الخواص الطبيعية للتربة
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الخواص الطبيعية للتربة التربة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
يطلق على التركيب العام للتربة واختلاف نسبة المسام فيها ولونها وقوامها وبنيتها وقطاعاتها الرأسية ومحتواها المائي والهوائي تعبير الخواص الطبيعية للتربة.
أ- التركيب العام للتربة:
تتألف التربة أساساً من مواد صلبة أو جامدة تصل نسبتها إلى نحو 60% من جملة مكوناتها في حين يحتل المحتوى المائي والهوائي بقية حجم التربة.
ولا تختلف هذه النسب بين المواد التي تتألف منها التربة من تربة إلى أخرى بل إنها قد تختلف كذلك في التربة الواحدة على طول قطاعاتها الرأسية.
ومن دراسة هذه القطاعات الأخيرة تبين أن نسبة الغازات ترتفع عادة في القسم الأعلى من التربة، وتقل كلما اتجهنا إلى أسفل وذلك بخلاف المواد السائلة التي تقل نسبتها في القسم الأعلى من التربة وتزداد كلما اتجهنا إلى أسفل.
وتؤثر هذه المواد مجتمعة فيما يعرف باسم الكثافة الفعلية للتربة (Real density) وكثافتها الظاهرية ومن المعروف أن الكثافة هي عبارة عن:
ويقصد بذلك حجم كل من المواد الصلبة والسائلة والغازية.
وعلى ذلك فإن الكثافة الحقيقة أو الفعلية تكون قيمتها أكبر من الكثافة الظاهرية (وتميز الكثافة هنا بجرام/ لكل (سم3) وتبلغ متوسط كثافة معظم التربات نحو 2.65 جرام/ سم3.
ب- نسبة المسام في التربة:
تتكون المسام أو الفراغات أو الفجوات في التربة تبعاً لاختلاف حجم حبيبات التربة فيها وعندما تكون حبيبات التربة متجانسة في الحجم تكون الفراغات متجانسة هي الأخرى.
وتكون الفراغات واسعة في حالة الحبيبات الكبيرة الحجم، ودقيقة وضيقة في حالة صغر حجمها، أما إذا كانت المفتتات التي تتألف منها التربة غير متجانسة في الحجم، فإن الفراغات والمسام تصبح غير متجانسة كذلك، وتختلف صورها على طول القطاع الرأسي للتربة تبعاً لذلك.
وتؤثر نسبة المسام في مقدرة التربة على إنقاذ الهواء والماء وتوزيع السوائل والغازات فيها، وكذلك في مدى انضغاط مواد التربة، وقدرة جذور النباتات على الانتشار فيها وفي سرعة أو بطء عمليات التجوية الكيميائية في التربة وتقدر نسبة المسام بالمعادلة التالية:
ج- لون التربة:
يدل لون التربة على المواد التي تتألف التربة منها، فيختلف لون التربة تدريجياً من اللون الأبيض إلى اللون الأسود تبعاً لمدى زيادة نسبة المواد العضوية فيها، وتكتسب التربة اللون الأحمر أو الأصفر تبعاً لوجود كميات قليلة من مركبات الحديد في التربة.
في حين يدل اللون الرمادي والأزرق للتربة على ندرة المواد الحديدية فيها وعلى سوء الصرف تحت ظروف تكوين المستنقعات.
ويدل اللون الأبيض للتربة على ترسب الأملاح فيها كما تكتسب بعض التربات ألوانها من لون معادن الصخر الأصلي الذي تفتتت منه مكونات التربة.
د- نسيح التربة وقوامها (Soil texture):
ويقصد بذلك حجم الحبيبات المكونة للتربة ومدى خشونتها أو نعومتها وقد اتفق عالمياً على تصنيف حجم حبيبات التربة تبعاً لاختلاف قطر الحبيبات كما يتضح في الجدول التالي:
ويمكن تمييز نسيج التربة وخصائص قوامها تبعاً لنسبة مكونات كل من الرمال Sands والطين Clay والغرين (الطمى) Silt على مثلث خاص يعرف باسم مثلث القوام.
ويتألف هذا المثلث من ثلاثة أضلاع متساوية الطول وتمثل الرمال والغرين والطين، ويجري تقدير التوزيع الحجمي لحبيبات التربة عند النقطة التي تتقابل فيها كل من نسب مكونات التربة فوق هذا المثلث.
هـ- قطاعات التربة (Soil Profiles):
تتألف التربة رأسياً من عدة آفاق (Horizons) يرمز إليها من أعلى إلى أسفل بما يلي: أفق أو نطاق A ونطاقB ونطاق C. ويدل نطاق A على التربة الحقيقية True soil or solum
بينما يدل نطاق C على مكونات ما تحت التربة Sub – Soil ويقع أسفله الصخر الأصلي parent rocks ويرمز له بالرمز D. وقد يتكون كل نطاق من هذه الآفاق من عدة آفاق ثانوية.
ففي الأقاليم المناخية الرطبة الحارة يتألف أفق A من قسمين: العلوي منهما غني بالمواد العضوية وذو لون أسود داكن، في حين أن الجزء السفلي يحدث فيه عملية غسل أو تصفية التربة Leaching. وبعض التربات – مثل التربات الفيضية – لا يكون لها آفاق (Azonal Soils).
و- الهواء في التربة : يدخل الهواء في داخل التربة عن طريق الفتحات والمسام في التربة.
وفي التربة الجيدة التهوية تكاد تكون النسب المئوية لمكونات الهواء فيها مشابهاً لما يتمثل في الهواء الملامس لسطح الأرض كما يتضح من الجدول المرفق.
ويؤثر حجم الهواء في التربة على ما يعرف باسم السعة الهوائية للتربة والتي تؤثر بدورها في درجة حرارة الهواء المتداخل في التربة. ومع زيادة درجة حرارة التربة والهواء الداخل فيها تزداد سرعة التفاعلات الكيميائية والبيولوجية فيها.
ز- المياه في التربة : تتراوح نسبة المياه في التربة من 20 – 30 % من جملة كتلتها وقد تزيد عن ذلك عند اقتراب مستوى الماء الجوفي من سطح التربة. وبدون المياه والهواء لا يمكن أن يثبت النبات في التربة.
وتتكون المياه في التربة من المياه السطحية وتسـرب مياه الأمطار والأنهار وذوبان الثلج داخل التربة المسامية.
ويلزم لتبخير طبقة رقيقة من المياه في التربة سمكها (سم على مساحة فدان واحد نحو 58 مليون كيلو كالوري من الطاقة الحرارية وهذا المقدار يكافئ الطاقة المستمدة من احتراق عشرة أطنان من الفحم.
وتساوي الحرارة النوعية للمياه كالوري واحد/ جم/ م°. أو بمعنى آخر فإنه يلزم (1) كالوري من الطاقة الحرارية لرفع حرارة (1) جرام من المياه درجة واحدة مئوية.
والحرارة النوعية لأي مادة هي عبارة عن سعتها الحرارية بالنسبة للسعة الحرارية للمياه عند نفس درجة الحرارة.
وتؤثر هذه الخصائص الهيدروديناميكية في حركة المياه في التربة سواء أكانت هذه الحركة أفقية أم رأسية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]