الحياة في المحيطات

2012 الحيوانات

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

توفِّر المحيطات مجموعة مُتنوِّعة من الموائل للأحياء البرِّيّة (انظر المُجَلَّد التاسع: ص39-48)؛ حيث توفِّر المياه الشاطئية الدافئة التي يصلها ضوء

الشمس والشِعَاب المرجانية ظروفاً مواتية، ويمكن أن تكون الحياة زاخرة وغزيرة للغاية في هذه الأماكن. ولكن تزدهر الحياة تحت الماء هي الأخرى في بيئات أقل مُلاءمة، بما في ذلك أعالي المحيطات، حيث لا يكون هناك مكان للإختباء من الأعداء.

وتقوم المفترسات مثل التونة، وأسماك القِرش، والدلافين باصطياد أفواج من أسماك الرِّنْكَة والإسْقُمْرِيّ (mackerel) التي تتغذَّى على العوالِق هناك. وتُعَد الأعماق المُظلِمة للمحيط موئلاً عدائياً بدرجة أكبر. ويجب على الأسماك، ونجم البحر (starfish)، والإسفنج، والحيوانات الأخرى هناك أن تتكيَّف مع الظلام المطلق والضغط الكبير الناتج عن الماء الموجود أعلاها. كما تتِّسِم أعماق البحار أيضاً بكونها شديدة البرودة. وتتمتَّع بعض الأسماك في البحار القطبية بوجود مانع طبيعي للتجمُّد (anti-freeze) في دمائها، والذي يَحُول دون تجمُّد أنسجتها.

غالباً ما يكون الغذاء شحيحاً في قاع المحيط. وتتغذَّى مُعظَم الحيوانات على المواد الميِّتَة والمُتحلِّلة المُنجَرِفة من المياه أعلاها نحو الأسفل. وتتمتَّع المفترسات

مثل أسماك الأنقليس المُجترِع (gulper

eels) بأفواه ضخمة ومَعِدَات قابلة للتمدُّد حتى يمكنها ابتلاع أية فريسة تقابلها. كما أنَّ شواطيء البحار هي الأخرى أماكن قاسية يصعُب العيش فيها؛ حيث تتغيَّر الظروف فيها بشكل مستمر. ويجب على أسماك البطلينوس، وبَلَح البحر (mussels)، وشقائق النعمان الخروج سالمة من صدمات الأمواج العنيفة، وأن يتم غمرها ثم تركها خارج المياه مع كل دورة للمَدّ والجزر.