السكري لدى اليافعين وممارسة الرياضة

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

وإلى جانب التحكم بالمقدار المتناول من الكربوهيدرات فهناك تدابير علاجية أخرى ينبغي أخذها بالحسبان وهي التمارين الرياضية، فالبنسبة للبالغين يوصي الأطباء بالقيام بعمل مجهد لمدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً

أما بالنسبة للأطفال واليافعين فيمكنهم أن يمارسوا أنماطاً مختلقة من التمارين الرياضية، فأي جهد يحافظ على نشاط الطفل هو جهد جيد، وينصح الأطباء الأبوين بالاحتفاظ بسجل للتمارين الرياضية التي يمارسها الطفل السكري يومياً طيلة أيام الاسبوع، من أجل مراقبة التقدم الذي يحرزه الطفل.

فذلك يعطيك درجة من الاطمئنان على طفلك وأنه يمارس الرياضة بانتظام. ويجب الانتباه لانخفاض السكر اثناء ممارسة الرياضة أو بعدها بقليل، فذلك يحدث عادة لدى الأطفال السكريين من النمط 1، وقبل البدء بممارسة الرياضة (30 دقيقة تقريباً) ينبغي على الطفل أن يأكل وجبة غنية بالبروتينات للمحافظة على سكر الدم في مستوى كاف أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

ويميل بعض الأطفال لإظهار السلبية الشديدة مع تغيرات وتقلبات متضاربة في المزاج، مما يوجب على الوالدين اتباع منهجية التحفيز المتعدد الجوانب والمكثف عند الانتقال من نظام غذائي لآخر، وعليك أن لا تتوقع استجابة كاملة وسريعة من طفلك لذلك التغيير، ولا سيما إذا كنت أنت نفسك لا تطبق النمط الصحي للممارسات التي تطلب من طفلك تطبيقها. إلا أن من الممكن تحقيق تقدم ملحوظ عندما يدلي الوالدان بتعليقات ملائمة تزيد من ثقة الطفل بقدرته على القيام بالمزيد من تلك التغييرات.

فعند وجود سوابق تاريخية في الأسرة للإصابة بالسكري، ويجد الطفل في الوقت نفسه أن الوالدين لا يطبقان القواعد الصحية في النظام الغذائي ولا في ممارسة الرياضة فإنه سيتساءل عن جدوى تلك القواعد، وإذا لم يشاهد الطفل مثالاً ملموساً على تخفيض الوزن فإنه سيتبع النموذج الذي يراه في المنزل، وهو النموذج الذي لا يعطي أهمية تذكر للطعام الصحي ولا لممارسة الرياضة.

لذا ينبغي عليك أيها الأب وينبغي عليكِ أيتها الأم وأيها الأب أن تتذكرا النتائج التي قد تنتج عن الامتناع عن اتباع النظام الغذائي الصارم وعن الممارسة المنتظمة للرياضة وعن العادات التي تؤهب للإصابة بالسكري

والأفضل أن تنخرطا معاً في ممارسة جماعية للرياضة يتعلم الطفل السكري خلالها الاستمتاع بحياته الخاصة وبطريقة إدارتها، كما يجدر بكما اختيار النظام الغذائي الأكثر صحة، ففوائد ذلك ستعم وستشمل جميع أفراد الاسرة.