الزواحف البحرية
2013 دليل المحيطات
جون بيرنيتا
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الحيوانات والطيور والحشرات موسوعة علمية
رغم هيمنة الزواحف على البيئة البحرية في عصر الميزوزويك (الدهر الأوسط)، الا أنها تنحصر الآن في سبعة انواع من السلاحف البحرية، ومئات من أفاعي البحر، ونوع واحد من الاغوانا البحرية، والقليل من أنواع التماسيح التي تعيش عند مصبات الأنهار.
وتتميز السلاحف بمناقير قرنية واطراف امامية متحورة، تعمل كمصدر قوة للحركة، وتستخدم الزعانف الخلفية للتوجيه. يكون الطرف الأمامي على شكل مجداف، وبالدفع القوي لهذه الأطراف تتحرك السلحفاة إلى الأمام – كما وجد نوع من البليزوصورات المنقرضة، التي أنقرضت في نفس زمن انقراض الديناصورات على اليابسة. بالاضافة إلى ذلك هيأ الشكل الانسيابي لدرع السلحفاة القرني سطحا أملسا يتدفق فوقه الماء في طبقات، بدون تيارات مضطربة، والتي قد تتعارض مع السباحة الفعالة. وهذا يتناقض مع السلاحف البرية، فقد أختصرت سلاحف البحر من وزن هيكلها الذي يعتبر أكثر تفلطحا. وقد جاءت الى الشاطىء للتزاوج، ووضع البيض في أعشاش محفورة عند رأس الشاطىء. هذا ويفقد الكثير من صغار السلاحف بسبب المفترسات أثناء رحلتها من البر إلى البحر، أما المشكلة التي تواجه السلاحف الأحدث هي تحرك الصغار إلى الداخل نحو أنوار الفنادق السياحية، التي تعتبر أكثر جاذبية من ضؤ القمر.
أما الاغوانا البحرية، Amblyrhynchus، التي تعيش فـي جزر غالاباغوس فهي سحلية برمائية حقيقية تقضي جزءا طويلا من وقتها على اليابسة. وفي شكلها العام، تشبه هذه الحيوانات إلى حد كبير مثيلاتها التي تعيش على اليابسة، وتتغذى على الأعشاب البحرية. وعلى غرار طيور البحر، يوجد لديها غدد افراز ملح في منخاريها، وذلك على العكس من السلاحف البحرية، التي تفرز الملح الفائض من خلال قنوات في محجر العين.
أما بالنسبة لتمساح الماء المالح فان بيئته عند مصبات الأنهار وليس البحر، رغم انتقاله قبل البلوغ لمسافات طويلة بمحاذاة الساحل بحثا عن المنطقة المناسبة. تحدثت بعثة تبشيرية قديمة من فيجي عن قتل تمساح ماء مالح كان قد جاء من جزر سليمان. فيما كانت هذه التماسيح سائدة في منطقة جنوب شرق آسيا، Melanesia، و أستراليا، الا أنها تقلصت في العدد والمدى نتيجة لصيدها من أجل جلودها.
أما أفاعي البحر فقد استطاعت التكيف أكثر مع البيئة البحرية مقارنة بالاغوانا والتماسيح، اذ يوجد لدى كل الأنواع ذيل مفلطح، مجدافي الشكل. وخلافا للأفاعي البرية، فان حراشف بطن أفاعي البحر الحقيقية صغيرة جدا، متساوية في الحجم مع الحراشف الظهرية، لأنها لا تزحف. ويذكر أن أفاعي البحر مجموعة متنوعة من الحيوانات البحرية السامة جدا، وتوجد غالبيتها في المياه الضحلة لجنوب غرب المحيط الهادئ، بين ماليزيا واستراليا. وتعتبر أفاعي البحر قريبة من أفاعي الكوبرا و الكريت kraits على اليابسة. حيث أن الذيل مضغوط جانبيا، مكونا مجدافا، كما تسبح مثل الانكليس بانثناءات جانبية للجسم. أما البيلامس Pelamis منه فهو كائن بحري بالكامل يتغذى على الأسماك الصغيرة التي تلتقطها بواسطة صعقة جانبية. وتتغذى الكثير من انواع أفاعي البحر صغيرة الرأس على بيض السمك، فيما يتغذى جنس Laticauda، كريت البحر، على انكليس موراي Moray في الشعاب المرجانية. كما أن معظم أفاعي البحر تعتبر بيوضة ولودة، أي تفقس البيض في مجاري الأنثى التناسلية ويخرج ما بين ٣ إلى ٨ صغار كاملة النمو. وتحدث الولادة في البحر، ولا يحتاج أي منها إلى اليابسة باستثناء أفاعي البحر Laticaudine.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]