الحياة بين المد والجرز
2013 دليل المحيطات
جون بيرنيتا
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
علوم الأرض والجيولوجيا موسوعة علمية
تعتبر مناطق المد والجزر من أقسى البيئات على وجه الأرض حيث الظروف متغيرة بشكل كبيرعبر الشاطيء، فعلى سبيل المثال تتغير البيئة من برية تماما فوق منطقة تاثير رذاذ الملح، إلى بحرية خالصة تحت مستوى أدنى نقطة جزر وينبغي على الحيوانات والنباتات التي تعيش في هذه البيئة أن تقاوم الغرق مرتين في اليوم نتيجة حركة المد والجزر.
لهذا، تبدي حيوانات ونباتات هذه المنطقة تكيفات عديدة لمقاومة الجفاف خلال الجزر، بما في ذلك البقاء ملتصقة بسطح الصخور، كما في حالة البطلينوس؛ واغلاق الصدفات بواسطة غلاف محكم، كما في حالة الحلزون؛ أو الاختباء في أحواض المد والشقوق والحفر وتحت أعشاب البحر لتجنب الجفاف بواسطة الرياح وحرارة الشمس المباشرة. وعند عودة المد، يجب أن تقوى الكائنات على تحمل ضغط الموج. لهذا طورت أعشاب البحر مثبتات قوية كي تبقى ملتصقة، فيما طورت حيوانات مثل بلح البحر خصل خيطية. كما تعمل حيوانات أخرى مثل المحار والبرنقيل على تثبيت نفسها على سطح الصخور. وعند حدوث المد العالي، تأتي الأسماك المفترسة لتتغذى على الكائنات الصغيرة، التي تنشط في الماء. وعندما يغور المد، يصبح الشاطيء مأدبة غنية للطيور.
أما على الشواطيء الناعمة، فتعيش معظم الكائنات في الراسب. فالحفر لا يتطلب فقط تشييد حفرة مناسبة، بل أيضا آلية ما لجمع الغذاء. هذا ويمد الكثير من الكائنات الحفارة اكليلا من المجسات في عمود الماء، فيما تحفر اخرى في الراسب، ملتهمة ديدان الأرض.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]