الدراسات المتعلقة باكتساب بعض العمليات المعرفية لدى الطفل في ضوء نظرية “بياجيه”
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
نظرية بياجيه اكتساب بعض العمليات المعرفية لدى الطفل العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
ويشتمل هذا الجزء من الدراسات السابقة على مجموعتين من الدراسات ، تتعلق المجموعة الاولى منها ببعض رسائل الماجستير والدكتوراه (مصرية في اغلبها) التي تناقش فكر بياجيه ، وتأخذ خطوة على طريق إعادة تطبيق بعض من تجاربه في بيئة عربية ، بحيث يمكن عدها من الدراسات عبر الحضارية .
وتتعلق المجموعة الثانية بالدراسات التي أجريت على الطفل الكويتي خاصة أو برامج وخبرات رياض الأطفال في دولةن الكويت ويغلب عليها أنها تقارير وبيانات اكثر من كونها بحوث ودراسات ، وفيما يلي عرض موجز لكل من المجموعتين :
أ- دراسة تتعلق باكتساب بعض العمليات المعرفية لدى الطفل في ضوء نظرية بياجيه
– دراسة (حافظ ، 1987) بعنوان " نمو عملية التصنيف لدى الأطفال في مرحلة الرياض والمرحلة الابتدائية" تكونت العينة من 180طفلاً مصرياً موزعين على تسع مجموعات عمرية تبدأ بالمجموعة من 3- 4 سنوات وتنتهي بالمجموعة 11-12 سنة .
اجرى الباحث ثلاثة اختبارات تقيس نمو عملية التصنيف لديهم وذلك لدراسة كل من عملية التصنيف بالجمع ، والتصنيف في فئات ، والتصنيف المتعدد . وقد أوضحت نتائج الدراسة التقارب بين الأعمار التي يصل الطفل المصري عندها إلى المراحل الخاصة بنمو أشكال التصنيف الثلاثة .
وتتفق نتائج هذه الدراسة مع ما وصلت إليه دراسات (بياجيه وانهيلدر ، 19649، على الطفل السويسري . وقد بين التحليل الكمي لنتائج الدراسة أن الطفل المصر ربما يتأخر نسبياً لأسباب حضارية وتربوية عن الطفل السويسري والطفل الأمريكي في الوصول إلى مرحلة العمليات المنطقية .
واما التحليل الكيفي لنتائج الدراسة فقد اثبت صحة ما ذهب إليه كل من بياجيه وانهيلدر من أن نمو القدرة على التصنيف رهن بقدرة الطفل على الاستدام المتسق للأسلوبين . التصاعدي والتنازلي في تناول الأشياء .
– دراسة (عبد المجيد ، 1978) بعنوان "نمو إدارك الزمن لدى لااطفال في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية " وتكنت العينة من اطفال مصريين تتراوح أعمارهم بين الثالثة إلى الثانية عشرة من العمر.
وكشفت الدراسة في إطارها النظري عن المسار النمائي لإدراك الطفل لمفهوم الزمن كما تحدد في تزامن الأحداث وتتابعها ودوامها وسرعتها وكذلك أوضحت الدراسة أن إدراك الطفل للزمن في الخبرة المعاشة بشقيها المباشرة وغير المباشرة يتخذ مراتب نمائية في الزمن الشخصي والزمن في العلاقة مع الآخرين والزمن التاريخي .
وأوضح الباحث في تفسيره لنتائج الاتفاق الكبير مع نتائج بياجيه الخاصة بنمو مفهوم الزمن عند الطفل .
وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات بين نتائج الدراستين إلا أن هذه الاختلافات لم تمنع وجود تشابه جوهري واضح بين هذه الدراسة ونتائج بياجه ، حيث اتضح أن نظام تتابع المراحل واحد في كل من الحالتين .
– دراسة (حمودة ، 1983)، بعنوان " نمو مفهوم العدد لدى الأطفال في مرحلتي الرياض والابتدائي" تكونت العينة من 180 طفلاً مصرياً موزعة على تسع مجموعات عمرية تتراوح بين الرابعة والثانية عشرة طبقت الباحثة عشرة من اختبارات قياس نمو المفاهيم العددية على أطفال العينة.
مستعينة في اختيارها لهذه الاختبارات على ما طبقه بياجيه في هذا المجال.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج مفادها أن مراحل نمو المفاهيم العددية لدى الطفل المصري تطرد وفق النسق الانتقالي الذي توصل إليه بياجيه ، وأن الفروق بني مراحل نمو المفاهيم العددية لدى الطفل المصري في مختلف أعمار أطفال العينة فروق دالة إحصائياً.
مما يثبت أنها مراحل منفصلة ومتميزة . كما وجدت الباحثة ان الطفل المصري يتأخر عن الطفل السويسري في مراحل نمو مفاهيم العدد وإن أجرعت ذلك إلى الفروق الحضارية بين المجتمعين .
– في دراسة (الكامل ، 1985) حول نمو عمليات التفكير الشكلي عند الأطفال ، تكونت العينة من 128 طفلاً ، منهم 46 إناث ، 82 من الذكور ، تتراوح أعمارهم بين السابعة إلى الثانية عشرة واعتمد التطبيق على تجربة البندول أساساً ، وما يرتبط بها من محاولات الخلط والإطناب ثم على تجربة التكوينات .
وقد أخضع الباحث جميع بيانات الدراسة لبنرامج التحليل الإحصائي الخاص بالعلوم الإنسانية بمركز الحساب العلمي بجامعة فراي بورج بألمانيا الاتحادية.
وكشفت نتائج البحث باستخدام التحليل التمييزي على أن 63% من عدد العينة وعلى أساس أدائهم الإجرائي الشكلي في التجارب المصمة في هذا البحث ، أن انتماءهم إلى مجموعاتهم العمرية هو انتماء صحيح مما يدعم وجهة نظر بياجيه بهذا الخصوص .
– في دراسة (شرف الدين ، 1987) حول مركزية الذات في لغة الطفل ، استهدف الباحث الكشف عن النزعة الخاصة بمركزية الذات في لغة عينة البحث من الأطفال المصريين التي تكونت من 60 طفلاً نصفهم من البنين والنصف الآخر من البنات ممن تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات وخمسة شهور حتى خمس سنوات وتسعة شهور وبنسة ذكاء تتراوح بين 90-130 درجة .
وكانت أهم النتائج التي كشفت عنها الدراسة هي وجود نزعة مركزية الذات في لغة أطفال عينة البحث ، حيث بلغ متوسط نسبة الحديث المركزي عند اصغر الاطفال في العينة 70% ، وكذكل ازدياد نسبة الحديث المتكيف مع المجتمع أو المتحرر من المركزية مع تقدم العمر لتصل إلى حوالي 98% عند أكبر أفراد العينة عمرا .
وأخيرا أوضح الباحث أن نتائج دراسته اتفقت إلى حد بعيد مع نتائد دراسات بياجيه والدراسات المؤيدة له ، وفسر بعض الاختلافات التي كشفت عنها النتائج في ضوء الاختلافات البيئية الحضارية وهو ما أقره بياجيه واشار إليه في أكثر من موضع .
– دراسة (السرسي ، 1989) بعنوان " تنمية بعض المفاهيم الرياضية في ضوء نظرية بياجيه للنمو المعرفي لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة " واستهدفت الدراسة التوصل إلى برنامج مقترح لتنمية بعض المفاهيم الرياضية في ضوء نظرية بياجيه ، من حيث الأهداف ، المحتوى ، أساليب التدريس والتقويم وغيرها ، وكذلك الكشف عما إذا كان هناك فروق بين الجنسين من حيث تحصيلهم للمفاهيم الرياضية.
وقد أعدت الباحثة في ضوء ما عرضته من دراسات سابقة وخلفية نظرية برنامجاً يتكون من سبع وحدات هي : التصنيف ، الهندسة ، العددن القياسات والكسور ، الزمن ، النقود ، ثم التفكير المنطقي ، وللتدليل على فاعلية البرنامج المقترح ، قامت الباحثة بتجريب وحدتين من وحداته هما وحدة الهندسة ووحدة التصنيف.
وذلك على أحد فصول مدرسة خاصة للغات للمنطقة شبرا الخيمة (40 طفل تتراوح أعمارهم بين 5-6 سنوات ، 25 بنين ، 15 بنات) وعلى مدى ثلاث شهور ، باستخدام العديد من أدوات التقويم والقياس ، وقد أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجات تحصيل الهندسة والتصنيف لصالح درجات الأطفال بعد التجريب.
وكذلك عن عدم وجود مثل هذه الفروق بين متوسط درجات التحصيل لكل من الإناث والذكور بعد التجريب. وبينت الباحثة اتفاق هذه النتائج مع الإطار النظري والتجريبي للدراسة .
– مما تجدر الإشارة إليه ، أن النتائج التي أسفرت عنها البحوث والدراست العربية سالفة الذكر ، وهي في مجموعها تعد مؤيدة لفكر بياجيه بشكل واضح ، تلقى دعماً وتأييداً متزايداً من مجموعة اخرى من البحوث منها على سبيل المثال لا الحصر ، (كرم الدين، 1976، 1982 حول تطور فكرة العلية عند الطفل ثم حول الانتقال من مرحلة العمليات العيانية إلى مرحلة العمليات الشكلية) ، (الغزي ، 1961 حول ثبات فكرة الكم لدى الاطفال العراقيين) ، (الحلفي ، 1981 حول السببية لدى اطفال الرياض والابتدائي) ، (برسوم ، 1979 حول استجابات طفل الروضة لبعض ادوات اللعب) ، (الدسوقي ، 1985 حول النمو اللفظي لطفل الرياض) ، (الخطيب ، 1985 حول النمو الحركي لطفل ما قبل المدرسة) ، (عبد الفتاح ، 1986 اللعب كأسلوب لحل لبعض المشكلات ، دراسة تجريبية على اطفال مرحلة ما قبل المدرسة) ، (أمين ، 1983 منهج مقترح للهندسة في المرحلة الابتدائية) ، (حنفي ، 1983 دار الحضانة والاستعداد العقلي للطفل دون السادسة) ، (علي ، 1986 برنامج مفترح لتطوير مناهج ما قبل المدرسة الابتدائية في مدينة القاهرة) .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]