي وريثة جمعية المهندسين المتحدة التي أسست فعلاً عام 1904 بفضل الدعم المالي لأندرو كارنجي (Andrew Carnegie). مكّنت أموال كارنجي من تشييد بناء الجمعيات الهندسية الذي افتتح عام 1906 في نيويورك. كان هدف مؤسسة الهندسة المتحدة الأول الإشراف على المقر المشترك للإدارات ومكتبات الجمعيات المؤسسة الأصلية وهي المعهد الأميركي لمهندسي المناجم والجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين والمعهد الأميركي لمهندسي الكهرباء (مرتّبة بحسب تاريخ بدايتها). أما الجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين السابقة لكل المعاهد والجمعيات فكان لها بناؤها ولم تلتحق بنادي [الجمعيات المؤسسة] إلا في عام 1916.
مع الوقت، نمتْ الجمعيات المؤسسة أكثر بكثير من سِعة البناية المشتركة لمقراتها الرئيسية وبدأت بالبحث عن بدائل أخرى. والتحق المعهد الأميركي بالجمعيات المؤسسة عام 1958، قبل بضع سنوات فقط من انتقالها كلها إلى المركز الهندسي الموحّد الحديث والكبير في نيويورك نفسها، بقرب مباني الأمم المتحدة. وفي هذه الأثناء، حيث إن بعض الجمعيات المتوسعة رغبت في الانتقال إلى أماكن أخرى نظراً لكلفة الصيانة العالية للمكاتب في مدينة نيويورك، قرّر المؤسسون بيع عقاراتهم الثمينة. (هُدم البناء المؤلف من 22 طابقاً وأقيم مكانه بناء من 72 وهو برج ترمب العالمي (Trump World Tower)، وهو يضمّ شققاً فاخرة). وفي عام 1998 ذهبت كل جمعية في طريقها. فالجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين نقلت قيادتها إلى رستون في ولاية فيرجينيا، والمعهد الأميركي لمهندسي المناجم انتقل إلى ليتلتون في كولورادو؛ أما معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات فنقل عمليّاته إلى بيسكاتاوي في نيوجرسي، ولكنه أبقى مكاتب له في مدينة نيويورك. أما الجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين والجمعية الأميركية لمهندسي الكيمياء فقد استمر عملهما في مقرّ كل منهما في مدينة نيويورك. كان هذا كلّه بعد قرن من جهود كرنجي لجمعهم قرب بعضهم ولكن الجمعيات ابتعدت أكثر عن بعضها.
التوحيد الفلسفي باعتباره نقيضاً للاتحاد المادي لجمعيات الهندسة الرئيسية لم يحدث أبداً. ومع أن جمعيات المهندسين شغلَت مكاتب متجاورة طيلة معظم القرن العشرين، لكن رسالة كل منهما ومطامحهما أبقتهما فعلياً بعيدتين عن التوحّد لتقديم صوت واحد باسم مهنة الهندسة. ويعتقد بعض المراقبين أن هذا أعاق المهندسين عن بلوغ المقام الذي حقّقه الأطباء أو المحامون الذين كان لكل منهم جمعية مهنية أميركية موحدة. وقد يمكن لخاتم مؤسسة الهندسة المتحدة أن يستمر في تقديم صورة الوحدة بين الجمعيات المؤسسة، ولكن التاريخ الذي خلّفته وراءها يشي بغير ذلك.
عندما تشكلت الجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين عام 1852، كانت الجمعية الهندسية الوطنية الوحيدة، وكانت تضمّ كل فروع الهندسة التي لم تكن عسكرية. ولكن مع تطوّر السكك الحديدية والتلغراف وعجائب الثورة الصناعية، لم يكن لجمعية هندسة مدنية أن تقدّم مظلة واسعة بما يكفي ليجتمع تحتها مهندسو المناجم والميكانيك والكهرباء. ولذلك شكّلوا جمعياتهم الخاصة بهم.
مع التكاثر المستمر للجمعيات الهندسية المتخصصة على امتداد القرن العشرين، أصبح هدف وجود جمعية مهندسين متحدّة وهماً على نحو متزايد. والجمعيات المنفصلة نمتْ بشكل كبير وأصبحت أقوى من أن ترحّب بالتخلي عن استقلالها – أو بالتشارك في عضوياتها. ويمكن لمؤسسة الهندسة المتحدة أن تقف كرمز لما اعتُقد مرة أنه ممكن، ولكن من غير المحتمل أن تكون يوماً أكثر من رمز.(Adapted from "Founding Societies," ASEE Prism, October 2008).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]