الخصائص الكيميائية لـ”الفيتامينات”
2002 في رحاب الكيمياء
الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي
KFAS
يحتاج جسم الإنسان إلى مختلف أنواع الفيتامينات ، وقد لوحظ أن هذه الفيتامينات تختلف فيما بينها في قابليتها للذوبان .
فبينما نجد ان كلا من فيتامين B و C يذوبان في الماء ، نجد أن الفيتامينات A و D و E و K تذوب في المذيبات غير القطبية وفي الأنسجة الدهنية للجسم التي تعتبر غير قطبية أيضاً .
ونظراً لذوبان كل من فيتامين B و C في الماء فإن الجسم لا يستطيع اختزانهما في خلاياه إطلاقاً . وبالتالي فإن على الإنسان أن يتناول الأطعمة التي تحتوي على هذين الفيتامينين يومياً حتى لا يعاني نقصهما .
وهكذا يأخذ الجسم حاجته اليومية منهما وما يزيد عن ذلك يطرحه الجسم مع ما يطرحه من الماء . وعلى العكس من ذلك فإن الفيتامينات التي تذوب في الدهون يمكن للجسم اختزانها واستخدامها وقت الحاجة ، لذا لا حاجة لتناولها يومياً .
ويلاحظ أن الإفراط في تناول هذا النوع من الفيتامينات وقدرة الجسم على تخزينها قد يؤدي إلى أعراض مرضية نتيجة زيادة تركيزها في الجسم .
إن قابلية ذوبان أي فيتامين في محلول ما تعود إلى تركيبه الكيميائي . وعلى سبيل المثال فإن جزيء فيتامين A (الريتنول) يحتوي على مجموعة هيدروكسيل واحدة مرتبطة بسلسلة طويلة من ذرات الكربون ، وهكذا تتغلب الخواص الهيدروفوبية (الكارهة للماء) لهذا الجزيء على خواصه الهيدروفيلية (المحبة للماء) والناجمة عن مجموعة واحدة من الهيدروكسيل .
وهكذا فإن هذا الجزيء لا يذوب في الماء ولكنه يذوب في المذيبات العضوية غير القطبية مثل الدهون في الجسم .
أما جزيء فيتامين C فيحتوي على عدد من مجموعات الهيدروكسيل التي تزيد من قابليته للذوبان في المذيبات القطبية مثل الماء .
وقد استغلت شركة بروكستر وغامبل العالمية هذه الخاصية وأنتجت مادة جديدة أسمتها "أولسترا" . وتتكون هذه الأولسترا من جزيء من السكر مرتبط بجزيئات من الأحماض الدهنية .
ويتميز هذا المنتج بثباته عند درجات الحرارة العالية ، مما يجعله صالحاً للاستخدام كبديل للزيوت النباتية في تحضير البطاطا المقلية وغيرها من المنتجات الغذائية المقلية .
وهكذا فإن هذه المادة يمكنها أن تمر عبر أعضاء الجسم دون أن يتم استقلابها ، وبالتالي فإنها لا تشكل مصدراً للطاقة التي قد تسبب السمنة .
لكن هناك من يرى أنه وعلى الرغم من هذه الميزة للأولسترا ، إلا أن لها قدرة على إذابة الفيتامينات المخزونة في أنسجة الجسم والتي تطرح معها خارجة .
ومثل هذا الأمر يؤدي على المدى الطويل إلى التقليل من الفيتامينات المخزونة في دهون الجسم ، وهو أمر لا يعرف أحد مدى تأثيره على صحة الإنسان . من هنا فإن الاستهلاك اليومي للأولسترا قد يسبب لمستخدميه اخطاراً غير منظورة أو معروفة في الوقت الحالي .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]