الشابورة والضباب
2013 دليل التنبؤ الجوي
ستورم دنلوب
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
يتكون كل من الشابورة والضباب من قطرات ماء معلقة في الهواء، ويستخدم مصطلح الشابورة تقنياً عندما تتجاوز الرؤية 1 كم (3.280 قدم) أما الضباب فعندما تكون الرؤية أقل، وفقط عندما تكون الرؤية أقل من 200 متر (650 قدم) تتأثر وسائل النقل الأرضية بشدة وعندما يحضر علماء الأرصاد الجوية النشرات الجوية لعامة الناس فإنهم يستخدمون مصطلح «ضباب» فقط عندما تتحول الرؤية إلى هذه القيمة الأكثر انخفاضاً.
وكما هو متوقع يتشكل الضباب عندما يبرد الهواء الرطب حتى درجة التكثّف، وهذه هي نفس العملية الموجودة في السحب ويمكن اعتبار الشابورة والضباب ببساطة كنوع عام من السحب، وهناك مصطلحات محددة لأنواع معينة من الضباب: الضباب المرتفع وضباب البحر والضباب الإشعاعي، ويتشكل ضباب التلال أو المرتفعات عندما يضطر الهواء للتحرك إلى الأعلى حتى يصبح مشبعاً ويتشكل ضباب البحر عندما يتحرك الهواء الدافئ فوق سطح أبرد من الهواء كالبحر البارد والأرض المغطاة بالثلج أو الجليد فيبرد بالتالي أكثر من درجة التكثّف، وقد ينتقل الضباب الناتج فوق المناطق القريبة، وهذه هي حالة الضباب البحري الناشئ فوق المياه التي تطفو فوق مياه باردة كما يحدث في كاليفورنيا وناميبيا وتشيلي وأماكن غيرها، كما أن صحراء ناميبيا وأتاكاما جافتان جداً بحيث يصبح الضباب البحري الذي ينتقل إلى اليابسة المصدر الرئيسي للماء، وتشتهر الضفاف الكبرى للعالم الجديد بالضباب الناجم عن التقاء الهواء المداري البحري الدافئ مع تيار لابرادور البارد.
وأكثر أشكال الضباب شيوعاً هو الضباب الإشعاعي الذي يتشكل بشكل عام في الليالي الصافية الهادئة، فحين تشع الأرض الحرارة في الفضاء وتبرّد الهواء مباشرة فوقه تصبح الطبقة السفلية أبرد من الهواء الذي فوقها وبالتالي تبقى في مكانها لتصبح أكثر برودة حتى تصل إلى درجة التكثّف وتبدأ الشابورة بالتشكّل جانب الجداول والأنهار وفي أسفل الوديان، وغياب الرياح أمر هام لأن أقل نسيم سيتسبب باضطرابات ويدمج الهواء بعمق كبير وبالتالي يؤجل التبريد.
ويكون الضباب أكثر كثافة وانتشاراً عند الفجر بعد فترة طويلة خلال الليل عندما يبرد سطح الأرض، وإذا وصلت بعض الحرارة من الشمس خلال الصباح لتدفئة الأرض فإن درجة حرارة الضباب ستبدأ بالارتفاع وتتبخر قطرات الضباب بشكل تدريجي ويبدأ الضباب بالتلاشي، ومن الدلائل على أن
الضباب سيتلاشى ، الإشراق الواضح في الصباح الباكر وازدياد سرعة الرياح وأن تصبح السماء مرئية مباشرة في الأعلى، وسيرتفع الضباب ببطء إلى قطع منخفضة من السمحاق الطبقي المنخفض وإذا حدث ذلك قبل منتصف النهار فإن الضباب سيتلاشى على الأغلب في فترة بعد الظهيرة، وكلما كان الضباب أكثر كثافة كلما استغرق وقتاً أطول ليتلاشى، وفي بعض الأيام في فصل الشتاء قد تكون الحرارة غير كافية لتشتيته لذا فإنه يدوم طول النهار وخاصة في الوديان وفوق الأنهار ، ومن الدلائل على أن الضباب سيستمر على الأغلب عدم الإشراق خلال الصباح وانعدام الرياح وشعور ثقيل (رطب) في الهواء.
ويدوم الضباب طوال النهار في المناطق الساحلية في نهاية الشتاء والربيع وبداية الصيف، ويكون الضباب البحري كثيفاً ويندفع إلى المناطق الداخلية عندما تصل الرياح السائدة إلى الشاطئ، ويستمر طالما تدوم تيارات الهواء الثابت والرطب والدافئ ويبرد حتى درجة التكثّف عند الاحتكاك مع البحر البارد، ولكن كما هو مذكور في السابق تشتت الرياح القوية الضباب وتسبب اندماجاً مضطرباً عبر طبقة عميقة من الهواء، ويعيد نسيم البر في الليل في المناطق الساحلية ضباب البحر إلى البحر، ولأن رطوبة الهواء قد تختلف بشكل كبير من مكان لآخر يكون الضباب ممزقاً وخاصة في وقت مبكر من الليل، وقد تكون هذه الظروف خطيرة للسائقين لأن الرؤية قد تتغير فجأة فوق مسافة قصيرة من الطريق.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]