الخواص الفيزيوكيميائية لـ”كربونات الصوديوم”
1995 ري وصرف ومعالجة التملح
د.علي عبدالله حسن
KFAS
الخواص الفيزيوكيمائية لكربونات الصوديوم الكيمياء
تبعاً لمعطيات منشورة [88] فإن الأشكال البلورية لكربونات الصوديوم في الأتربة هي من الأنواع التالية : الصودا ، التيرموناتريت “thermonatrite” ويتبلور هذا المينيرال بأشكال مختلفة ، ويتجمع في الأتربة وفي الصخور على شكل حبيبات ناعمة .
كما يوجد مينيرال آخر لكربونات الصوديوم هو التورنا “torna” الموجود عادة في الأتربة الملحية .
كما قد يوجد على ضفاف البحيرات القلوية المالحة ، وذلك على شكل توضعات صافية ، وأخيراً ناهكوليت “Nahcolite” (NaHCO3) ويوجد بشكل عام برفقة المينيرالات الثلاثة الأخرى المذكورة أعلاه .
وتتميز كربونات الصوديوم بانحلاليتها المتعلقة بدرجة الحرارة ، وهذا ما يؤثر بشكل مباشر على وجودها في الطبيعة ، وايضاً على نوعية المركبات الملحية الأخرى التي توجد معها .
ففي درجات الحرارة من الصفر وما دون ، يبلغ معدل انحلال كربونات الصوديوم في الماء ويصل هذا المعدل في الدرجة 30C° إلى مستوى كلور الصوديوم ؛ أي ويرتفع معدل الانحلال هذا مع ارتفاع درجات الحرارة حتى يصل إلى سوية .
وهذا يعني أن انحلالية كربونات الصوديوم في شروط درجات الحرارة العالية تتجاوز انحلالية كلور الصوديوم بكثير .
ويمكننا القول هنا إن تأثر انحلالية كربونات الصوديوم بدرجات الحرارة مشابه لتأثر انحلالية سلفات الصوديوم بها .
كما تتاثر إنحلالية بيكربونات الصوديوم بدرجات الحرارة ، ولكن بسوية أقل من كربونات الصوديوم ، ويبقى معدل انحلالية بيكربونات الصوديوم في درجات الحرارة العالية أقل من معدل انحلالية كربونات الصوديوم [88].
وتؤثر هذه الخاصية لكربونات الصوديوم بشكل مباشر في وجودها في الطبيعة ، ففي مجال درجات الحرارة (0 – 15°C) وما دون ، تترسب كربونات الصوديوم ، سواء في البحيرات أو الأتربة ، مترافقة مع سلفات الصوديوم .
في حين يبقى كلوريد الصوديوم منحلاً في الماء ، سواء الماء النافذ إلى العمق الترابي ، أو ذلك المنساب سطحياً ، وهذا يعني أن المناطق المناخية الباردة ، أو تلك المتميزة بشتاء طويل تحصل فيها توضعات مهمة لكربونات وسلفات الصوديوم .
أما في المناطق الحارة، فإن الوضع يأخذ مساراً آخراً ، نظراً لأن انحلالية الصودا تتجاوز الكلوريد والسلفات في درجات الحرارة العالية .
لهذا يحصل فصل في المحاليل الحاوية على مثل هذه الأملاح ، وهكذا تميل الصودا وايضاً البيكروبنونات ، نحو التجمع في المناطق التي مجمل منسوبها الملحي العام صغير . وهذا يعني في تلك المناطق حيث تبدأ المراحل الأولى لتجمعات الملح [88].
وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطتين أساسيتين وهما ]من [88:
– أن التمايز في الانحلالية في درجات الحرارة بين الصودا وكلوريد الصوديوم يفسر ندرة تجمعات مختلطة لكلا الملحين في الطبيعة .
– من ناحية أخرى أن درجة انحلالية كربونات الصوديوم تتعلق ، إلى حد كبير ، بالأملاح الموجودة في المحلول ، وهذا ما يفسر ندرة وجود كربونات الصوديوم في المياه الطبيعية المالحة .
ومن منظور – آخر إن وجود كربونات الصوديوم في محلول ما يؤثر بشكل مباشر في انحلالية كربونات الكالسيوم ، وهذا موضوع بالغ الأهمية في مجال كيمياء التربة [88]، وذلك أن المحاليل ، حتى ذوات القلوية المتدنية تخفض وبشكل حاد انحلالية كربونات الكالسيوم.
وبالتالي تواجد الكلس في المحلول ، وهذا ما يفسر عدم وجود الكلس في المياه الجوفية الحاوية على أملاح قلوية ، في حين نجد تجمات كلسية ظاهرة في صخور وأتربة هذه المناطق .
أما الموضوع البالغ الأهمية من منظور كيميائية الأتربة القلوية ، فهو العلاقة بين قلوية الأتربة وتحديداً وجود كربونات الصوديوم فيها ، وحركية (mobility) كل من وأيضاً المادة العضوية .
ويمكننا أن نضيف في هذا المجال أن الأتربة القلوية ليست حاوية على تجمعات من بيكربونات الصوديوم وصوديوم المبادل فقط ، بل أيضاً وفي الوقت نفسه تحوي على مركبات من ومادة عضوية .
علماً أن تركيز مثل هذه المركبات في المحلول يكون عادة منخفضاً ، لكن التأثير وبالتالي التغيرات التي تحصل للأتربة من جرائها كبيرة ، ذلك أن هذه المركبات تؤدي إلى تغيرات أساسية في التركيب المينيرالي (من mineral) لمثل هذه الأتربة [88].
والمحيط الذي تسوده هذه الشروط يؤدي إلى تشكلات من المونتمورولينيت “montmorillonite” والحاوية على مركبات عضوية قابلة للتأين ، أيضاً ، وفي مثل هذا المحيط يمكن أن يحصل تحول للكاولونيت “Kaolonite” إلى مونتمورولينيت ، وتتميز مثل هذه الأتربة ، وحتى الصخور الحاوية على هذه المركبات باللون الغامق ، وبالتمدد الكبيرين [88].
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]