الحمل

2008 دليل جسم الانسان

ريتشارد ووكر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

الأسابيع الأربعة الأولى

تبدأ الكيسة الأريمية الانغراز في بطانة الرحم في اليوم السابع بعد الحمل. وهي تتألف من قسمين مميزين: طبقة واقية من الخلايا الأَرْومية الغَاذِية وكتلة الخلايا الداخلية. تغزو الأَرْومة الغَاذِية أنسجة الأم الحامل وتَحُتّ الأوعية الدموية الأمومية بحيث يستحِّم السطح بسائل مغذي يحمل الأكسجين. إضافة إلى ذلك تنتج خلايا الأَرْومة الغَاذِية مُوَجِّهَة القُند المَشيمائية البشرية (HCG) لكي تحث على إنتاج البروجسترون والمساعدة في المحافظة على الحمل.

وتطور كتلة الخلية الداخلية تجويفاً يحوي سائلاً من سطحها العلوي (كيس

السَّلّى) يتمدد في نهاية المطاف ليبطن السطح الداخلي لطبقة خلية الأَرْومة الغَاذِية. وتشكل هذه الطبقة في النهاية المشيماء لأغشية الجنين، وتحمي المُضْغَة والجنين حتى الوَضْع (الولادة).

الشهران التاليان

مع نهاية الأسبوع الثالث (انظر الرسوم أعلاه) يبدأ النسيج الأديميّ المتوسط في ترتيب نفسه في جُسَيْدات – وهي ترتيبات مجزأة يمكن رؤيتها عند البشر في أضلاع القفص الصدري. ويتم في النهاية تزويد كل جُسَيْدة من العضل بأوعية دموية وأعصاب خاصة بها. في الأسبوع الرابع، يصبح طول المُضْغَة (الجنين) 3 مم (0.125 إنش).

ويتألف من 25 جُسيدة، والانتفاخ الكبير للقلب، وحُفرتي الأذنين في الرأس. ولا يظهر زوج من الأقراص المصطبغة في الرأس إلا بعد الأسبوع الخامس. وهذه هي أولى علامات العينين. وفي المقدمة يوجد انخساف صغير لأنف أوليّ (بدائي). ومع الأسبوع السادس تبدأ براعم الأطراف والأذرع بالنمو أولاً ومن ثم الساقين.

وفي الأسبوع السادس يكون قد تكوَّن للمُضْغَة (الجنين) قلب نابض صغير، وأربعون جُسَيْدة وسيدلتان صغيرتان للأذنين. وفي هذه المرحلة، يصل طول المُضْغَة (الجنين) إلى 1.5 سم (0.5 إنش) تقريباً وتبدو اليدان والأصابع والأقدام شبه ملحوظة. وبعد ذلك تفقد الجُسيْدات أقسامها المحددة بشكل جيد وتنضم مع بعضها لتشكل كتلة صلبة من النسيج الجسمي بصدر وبطن واضحين وبدايات العنق. ومع الأسبوع السابع تصبح الناشزة البصلية الشكل رأساً واضحاً مع أنف وأذنين وعينين وفم واضحة المعالم. ويبدأ الحوض بالتشكل وتفقد نهاية الجسيدات المظهر الذي يشبه الذيل مع نمو العظم العجزيّ. وخلال هذه الفترة المتغيرة

بسرعة، من الأسبوع الرابع حتى السابع، يمكن أن تظهر التشوهات الخلقية إذا فشلت الأنسجة بالتثني أو الانقسام بشكل صحيح. ويمكن للمؤثرات الخارجية مثل المرض أو الأدوية أن تؤذي المُضْغَة (الجنين).

مع الأسبوع الثامن يصبح طول المُضْغَة (الجنين) 2.5 سم (1 إنش) تقريباً ويصبح مميزاً ككائن بشري. إذ يصبح له أجفان واضحة للعينين وأصابع يدين منفصلة وتبدأ أصابع القدمين بالنمو.

واعتباراً من نهاية الشهر الثاني يبدأ تطور المُضْغَة (الجنين) بشكل أساسي نحو النمو مع وجود بعض التغير في المعدَّل. مع نهاية الأسبوع الثاني عشر، يصبح طول المُضْغَة (الجنين) 5 سم (2 إنش) ويصبح حجم

رحم الأم بحجم البرتقالة. وفي هذه المرحلة بالذات من النمو يتم تسمية المُضْغَة بالجنين.