الدورات الموسمية

2012 التگاثر

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

كثيراً ما تكون دورات الحياة والدورات التناسلية مرتبطة بالفصول المناخية، خاصة في الأقاليم المناخية المعتدلة (الأكثر برودة)، حيث يتوجَّب على الحيوانات والنباتات التكيُّف مع برودة الشتاء.

فعلى سبيل المثال، تستغرق العديد من حشرات المناطق المعتدلة عاماً كاملاً للتكاثر، في حين أنها يمكن أن تكمل دورة حياتها خلال بضعة أسابيع في المنطقة الاستوائية.

ويرجع هذا إلى أنها تقضي الشتاء في حالة شبيهة بالنوم تسمى بفترة البيات (diapause) (انظر المجلد السادس: ص29-30). وهناك أنواع من الفراشات تقضي الشتاء كبويضات، بينما تقضيه أنواع أخرى مثل اليساريع في صورة خادرات أو فراشات بالغة.

وبمعنى آخر، لا توجد مرحلة حياتية «مُثلى» يمكن قضاء الشتاء فيها. وبرغم ذلك، فإن قضاء الشتاء كفرد بالغ أو كيافع يُعّد أمراً نادراً نسبياً. وتقضي معظم حشرات المناطق المعتدلة الشتاء كخادرات أو كبويضات؛ حيث لا تتطلب مراحل الحياة هذه أي طعام، الأمر يكون أكثر ندرة خلال شهور الشتاء.

وفي أمريكا الشمالية، تهاجر

الفراشات الملكية (انظر أعلاه) لمئات الأميال نحو الجنوب في كل خريف لتفادي فصول الشتاء الشمالية القاسية.

وتنتج بعض الحيوانات أجيالاً عديدة في السنة حتى في ظروف الطقس الأشد برودة، لكنها لا تتكاثر إلا جنسياً مع اقتراب فصل الشتاء. وقد تتناسل لاجنسياً (انظر ص14) بقية الوقت، وهو ما يؤدي إلى زيادة أعدادها بسرعة.

وحتى الأنواع التي تبقى لسنوات عديدة فعادة ما تضبط توقيت تكاثرها وفقاً للفصول المناخية. وبشكل عام، تلد هذه الأنواع صغارها خلال فصل الربيع عندما تكون هناك وفرة من الطعام

لكن هناك بعض الاستثناءات؛ وأحد هذه الاستثناءات هو صقر إليانورا (Eleanora’s falcon)، الذي يضع بيضاً يفقس خلال فصل الخريف، ويُطعِم الوالدان صغارهما لحوم الطيور المُغرِّدة المهاجرة التي تكثر في ذلك الوقت من السنة

أما في البحر، فعادة ما لا يكون هناك ذلك الاختلاف الشاسع بين الشتاء والصيف؛ لكن الفصول لها أهميتها هناك، وذلك لأن معظم الحيوانات البحرية تقوم بتخصيب بويضاتها خارجيا (انظر ص24). وبالنسبة لنوع حي يعيش في منطقة معينة، سيساعد كثيرا أن يقوم جميع الأفراد بإطلاق خلاياهم الجنسية في الأيام ذاتها من السنة.

ويمكن أن يكون توقيت القيام بذلك على درجة مذهلة من الدقة: ففي منطقة الحاجز المرجاني العظيم بأستراليا، تقوم معظم حيوانات المرجان بعد مرور بضعة أيام على

ظهور البدر في شهر نوفمبر بإطلاق خلاياها الجنسية في الوقت ذاته.

ويُعَدّ إطلاق الخلايا الجنسية في نفس وقت قيام الأفراد الأخرى من نفس النوع بذلك خطوة جيدة بالنسبة للحيوانات الجنسية التي لا يمكنها الانتقال من مكان إلى آخر لإيجاد الأليف.