البيولوجيا وعلوم الحياة

الرؤية

2012 الجسم البشري

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

تُعَد العينان إلى حّد كبير عضوي الحِسّ الأكثر تعقيداً والأكثر أهمية. أنت تحظى

بعينين، ويجمع الدماغ الصورتين المختلفتين قليلاً واللتين تُولِّدهما العينان لتكوين منظر واحد ثلاثي الأبعاد للعالم، ويسمى هذا بالرؤية التنظيرية المُجسَّمة stereoscopic vision أو بالرؤية العينين. وتتكوّن كل عين من مُقلة (eyeball)

مرتبطة بست عضلات مختلفة تقوم بتدويرها في حجَاج (Eye socket) موجود في الجمجمة.تعمل مقلة العين بطريقة مشابهة لطريقة عمل آلة التصوير؛ حيث يمر الضوء عبر القرَنيَّة (cornea) – وهي عبارة عن عدسة خارجية شفافة للعين- والحَدَقة (pupil) التي هي عبارة عن الفتحة

السوداء الموجودة في القزحيَّة المُلوَّنَة. و تقوم العدسة بكسر الضوء الذي يرتحل عبر الخِلْطُ الزُّجاجِيّ (Vitreous humor) (وهو عبارة عن هلام شفاف يحافظ على كروية المُقْلة)، و يصل إلى الشبكيَّة التي هي عبارة عن بنية تقع في مؤخرة العين. تشبه الشبكيَّة (retina) الفيلم الفوتوغرافي في آلة التصوير،

وتُحمَل المعلومات الواردة من الشبكيَّة بواسطة العصبين البصريين (واحد من كل من العينين) إلى القشرة البصرية المخيَّة وهي ذلك الجزء من الدماغ الذي يقوم بفك شيفرة المعلومات البصرية (انظر ص51). ونطلق على كل من العينين، والعصبين البصريين، والقشرة البصرية اسم «الجهاز البصري».تحاط الشبكية بنوعين رئيسيين من الخلايا التي يأخذ بعضها شكل نبابيت (rods) بينما يأخذ البعض الآخر شكل مخاريط (cones). و بمقدور هذين النوعين المختلفين من الخلايا اكتشاف الأنواع المختلفة من الضوء.

وهناك نحو 120 مليوناً من الخلايا النبوتية ونحو 6 ملايين من الخلايا المخروطية. وتتّسم الخلايا النبوتيةبأنها حساسة بشكل رئيسي للظلال الرمادية والضوء الخافت، بينما تتسم الخلايا المخروطية بأنها حساسة للضوء المُلوَّن. وهناك ثلاثة أنواع من

الخلايا المخروطية، يمتلئ كل منها بمادة كيميائية تجعلها شديدة الحساسية إما للضوء الأحمر، أو الأزرق، أو الأخضر. وتتوزع الخلايا النبوتية بشكل عشوائي فوق الشبكية. بينما تنحزم معظم الخلايا الدماغ روطية في مركز الشبكية الذي يسمى النُقْرة (fovea). تترتَّب النبابيت حول حافة الشبكيَّة، مما يُفسِّر سبب رؤية

عينيك للألوان بوضوح في مركز الشيء الذي تنظر إليه (حيث تتواجد معظم

الخلايا المخروطية)، وسبب رؤيتك الأشياء باهتة أو الحركات ضعيفة عند الحواف (حيث توجد الخلايا النبوتية في الغالب).إذا تعرَّض الجهاز البصري للتلف بشكل ما،

فقد تتدرج نتيجة ذلك من اضطراب الرؤية إلى العمى الكامل. ويُعد السادّ (المياه البيضاء:Cataracts) إحدى مشاكل العين الشائعة والتي يتوقف فيها جزء من العدسة عن السماح للضوء بالمرور خلاله

كنتيجة للتقدم في السن، أو الإصابات، أو سوء التغذية. ويواجه الأشخاص المصابون بعمى الألوان مشاكل في تمييز بعض الألوان نظراً لافتقارهم إلى نوع أو أكثر من الأنواع الثلاثة من الخلايا المخروطية.

كما يمكن أن يؤدي تعرُّض أجزاء الدماغ التي تعالج المعلومات البصرية

للتلف إلى حالات تسمى العَمَه (العَجْزُ عن إدراك مُنَبِّهٍ حِسِّيّ) (agnosia). و بمقدور الأشخاص المصابين بالعَمَه رؤية الأشياء نظراً لأن أعينهم تعمل، لكنهم لا يتعرَّفون عليها لأن القشرة البصرية في أدمغتهم قد أصيبت بالتلف.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى