علم الفلك

الحقبة الأخيرة من القصف الشديد على المجموعة الشمسية

2006 موسوعة علم الفلك والفضاء2

شوقي محمد صالح الدلال

KFAS

علم الفلك

حقبة مرت على المجموعة الشمسية قبل 4 بلايين سنة تعرضت خلالها الأجرام الكوكبية لقصف شديد بواسطة الشظايا والأجرام الصغيرة المتبقية من المرحلة الأولى من نشوء الكواكب.

وبدأ عدد هذه الشظايا والأجرام في الانخفاض تدريجياً حتى شارف على الانتهاء قبل نحو 3.9 بليون سنة .

واستمرت الارتطامات بالكواكب وتوابعها بعد هذه الفترة ولكن بأقل حدة ، وقد حلل نورمان سليب (Norman Sleep)* ورفاقه التأثير المدمر الناتج عن ارتطام جرم يبلغ قطره 500 كيلومتر بالأرض .

 

ينتج عن مثل هذا الارتطام تكون فوهة يبلغ قطرها 1500 كيلومتر ، وعمقها 50 كيلومتراً ، وتبخر كمية كبيرة من الصخور مكونة كرة نارية هائلة لا تلبث أن تعم الأرض لترتفع درجة حرارتها إلى C°3000  مما يؤدي إلى غليان المحيطات وتبخرها.

بينما تنصهر الصخور حتى عمق كيلومتر واحد ، وتأخذ درجة حرارة الصخور المتبخرة وبخار الماء مفرط الحرارة في الانخفاض خلال فترة عدة شهور ، ثم يبدأ هطول قطرات مطر من الصخور المنصهرة.

وقد يمر ألف عام قبل أن يبدأ سقوط المطر المائي ، وقد يستغرق هطول الأمطار ألفي عام قبل أن تمتلأ المحيطات والبحار ثانية ويعود الكوكب إلى مرحلة ما من حالته الطبيعية، ولمثل هذا الارتطام الهائل تأثير معقم على جميع أنواع الحياة على الأرض.

 

فالموجة الحرارية الهائلة المنبعثة من الكرة النارية من شأنها القضاء على جميع أنواع الكائنات الحية على سطح الأرض، وقد تعرضت الأرض خلال هذا الفترة إلى كوارث عديدة بهذا الحجم ، وإلى أخرى أقل تأثيراً.

ويستنتج بعض العلماء من تحليل الصخور أن الحياة بزغت مرة أخرى مباشرة بعد انتهاء تأثير الارتطامات المعقمة قبل 3.8 بليون سنة ، وهذا يعني أن الحياة قدمت إلى الأرض من الفضاء أو أنها نشأت بسرعة كبيرة حالما أصبحت الظروف مؤاتية.

وقد تكررت هذه العملية عدة مرات بعد كل ارتطام معقم ، ولهذه النتيجة تبعات علمية وفلسفية عميقة عن طبيقة نشوء الحياة في الكون وتطورها . (N. Sleep, K. Zahnle, J. Kasting, and H. Morowitz, Na-ture 342, 139, 1989).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى