الدفاعات السلوكية
2012 الحيوانات
جون فارندون…[وآخ]
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
تتضمَّن الاستراتيجيات الدفاعية الأخرى الطُرق التي تتصرَّف بها
الحيوانات. فبالنسبة للعديد من الحيوانات المُحَاكية، لا يكفي فقط أن تبدو هذه الحيوانات كحيوان آخر؛ وإنما يتوجَّب عليها أيضاً التصرُّف مثله. ويُحَاكي اليعسوب
(drone flies) نحل العسل، حيث تطير بنفس سرعة طيران النحل وتُقلِع من على الأزهار بالزاوية ذاتها تماماً. وتقف خنافس الصحراء النتنة (desert stink beetles) على رؤوسها ثم تقوم برش سائل كريه الرائحة على الأعداء، كما تقف خنافس صحراوية أخرى على رؤوسها لردّ
المفترسات وإبعادها على من عدم امتلاكها لهذا السائل. كما يمكن أن يؤدي الحجم أيضاً إلى إرهاب الأعداء وتخويفهم؛ حيث تقوم القطط بتقويس أجسادها وتجعل شعرها ينتصب عند مواجهتها لأحد الكلاب. وتستطيع العَلاجِم والأسماك المنتفخة (pufferfish) نفخ أجسامها مما يجعلها تبدو أكبر حجماً، وأكثر شراسة، ويصعب ابتلاعها.
يتمثَّل أحد مظاهر التكيُّف الدفاعي السلوكي الشائعة في التجمُّع في شكل
قطيع (herding). وغالباً ما تتألف القُطعَان من العديد من الأنواع المختلفة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يحتوي القطيع في إحدى مناطق حشائش السافانا في شرق
أفريقياعلى حيوانات النُّوّ (wildebeest)، والغِزلان، والحَمير الوحْشِيَّة، وطيور النَعَام. وتقوم الحيوانات بتشكيل قُطعان نظراً لأنه من المُرجَّح بدرجة أكبر أن تقوم العيون العديدة لحيوانات القطيع بإبصار الحيوان المفترس عمَّا سيكون عليه الحال إذا كان الحيوان وحيداً.كما تتميَّز
القُطعان بأنها أكثر قدرة على صَدّ الهجمات؛ حيث تقوم ثيران المِسْك بتشكيل قُطْعَان في سهول التندرة الشمال أمريكية (انظر ص32).
وعند تعرُّضها لهجوم من قبل مجموعة من الذِئاب، تقوم ثيران المِسْك البَالِغَة بتشكيل حَلقة حول الصِغَار وردّ الذئاب بالاستعانة بقرونها. وبالمثل،
تُوَحِّد الطيور مثل طيور الحَرْشَنَة (terns) جهودها لإبعاد الغِرْبَان أو طيور النورس التي تقترب أكثر من اللازم من موقع تعشيشها. كما يتِمّ أيضاً في كثير من الأحيان مطاردة البوم، والصُقور الحوَّامَة (buzzards)، والطيور المفترسة الأخرى من قِبَل مجموعات من الطيور الأصغر حجماً. ويُعرَف هذا الأمر بالتجَمْهُر (mobbing).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]