علم الفلك

الحواء، الحية

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

الحواء، الحية

الحواء (Ophiuchus) هي كوكبة أخرى كبيرة تغطي 948 درجة مربعة من السماء ولكنها كانت متداخلة بطريقة مربكة مع جزئا من كوكبة الحية. تمتطي الكوكبة خط الاستواء، ومن نجومها الأسطع نجد ϰ عند ميل °9+ و Θ تقريبا عند ميل °25-. ليس لها أي شكل محدد، والنجم الوحيد الذي يسطع بدرجة كافية ليكون بارزا هو α (رأس الحواء) الذي يبعد 62 سنة ضوئية ويبلغ تألقه 67 ضعفا للشمس. إن رأس الحواء أقرب بكثير وأقل طاقة من جاره رأس الجاثي (α الجاثي) مع أنه يبدو كأنه يفوق الثاني تألقا بقدر كامل. يختلف لونه أيضا، إذ أن رأس الحواء أبيض في حين أن رأس الجاثي أحمر فائق العملقة.

من النجوم الرئيسية الأخرى في كوكبة الحواء نجد δ من الفئة M ويتباين لونه الأحمر مع ε القريب الذي يميل لونه إلى الأصفر قليلا. ليس النجمان متجاورين فعليا، إذ يقع δ على بعد 140 سنة ضوئية و في حين أن مسافة ε تزيد قليلا عن 100. يستحق النجمان المشاهدة بالمنظار لأنهما في نفس المجال.

على أطراف الكوكبة بالقرب من σ العقرب نجد الثنائي العريض ϱ الحواء (غير مبين على هذه الخريطة) الذي يقع بالقرب من منطقة غنية جدا تمثل هدفا مفضلا للتصوير. η ثنائي ذو عنصرين متماثلين تقريبا (الأولي لا يزيد تألقه عن الثاني بأكثر من نصف قدر) ولكن المسافة الفاصلة بينهما أقل من ثانية قوسية فهو بذلك اختبار جيد لمقراب ذو فُتحة نحو 25 سنتيمتر (10 بوصة).

إن أكثر متغير مثير للاهتمام هنا هو RS الحواء وهو مستعر متكرر والعضو الوحيد من هذه الفئة، فيما عدا ’النجم الملتهب‘ T الإكليل الشمالي والذي بإمكانه أن يندلع ويدخل إلى مجال الرؤية بالعين المجردة – كما حدث في 1898، 1933، 1958، 1967، 1985، و 2006، وقدره العادي أقل من 12 بكثير و يقع على بعد ما لا يقل عن 3000 سنة ضوئية. كان موقع مشاهدة آخر مستعر أعظم مجري في الحواء، و هو نجم كبلر عام 1604، وكان قد فاق سطوعه سطوع القمر والمشتري لفترة من الزمن. إنه من المؤسف أنه ظهر قبل انتشار استخدام المقاريب.

ميونخ 15040 هو جسم آخر مثير للاهتمام في المجرة، يعرف أكثر باسم نجم بارنارد لأن الفلكي الأمريكي إدوارد إميرسون بارنارد (Edward Emerson Barnard)اكتشفه عام 1916، ولكن ليس من السهل العثور عليه لأن قدره يقل عن 9. هو أقرب النجوم فيما عدا نجوم منظومة α قنطورس وله أكبر حركة حقيقية معروفة، إذ أنه في الواقع سينزاح عن خلفيته في خلال 190 سنة فقط بمسافة تعادل القطر الظاهري للقمر البدر. هو قزم أحمر واهن جدا، وأدت عدم انتظام حركته إلى الاعتقاد بأن له مرافق واحد على الأقل ذو كتلة كوكبية وليست نجمية، مع أننا ما زلنا نفتقر لأدلة مؤكدة على ذلك. الدليل له هو النجم 66 الحواء ذو القدر 4.6-. بالمناسبة، كانت هذه المنطقة هي التي حاول فيها الفلكي بوكزوبوت )Poczobut( عام 1777 بإدخال كوكبة جديدة هي تورس بونياتاوسكي (Taurus Poniatowski)، أو ثور بونياتاوسكي، والتي ضمت أيضا 70 الحواء (ثنائي معروف ولكنه متقارب إلى حد كبير) بالإضافة إلى 67 و 68. ليس من المدهش أنها حذفت من الخرائط الحديثة.

تضم كوكبة الحواء ما لا يقل عن سبعة حشود كروية من قائمة ميسيه، وجميعها ساطع إلى حد معقول ولذلك فهي أجسام مفضلة لمستخدمي المنظار أو المقراب ذو المجال الواسع. M12 مثير للاهتمام لأنه أقل تكدسا من معظم الحشود الكروية ولذلك يسهل التعرف على عناصره منفصلة، ويمكن مقارنته بجاره M10 الأعلى كثافة.

وفقا للأساطير، يرتبط أوفيوكوس بأيسكولابيس، ابن أبولو و كورونيس، والذي كانت براعته في مجال الطب أسطورية، حتى وأنه كان بإمكانه إحياء الموتى، الأمر الذي أغضب بلوتو إله عالم الرذيلة الذي أصبح العدد الموجود في عالمه يتناقص. تخلص جوبيتر من أيسكولابيس على مضض، وضربه بصاعقة من الرعد، ثم تراجع قليلا و نقله إلى السماء.

الحية (Serpens). من بين نصفي الثعبان، الرأس (Caput) هو الأكثر بروزا، ويوجد نجم واحد فقط ساطع نوعا ما هو α(عنق الحية) Unukalhai المائل للاحمرار والذي يبلغ قدره 1.65 ويبعد 88 سنة ضوئية، ويفوق تألقه الشمس ب90 ضعفا. يتكون الرأس من مثلث صغير من النجوم: ϰ (قدر 4.09)، β) 3.67)، وγ 3.85. يقع بين β و γ مباشرة متغير ميرا R الحية الذي بإمكانه أن يصبح مرئيا بالعين المجردة عند أوجه ولكنه يخفت جدا عند أدنى قدر له. هو شديد الاحمرار، مثل معظم العناصر من فئته، و مدة دورته سنة إلا تسعة أيام، ولهذا فهو يصل لأوجه عندما يعلو خط الأفق فقط أثناء ساعات النهار، فهو بالفعل يظل غير مرئيا لعدة سنوات متتالية. وصل إلى أوجه في 25 مارس 1994.

M5 الذي يبعد قليلا عن عنق الحية هو من أروع الحشود الكروية في السماء بأكملها، ولا يفوقه سطوعا سوى ω قنطورس و 47 الطوقان و M13 في الجاثي و M22 في الرامي. هو واضح جدا باستخدام المنظار ومعروف منذ عام 1702 عندما اكتشفه جوتفرايد كيرتش (Gottfried Kirch). يسهل التعرف على عناصر M5، ويبعد بمسافة 27,000 سنة ضوئية، وهو غني بالنجوم المتغيرة بالأخص على عكس M13.

إن جسم الحية (Cauda) أقل بروزا وأسطع نجم فيه هو η(ألافا Alava )فقط من القدر 3.26. يبعد بمسافة 52 سنة ضوئية ويبلغ تألقه 17 ضعفا للشمس. مع ذلك، يحتوي جسم الحية على جسمين يجدر ذكرهما: أحدهما M16، أو سديم النسر، والذي يضم الحشد NGC6611، و هو على طرف الكوكبة بجوار كوكبة الدرع، والنجم الدال عليه هو γ الدرع ذو القدر 4.7. سديم النسر عبارة عن منطقة سديمية واسعة و منتشرة، في حين أن الحشد محدد على نحو معقول. ليس من الصعب تحديد موقعهما، ولكننا بالطبع بحاجة للتصوير لإظهار كامل روعتهما، إذ يوجد كما هائلا من التفاصيل والمناطق السديمية الداكنة بالإضافة إلى ’كريات‘ صغيرة دائرية الشكل والتي ستتكاثف مع الوقت وتتحول إلى نجوم.

المعلم الرئيسي الآخر في جسم الحية هو Θ (الحية Alya)، وهو ثنائي عريض وسهل جدا. عنصراه عبارة عن توأم متماثل من القدر 4.5 والفئة الطيفية A5. يظهر Θ بالعين المجردة كأنه نجم واحد قدره 3.4، ولكن يظهر عنصراه باستخدام منظار جيد، وهما يكونان منظومة ثنائية حقيقية، ولكن المسافة بينهما كبيرة جدا – قد تصل إلى 900 ضعف المسافة ما بين الأرض والشمس، ولهذا فإن مدة الدوران طويلة جدا. يبعد عنا بمسافة تزيد عن 100 سنة ضوئية بقليل، و يمكن القول بأن Θ الحية من أفضل ’الثنائيات الاستعراضية‘ في السماء بأكملها. للعثور عليه، عليك تتبع خط النجوم Θ، η و δ العقاب، فلو تتبعته لمسافة تساوي امتداد الخط ستصل إلى Θ الحية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى