الدراسات التي إجراؤها حول خصائص الطفولة المبكرة
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
خصائص الطفولة المبكرة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
1- في التمركز حول الذات
إستثار إدعاء بياجيه بان طفل ما قبل العمليات متمركز حول ذاته كماً متزايداً من البحث والدراسات ، منها على سبيل المثال لا الحصر Barke Chandler & Greenspan, 1972; Rubin & Maio- 1971, 1971, 1973, 1975, 1977; ni, 1975; Flavell et al, 1972) .
وطبقاً لتفسير بياجيه فإن الأطفال يفشلون في إختبارات التمركز حول الذات ، لانهم لم يفهموا بعد أن الآخرين لهم وجهات نظر تختلف عما لديهم ، وهذه النتيجة التي توصل إليها بياجيه لا تأتي بالضرورة كنتيجة لفشل الأطفال.
إذ ربما تكون اختبارات بياجيه صعبة بالنسبة لأطفال ما قبل المدرسة . وحيث يمكن أن يكون هؤلاء الأطفال على وعي بأن الآخرين لديهم وجهات نظرهم الخاصة بهم ، لكن لا تتوافر فهم مهارات توصيل ما لديهم من معلومات أو وجهات نظر مثل الاطفال الأكبر ، وبالتالي يظهر أنهم يفشلون في تلك المهام المركبة مثل مشكلة الجبل .
ولاختبار ذلك عمليا علينا أن نبحث عن اختبارات أبسط لقياس فهم الأطفال لما لدى الآخرين من وجهات نظر خاصة بهم (Brainerd, 1978, P. 119).
ولقد قامت Borke بمعظم البحوث في هذا المجال أعوام 1977, 1975, 1973, 1972, 1971 وفي دراستها الأولى ، كانت العينة 200 طفل ، في الأعمار من 3-8 سنوات .
وكانت الأدوات عبارة عن رسوم لوجوه بشرية في حالة "سعيد ، حزين ، خائف ، غاضب" وتقدم معها قصة يكون بطلها معبراً تماماً عن أحد هذه الحالات الوجدانية ، ثم يسأل الطفل لكي يخرج الصورة التي تتفق مع الحالة التي يشعر بها هذا البطل . ولقد استطاع الأطفال فيما بين 3-3,5 اختيار الإجابة الصحيحة في ثلاث حالات من أربعة.
أما الأطفال من 3,5-4 فصاعداً ، فكان أداؤهم صحيحاً في كل الحالات ، وتضيف بورك أن هذه النتائج تدعيم الفرص القائل بأن المهمة المستخدمة لقياس التمركز حول الذات خاصة مع صغار الاطفال.
تؤثر بشكل ملحوظ على قدرة الطفل في تصويل ما هو على وعي به من مشاعر الآخرين (P. 269) هذا وقد كرر (Chandler & Green-span, 1972) نفس التجربة وصولاً لنفس النتائج ، اما تجربة بورك الثانية فجاءت بسبب ما لاحظته على تجربة (Falvell et al, 1968) من اختلاف عدد الأطفال القادرين على حل مشكلة الجبل طبقاً لطريقة عرض "شكل الجبل" على الطاولة.
ولذا فقد قدمت بورك لأطفال يتراوح عمرهم من 3-4 أربعة من الأشكال ، أولها لخلق نوع من المألوفية ، والثلاثة الأخرى اختبارية وتتكون من أفراد ، حيوانات ، منازل بلاستيكية . وكمان أحد الأشكال مكوناً من ثلاث جبال طبقاً لتجربة بياجيه الاصلية .
وقد كشفت النتائج أن الأطفال توصلوا إلى إجبارات صحيحة تماماً في 80% من الأشكال الاختبارية الثلاثة ، بينما انخفضت إلى 42% بالنسبة لمشكلة الجبل .
كما قدم كل من (Rubin & maioni, 1975) ترجمة جديدة لمشكلة الجبل عند بياجيه لأطفال تتراوح أعمارهم أيضاً بين ثلاثة إلى أربع سنوات ، ملتحقين بروضة اطفال جامعة ووترلو ، وكشفت نتائجهم عن تكرار عالٍ للإجابات الصحيحة يؤكد أيضاً ما توصلت إليه بورك في تجاربها المتعددة.
حيث اختتمت تعليقها على هذه التجارب بالقول " إن نتائج هذه التجارب تضع قدراً غير قليل من الشكل حول ما انتهى إليه بياجيه ، حيث يمكن للأطفال إذا ما قدمت إليهم مهام مناسبة لأعمارهم ، يمكنهم التوصل إلى أخذ وجهات نظر الآخرين في اعتبارهم " (Borke, 1975, p. 243) .
2- في اللغة المتمركزة حول الذات
منذ ادعاء بياجيه ، 1926 بأن لغة صغار الأطفال تكون متمركزة حول الذات بالكامل ، وما أثاره من بحوث متلاحقة اعتباراً من 1930 ، ولم تنقطع حتى الآن ، بل وما قدم حولها من ملخصات مثل ما قدمته (Dorethea McCarty, 1954) من عرض لبحوث 1930 -1940، ثم عرض (Flavell et al, 1968) للبحوث من 1950-1960
وما قدمه كل من (Kohlberg, yeager & Hjertholm, 1968, Looft, 1972) من عروض مماثة تؤكد في مجموعها على نفس ما أكدته بحوث التمركز حول الذات بخصوص مدى الصعوبة المائلة في مهام بياجيه وأيضاً المدى العمري الذي تستمر فيه هذه الظاهرة والعوامل المؤثرة في هذا الاستمرار (Garvey & Hogan, 1973 p. 567).
وفي 1982 قامت (Butler et al) بدراسة حول العلاقة بين التفكير المنطقي ومعرفة المفاهيم الاساسية للغة لدى الطفل في مرحلة ما قبل العمليات ، واعتمدت الدراسة على عشرة من المهام التي حددها بياجيه ، ومثلت العينة متغيرات العمر ، الجنسن الالتحاق بالروضة من عدمه .
ولقد برهن أطفال الرابعة إحصائياً على أنهم اقل قدرة على المنافسة أمام أطفال الخامسة في اكتساب المفاهيم اللغوية ، كما إرتبطت عدم قدرتهم على المنافسة اللغوية ارتباطاً إيجابياً، مع أدائهم الضعيف في المهام الإجرائية الأخرى.
كما كشفت نتائج هذه الدراسة من عدم قدرة بعض اطفال الرابعة على الخروج من التمركز حول الذات ، واشارت الباحثة في مناقشتها للنتائج إلى الاتفاق الكبير مع نتائج البحوث المؤيدة لأفكار بياجيه حول خاصية تمركز لغة الطفل حول الذات .
كم قام (Sigel & Kelly, 1986) بدراسة حول إمكانية استخدام مدخل نمائي معرفي لتوجيه الاسئلة للأطفال بحيث يكون متفقاً مع النموذج البياجي للنمو المعرفي في مرحلة ما قبل العمليات .
وقد إعتمد الباحثان على تحليل المقتطفات من تسجيلات حية للحوار داخل الصف ، وليتوصلا للقول بإمكان تنشيط عمليات النمو اللغوي والخروج من اللغة المتركزة حول الذات بإثارة أو توليد التناقض لدى الاطفال.
ومعروف أن استجابات الاطفال للتناقض أو التعارض بين خبرات خارجية المنشأ والرغبات أو الاهتمامات داخلية المنشأ يمكن إستثمارها من طرف الآباء والمعلمين لتنشيط عمليات النمو المختلفة حسب قول بياجيه عن الاتزانية .
وقد أكد (Rogers Et Al, 1987) نفس النتيجة في بحث تناول إمكانية تنشيط النمو اللغوي من خلال المحادثة بين صغار الأطفال في ضوء مفهوم بياجيه عن تمركز لغة الطفل حول ذاته.
إعتمدت الدراسة على اسلوب تحليل التفاعل اللفظي بين المعلمة وأطفال تتراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة في وصف واحد.
وأوضحت النتائج أن ما طرحته المعلمة من أسئلة ، تشجع على احلوار ، وقد أسهم في الوصول إلى نوع من الحوار الطبيعي الذي حد من إستمرارية تمركز لغة الطفل التي أشار إليها بياجيه .
3- في الإحيائية
أحد خصائص نمو طفل ما قبل العمليات التي أشار بياجيه إليها مرات عديدة من خلال دراساته الاولى عن مفاهيم السببية لدى الاطفال ، هي خاصية الإحيائية أي إضفاء الطفل الحياة على كل شيء حوله حياً كان أو جامداً مادياً.
وقد اثارت هذه الخاصية هي الاخرى بحوثا عديدة من خلال الاهتمام الواسع للباحثين عن جذور مفاهيم السببية لدى الاطفال ، ولقد إنفرد (Laurendeau & Pinard, 1962) بالإعادة المنتظمة لغالبية تجارب بياجيه حول السببية مع الاهتمام ضمناً بمفهوم الإحيائية.
كما نشر (King, 1961) وأيضاً (Looft Y Charles, 1969) بحوثهم حول الإحيائية مما يكشف عن كثافة هذا النوع من البحوث في السبعينيات ، إلا أن معظم بحوث الإحيائية تعود إلى العقود الثلاثة من الثلاثينيات وحتى الخمسينيات حيث بينت هذه البحوث أن إدعاء بياجيه بعمق خاصية الإحيائية لدى الاطفال لم يقم على ما يدعمه من معلومات .
ويؤكد (Johnson & josey, 1932) أنهما لم يجدا أية معلومات تؤكد فرض بياجيه لدى أطفال السادسة الذين تعاملوا معهم بالطريقة الإكلينيكية التي يتخذها بياجيه – أما جهود (Dennis & Russell) على مدى العقود الثلاثة فقد انتهت إلى أن أسئلة بياجيه نفسها كنت أسئلة موحية ، وهي التي قادت الأطفال لهذه الإجابات.
وأن صغار الأطفال عندما يضفون الحياة على الجوامد فإن ذلك يتناقص بزيادة العمر بحيث لا يمكن الاعتداد بها كخاصية عامة لمرحلة ما قبل العمليات .
4- في الهوية
اهتم بياجيه بدراسة مدى فهم الطفل لثبات الأشياء كيفياً ، أي أن يكون الطفل على وعي بأن الخصائص الكيفية للشيء مثل اللون أو الجنس أو الشكل تبقى كما هي ثابتة عندما تتعرض بع الخصائص الأخرى غير المهمة او غير المرتبطة للتغير .
وقد ظهر هذا الاهتمام لديه في مختلف مراحل النمو منذ مرحلة الذكاء الحس حركحي وحتى مرحلة التفكير الشكلي ، ونظراً للحداثة النسبية لمناقشة بياجيه لموضوع الهوية لدى أطفال مرحلة ما قبل العمليات (Brainerd, 1978, P. 124) فإن المتوفر من بحوث هذه الخاصية يعد قليلاً بالمقارنة مع بحوث الخصائص الأخرى.
ومع هذا فإن من أبرز هذه البحوث ، نجد دراسة (Devries, 1969) حيث درست تطور مفهوم الهوية الأصلية لدى 64 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات وهي تشير بمصطلح الهوية الأصلية إلى جنس حيوان لا يتغير حتى ولو حدث تغيير في بعض ملامحه.
وقد اعتمدت تجربتها على إستخدام قط أسود مدرب وإثنين من الاقنعة الصناعية أحدهما لراس كلب والآخر لراس أرنب وبعرض القط الأسود ذات مرة ، ثم إعادة عرضه مع وضع احد النقاعين أو العكس مرة أخرى .
وبتوجيه عدد من الأسئلة بالطريقة الإكلينيكية توصلت دي فرايس إلى نتائج تتفق مع فروض بياجيه بأن الهوية تكتسب خلال مرحلة ما قبل العمليات، حيث وجدت أن أداء الاطفال على إختباراتها يتحسن تدريجياً بين الأعمال 3-6 كما كشف التحليل الإحصائي لاستجابات الاطفال عن ست مستويات محددة لنمو مفهوم الهوية لدى هؤلاء الأطفال ، وإن كان هذا التحديد قد شابه عدم ربطه بالمدى العمري الواسع لمرحلة ما قبل العمليات كما ينظر إليها البعض من 2-7 من السنوات .
ثم أجرى برينارد عدداً من التجرب المعملية في عام 1977 وليختبر الفرض بأن مفهوم تحديد الهوية هو مفهوم ينمو في مرحلة العمليات المحسوسة أم في مرحلة ما قبل العمليات .
وقد قارن بين أداء الأطفال على اختبار تحديد الهوية في مقابل ادائهم على ثلاث اختبارات لعمليات ، معرفية خاصة بمرحلة العمليات المحسوسة هي ك الثبات الكمي، القابلية لعكس العمليات بالنفي ، ثم القابلية لعكس العمليات بالتعويض .
وقد أجريت هذه التجارب على 188 طفل تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة مستخدماً في ذلك زجاجتين إحداهما معيارية والأخرى متغيرة ، وباستخدام ما يملأ نصف المعيارية وصبه في المتغيرة وتوجيه العديد من الأسئلة عن ثبات الكمية وعن توقع مستوى ارتفاع السائل وغيرها ، استطاع برينارد أن يكشف عن ثلاثة من النتائج الهادئة هي :
– لا يظهر مفهوم الهوية لدى الاطفال قبل عمر الخامسة وأحياناً يتأخر حتى السادسة .
– التاكيد على صحة ما افترضه بياجيه من أن الأطفال يتوصلون إىل الهوية قبل الثبات الكمية .
– لم يتأكد افتراض بياجيه أن الأطفال يتولون إلى مفهوم تحديد الهوية قبل وصولهم إلى المعكوسية سواء بالنفي أو بالتعويض (Brainard, 1978, PP. 126-128).
5- في تطور العمليات المعرفية خلال مرحلة ما قبل العمليات
تعد البحوث والدراسات التي أجريت على تطور العمليات المعرفية طبقاً لما جاء في نظرية بياجيه ، من أهم ما أسهم في تحديد أساليب ونماذج التعليم والتعلم في مرحلة التعليم والتعلم في مرحلة رياض الاطفال ذلك لان البحوث والدراسات ، على وجه التحديد ، استهدفت وتمكنت ، إلى حد كبير من تحديد ما يمكن وما لا يمكن ان يفعله طفل الروضة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]