الجهود المبذولة لحماية المياه الشاطئية الكويتية من التلوث النفطي “البترولي”
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المياه الشاطئية الكويتية الكويت التلوث النفطي البترول البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
اتضح مما سبق أن منطقة الخليج العربي بشكل عام والكويت بشكل خاص تعاني من تلوث نفطي خطير تمثل مصادر الرئيسة في الصناعات النفطية التي تشغل جزءاً كبيراً من سواحل الخليج بالمصانع الخاصة بالتكرير والمصافي المختلفة ووحدات إنتاج الكهرباء وتقطير المياه.
وكل هذه النشاطات لها تأثير سلبي على البيئة البحرية، هذا إلى جانب ما يتسرب إليه أثناء الشحن ونقل البترول وما تعرض ناقلات البترول من حوادث، مثلما حدث في الثمانينات.
وكذلك ما تحمله مياه الموازنة من مواد هيدروكربونية وكيميائية لمياه البحر لها أضرارها البالغة على تلوث مياه الخليج والإضرار البالغ على الأحياء البحرية.
وقد تفاقمت هذه المشكلة بشكل حاد للغاية بعد حرب الخليج، وتسرب كميات ضخمة من البترول إلى مياه الخليج والواقع أن هناك جهوداً سابقة لحرب الخليج من قبل الدولة لحماية الشواطئ من التلوث النفطي وإن زادت وضوحاً في أعقاب تحرير الكويت.
ويمكن إيجاز الجهود التي بذلت لحماية الشواطئ الكويتية من التلوث ولإزالة آثار التلوث البترولي الناجم عن الغزو العراقي فيما يلي:
1- إنشاء المراكز العلمية المتخصصة في شؤون البيئة لتخريج كوادر علمية مدربة على عمليات حماية البيئة ومنها معهد الكمويت للأبحاث العلمية، والذي أنشئ عام 1967.
بهدف إجراء الدراسات المتعلقة بالحفاظ على البيئة والموارد والثروة الطبيعية ومصادر المياه والطاقة؛ وتقديم الخبرات والخدمات الاستشارية للجهات الحكومية والأهلية على السواء.
ومن أهم المختبرات العاملة بالمركز مختبر التلوث البحري (المواد العضوية وغير العضوية). وقد ساهم العديد من أبنائه في عمليات تحليل مياه الخليج ووضع السبل لمعالجة التلوث الناجم عن التسرب البترولي.
2- عقدت المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية اجتماعها الفني الأول في مدينة الكويت عام 1985.
وأوصت بعدة توصيات تمثل أهمها في أن تقوم المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية بإعداد الدراسات اللازمة لتقييم أداء المشتقات الكيماوية في ظل الظروف المحلية للمنطقة البحرية.
مع التوصية باستعمال المشتقات التي تتطابق مع المواصفات العالمية المقبولة.
3- تشكيل فريق غوض كويتي يعمل على انتشال قوارب الصيد واليخوت التي غرقت أمام الساحل الكويتي أثناء الغزو العراقي للكويت، إلى جانب قياماه بانتشال المخلفات التي تسبب تلوث المياه الشاطئية، مثل الأجسام المعدنية والمخلفات وغيرها.
4- تم في مارس 1992 أول دراسة ميدانية شاملة لبيئة الخليج البحرية وآثار الحرب عليها، وذلك من خلال سفينة الأبحاث العملية الأمريكية (مونت ميتشل) التي استغرقت مائة يوم. وقد تم خلال هذه الرحلة العلمية ما يلي:
أ- مسح شامل للخواص الفيزيائية البحرية للمياه الإقليمية الكويتية وبعض مناطق الخليج العربي .
ب- دراسة التيارات البحرية وديناميكيات المياع بالخليج .
ج-دراسة الرسوبيات ومدى تشبعها بالمواد الهيدروكربونية، مع دراسة تحليلية بيولوجية على هذه المواد في القاع .
د-أخذ عينات من عمود الماء لإجراء التحليلات في المستقبل مع دراسة مكثفة على الشعب المرجانية Coral reefوأنواع عديدة من الأحياء البحرية لدراسة أثر التلوث عليها .
5- إطفاء ابار البترول المشتعلة في زمن قياسي بالنسبة لعددها الكبير.
وجدير بالذكر في ذلك أنه البيئة البحرية الكويتية ثأثرت كثيرآ بحرائق الابار البترولية، حيث تترسب دقائق السخام والمركبات الهيدروكربونية المكونة لسحب الدخان في مياه المنطقة البحرية .
6- بذلت مجهودات ضخمة، مستخدمة عدة طرق لمكافحة البقعة البترولية في المنطقة البحرية، كان اهمها استخدام الحواجز المطاطية لمحاصرة البقع الزيتية، ثم قشط الزيت المتجمع أو شفطه وذلك باستخدام مضخات خاصة.
وعادة ما تستعمل الحواجز لتسييج البقع الزيتية والحيلولة دون وصولها إلى مناطق سحب مضخات مياه التحلية أو مأخذ مياه التبريد لمحطات توليد الطاقة الكهربائية.
وبالنسبة للقشاطات فهي عبارة عن أجهزة تقوم بقشط طبقة النفط السميكة الطافية فوق سطح المياه ويتم تجميع النفط المقشوط وسحبه باستخدام المضخات .
وهناك وسائل أخرى كيماوية وبيولوجي، ولكنها استخدمت على نطاق ضيق اما بسبب الاثار الجانبية لها كما هو الحال مع المذيبات الكيماوية أو الحاجة إلى التجريب كما في الوسائل البيولوجية .
وعموما تم إزالة بقع الزيت والتي كانت تشغل نحو 1000كم2 على مياه الخليج أمام الساحل الكويتي .وتتجه البيئة الساحلية الى التحول – وإن كان تحولآ بطيئا – إلى التوازن البيئي أو الصورة قبل التلوث، خاصة وأن درجة التلوث النفطي وصلت الى نحو 48مرة قدر الوضع السابق للغزو العراقي للكويت .
7- يقوم معهد الكويت للأبحاث العلمية بإجراء دراسة حول تقدير الخطر من تناول السكان لأسماك الخليج المتأثرة بالتلوث النفطي، وقدرت نسبة السموم بها من خلال قياسات علمية دقيقة ومتكاملة.
كما يقوم بدراسة تقييمية لمخزون عوالق البلانكتون، ويجري العمل بمشروع لتطوير مخزون محار اللؤلؤ وطرق المحافظة عليه في المياه الكويتية، وإعداد خطط لادارتها والحفاظ عليها ودراسة جدوى استزراع اللؤلؤ .
8– نظرآ للدمار التام الذي لحق بموقع السالمية، حيث تجري تجارب الاستزراع المائي، فلقد انصبت الجهود على إعادة تأهيل وتشغيل مفاقس الأسماك البحرية وسمك البلطي.
وإعادة تأهيل وحدة أبحاث إنتاج العلف والغذاء الحي للأسماك وذلك تمهيدآ لاستئناف إنتاج وحدات من الكلوريلا والدولابيات على نطاق واسع، واستمرار توفير علف حي لدعم نشاط تفقيس الأسماك البحرية .
9- في مجال الهتمام بمشاريع تحلية مياه البحر انجزت المرحلة الثانية لتحلية المياه بالتناضح العكسي، والتي تتضمن دراسة تقنيات التناضح العكسي والتوصل الى نتائج فيما يتعلق بتحلية المياه.
حيث يتضح من الشكل (50) تطور كميات المياه التي تم تحليتها، حيث زاد معدل الانتاج اليومي من 300ألف في اليوم سنة 1975 إلى 1.3مليون /اليوم في سنة 1988.
ويجري العمل بمشروع استخدام الفلترة المجهرية في معالجة مياه البحر المغذية لوحدات التناضح العكسي، وبمشروع لتقييم تأثير الملوثات النفطية على مياه التغذية والمياه المنتجة في محطات تحلية المياه بالكويت، وذلك بتحليل عينات من مياه الشرب المرسلة الى المستهلكين والتي يزيد معدل استهلاكها بشكل مضطرد كما يتضح من الشكل رقم(51).
وإذا كانت المياه البحرية تمثل مصدرآ رئيسآ للمياه المستحدمة في أغراض الشرب والصناعه والاستعمالات المختلفة، فقد انصب الاهتمام على حماية مياه البحر من خلال تشجيع الدراسات الخاصة بتوزيع الملوثات في المياه البحرية.
كذلك بذلت مجهودات كبيرة لحماية الثروة السمكية، من خلال سن القوانين الخاصة بذلك، بهدف تنمية الثروة السمكية وتجنب الصيد الجائر Over Fishing وتحديد مناطق التجمعات السمكية، ارتبط بذلك تطور الصناعات الخاصة بالتعليب والتجميد وتشجيع الاستثمارات الخاصة بهذه الموارد البيئية الجيدة.
خاصة مع قلة مصادر اللحوم الأخرى وصعوبة تنميتها بالمقارنة بالثروة السمكية والاهتمام بمحارات الؤلؤPearl Wysfers وتشجيع عمليات الحماية الخاصة به، وتجميع معلومات عن عمليات الغوص التقليدية القديمة ومناطق تربيتها بالمياه الساحلية .
كذلك تركز الاهتمام بمنطقة خط الساحل Coasl Line من خلال تكثيف الجهود المبذولة لدراسة نوعية المياه في الخليج الكويتي، ودراسة عمليات النحت وامتلاء الخلجان بالرواسب وغيرها من العمليات الجيومورفوهندسية الخاصة بحماية الشواطئ من التآكل والاطماء Slting وكذلك تطوير المواني .
أما عن الجزر فهناك اهتمام واضح بالجزر الشاطئية البعيدة Offshore Islands ، وذلك للاغراض الترفيهية ورياضة الصيد وحماية الشعاب المرجانية المحيطة بسواحل الجزر.
إن كان قد تمت عمليات تحويل لجزيرة فيلكا كما سبق الذكر إلى منطقة عسكرية لأهميتها الاستراتيجية، حيث إن هذه الجزيرة تقع في موقع استراتيجي بالنسبة للكويت، وبالنسبة للسفن المتجهة الى العراق، فضلآ عن أنها ترتفع عدة أمتار عن سطح ماء الخليج وتتكون من صخور معظمها طمية الى حد ما على الحال بالنسبة لجزيرتي وربة وبوبيان .
وبالنسبة لسواحل الكويت فتهدف اخطط القومية الى تطوير شامل للساحل وتنظيم بناء الشاليهات ومراكز الاصطياف على الساحل وتطوير البلاجات، كما اتضح ذلك في الفصول السابقة، حيث تعد الجبهة المائية هي منطقة الترفيه الرئيسة.
ومن ثم انشئت عدة مصايف رئيسة resorts في الزور والخيران ويتم تطوير متنزهات في مناطق عديدة وتوجد مقترحات لإنشاء محميات Conservation areas ، اثنان منها قد تم عملهما.
ويهدف كل ذلك في الواقع الى حماية البيئة الطبيعة في الكويت، والتي رغم ظروفها المناخية القاسية إلا أنها تتضمن أنواعآ عديدة من الاحياء النباتية Flora والحيوانية Fauna الى جانب وقوع الكويت على طول طريق هجرة العديد من الطيور التي في منطقة المسطحات المدية.
كما يوضح الشكل (52) الاستخدامات بالمنطقة الساحلية الجنوبية الخليجية estuarisl-mud-flats التي تتميز بوفرة مصادرالطعام لها من اسماك وروبيان وقشريات مختلفة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]