الرابطة بين الاكتئاب والروحانية
2014 للتخلص من الاكتئاب
جيسي ه . رايت و لورا و.ماكراي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب
هل بالإمكان اعتبار الروحانية "كعلاج مستند إلى دليل"؟ ولكي نعتمد الحقيقة المباشرة منذ البداية، من المهم أن نلحظ أن الروحانية و/ أو الممارسة الدينية في حقيقتيهما لا يعتبران طرق لمعالجة الاكتئاب بشكل مشابه لطرق العلاج المعروفة مثل CBT، ومضادات الاكتئاب، وغيرها من طرائق العلاج المعروفة.
وتوصي معظم المصادر الدينية والفلسفية الذين يعانون من اكتئاب شديد أن يتلقوا علاجاً نفسياً، أو دوائياً، أو كليهما معاً، وإن يكون العلاج تحت رقابة مختصين.
من ناحية أخرى، فإن بناء قوى روحانية قد شكل جزءاً مهماً في موضوع العلاج لبعض الناس يفوق الموصوف في خطة العلاج نفسها.
لكن ماذا بشأن العلاج بالتعافي والعلاج المستند إلى اليقظة الذهنية؟ فهل هما علاجان يقومان على الروحانية؟ ولقد ناقشنا سابقاً العلاج بالتعافي وسوف نفسّر في الفصل المقبل أسس العلاج المستند إلى الشائع العقلي للتصدّي للاكتئاب، والمعروف أن لكل من هذين العلاجين المستندين إلى دلائل علمية، محتواة من الروحانية ضمن آليات فعلية أخرى كامنة.
فالعلاج بالتعافي يعتمد في جزئية منه على تعزيز مفهوم الغرض والهدف في حين يعزّز العلاج باليقظة الذهنية السلام، والعاطفة، والسكينة وغيرها من المشاعر الإيجابية والسلوكيات المعبّرة عن التعريف الواسع للروحانية.
هذا، وفي الوقت عينه عبر مطورو هذين العلاجين وبصراحة أنهم ليسوا في الأساس متدينين وقد اعتمد كلا العلاجين على طرائق CBT وغيرها من المقاربات التي لا تحتاج إلى حيثيات دينية. لذلك، ناقشنا هذين العلاجين للاكتئاب بشكل منفصل في فصلين مختلفين.
ما تأثيرات الاكتئاب في الروحانية؟
لقد وجدت الدراسات الخاصة بتأثيرات الاكتئاب في الروحانية أن الأول في الغالب يصيب الروح. فعندما يصاب الناس بالاكتئاب يشعرون بالخواء، ويعانون صعوبة في إيجاد معنى لحياتهم ويصبحون منفصلين عن الناس وهم ينكفئون على معاناتهم، وإذا كانوا من المؤمنين بالقدرة العظمى فسوف يشعرون بالبعد أو الانفصال عن الله وقد ينساقون بعيداً عن ممارسة طقوس دينهم، أو ربما الانخراط في ممارسات دينية أخرى، وإذا كانوا مؤمنين من دون أن يسمّوا أنفسهم متديّنين، فقد يشعرون بفقدان الرابطة أو الارتباط بالعالم الطبيعي أو غيره من الأشياء التي كانت تجعل حياتهم ممتعة وتستحق العيش، وهكذا بالنسبة لهؤلاء الأشخاص يبدو التناغم بين العقل والجسد والروح غير موجود، وإن معنى التكامل والوحدانية مفقود.
إن الاستخدام المختزل للمصادر الروحانية قد يشكل جزءاً من لولب الاكتئاب النازل. وعندما يصبح الشخص منفصلاً عن الأشياء، التي تعطي الحياة معنى وهدفاً، فإن حساً من فقدان الأمل والضياع يتصاعد في ذات المصاب. كما إن المشاركة في أنشطة متصلة بالروحانية والتي تعزز الصحة العاطفية قد تتراجع أو تتوقف كلياً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]