الصمامات… هي السبب في اكتشاف “هارفي” العظيم

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

هارفي الصمامات الطب

(تعود بي الذاكرة إلى تلك المقابلة الوحيدة التي تمت بيني وبين وليم هارفي قبل موته بقليل، عندما سألته عما جعله يفكر في وجود دورة دموية في جسم الإنسان.

وأجابني إنه لاحظ وجود الصمامات في الأوردة التي تشق طريقها في أجزاء كثيرةٍ من جسم الإنسان.

وأن هذه الصمامات موضوعة بطريقة تسمح بمرور الدم إلى القلب ولكنها تعوق مرور الدم الوريدي في الاتجاه الآخر.

إن هذه الملاحظة المدققة والمهمة جعلته يدرك أن هذه الصمامات الكثيرة لم توضع دون غرض، وأن الغرض المرجَّح هو أن تقوم بمنع الدم من الوصول إلى الأطراف عن طريق الأوردة، إنما يجب أن يصل إلى هناك عن طريق الشرايين ثم يعود إلى القلب مرة أخرى عن طريق الأوردة التي لن تعوق سيره في هذا الطريق).

كانت هذه كلمات عالم الكيمياء الإيرلني روبرت بويل التي يصف فيها مقابلته مع عالمنا، وردت في كتابه (بحثٌ في العلل النهائية للأمور الطبيعية) الذي نشر بعد وفاة هارفي بواحدٍ وثلاثين عاماً.

والواقع أن تلك الكلمات ربما كانت الوحيدة التي ذكرها هارفي لتفسير وصوله إلى كشفه العظيم الذي يعتبر قمة شاهقة في تاريخ تطور علم الحياة.