الطرق والقنوات المائية الرومانية
2016 علوم العصر الكلاسيكي وأوائل العصور الوسطى
جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير
KFAS
التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
شيد الرومان الطرق على امتداد إمبراطوريتهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد.
ولاستبدال طرقهم القديمة المملوءة بالطين المتماسك شتاءً وبالغبار الخانق صيفاً بنى الرومان الطرق الجديدة بتصميم هندسي محكم وعلى أساسات صلبة، وجعلوا على الجانبين مصارف للمياه التي تتجمع على الأسطح المحدودبة للطرق.
امتدت الطرق الرومانية في أوجها مسافة ٥٠,٠٠٠ ميلٍ (٨٠,٠٠٠ كم) – وهي مسافة تساوي ضعفي محيط الأرض.
ومن روما انتشر ٢٩ طريقاً عسكرياً كبيرا، وبالإضافة إلى ذلك شُيدت طرق من مدينة قرطاج في الشمال الإفريقي على امتداد السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وفي أرض الغال (فرنسا) صُممت الطرق على شكل أشعة مركزها مدينة ليون، كما أن لندن كانت مركز نظام الطرق في بريطانيا.
شيد الجنرال الروماني أبيوس كلوديوس كاكوس (اشتهر خلال القرن الرابع قبل الميلاد) أول الطرق الرومانية عام ٣١٢ ق.م. بدأ الطريق من مدينة روما باتجاه الجنوب، ويُعرف بطريق أيبيا، وامتد الطريق في البداية إلى مدينة كابيوا، لكن أعمال التوسعة اللاحقة زادت في طوله ليصل الساحل عند مدينة بروندسيوم (برندسي حاليا).
وتتابعت أعمال تشييد الطرق من بعد ذلك، مثل طريق أورليا الذي يصل روما بمدينة جنوا وطريق فلامينيا الموصل إلى الساحل الأدرياتيكي، وقد سُمي الطريقان نسبة إلى اثنين من رجال الدولة المهمين.
جاء تشييد الطرق الرومانية في البداية بهدف تسهيل حركة البريد والتجار والمسئولين مثل محصلي الضرائب، لكنها وفرت أيضاً وسيلة سريعة لنقل الجنود في مواجهة مشاكل السكان المحليين في حالة حدوث أي اضطراب.
شُيدت الطرق مستقيمة حيثما كان ذلك ممكناً وباستخدام جهاز للمسح يدعى غروما، وكانت مواضع انحناءاتها (إن اقتضت الحاجة) تُختار على أراض مرتفعة لتسهل الرؤية، وكان المهندسون يبدؤون تشييد الطرق الرئيسة بحفر قناتين متوازيتين لصرف المياه تبعدان عن بعضهما مسافة 40 قدماً (12 م) ومن ثم يحفرون حفرة ضحلة بينهما يملؤونها بالرمل والمِلاط وطبقات متتالية من الحصى الصغيرة لتكوين الأساسات.
تُغطى الأساسات بطبقة مانعة للماء تتكون من الحصى المسحوقة يلي ذلك رصف الطريق بكتلٍ صخرية أو بلاط رصف، كما صنعوا الكونكريت باستخدام الحصى المسحوقة وإسمنت الموزلان (الرماد البركاني) حيثما توافر والجبس. وفي الأراضي السبخة أو المستنقعات يتم رفع مستوى الطريق عن مستوى سطح الأرض.
بلغت أبعاد أحجار بعض الطرق ٨ بوصات (٢٠ سم) ارتفاعاً وقدمين (٦٠ سم) سماكة مع وجود حارات خارجية على الجانبين تستخدم كشوارع ذات اتجاه واحد، ويمكن للعربات السريعة ذات العجلتين قطع ٧٥ ميلاً (١٢٠ كم) في اليوم على هذه الطرق.
أما عربة النقل التي تجرها ثمانية خيول فيمكنها قطع مسافة ١٥ ميلاً (٢٥ كم) في اليوم فقط . مع انهيار الإمبراطورية الرومانية تدهورت الطرق لنقص الصيانة لها، واستولى مشيدو الطرق في وقت لاحق على بعض الطرق الرومانية، التي يمكن مشاهدتها بالاستعانة بخريطة لإنجلترا حيث تُوضح الطرق الرومانية بسهم مستقيم.
مع التوسع العمراني في المدن الرومانية ازداد طلب الناس على مياه الشرب والغسيل- تميزت العديد من المدن الرومانية بالحمامات العامة والنوافير، ولذلك بنى المهندسون الرومان قنوات مائية لجلب المياه إلى المدن، والقناة المائية تعنى أية قناة دائمة تستخدم لحمل المياه خلالها. فقد يكون مجرفاً مفتوحاً أو مغلقاً أو نفقاً يمر عبر التلال بل وحتى – في أبهى صورها – جسراً يمتد عبر وادٍ.
وفر هيكل طبقة الأساسات الاستقرار للطرق الرومانية، بينما ساعد تصميم السطح على صرف المياه إلى قنوات الصرف على جانبي الطريق.
خلال الأعوام من 312 ق.م. وحتى 200 ق.م. شيّد المهندسون 11 قناة مائية لجلب المياه إلى مدينة روما من مناطق يبعد بعضها مسافة 56 ميلاً (90 كم). اعتمد التصميم على بناء القنوات بميل سلس حتى يسري الماء بقوة الجاذبية خلالها.
ومازالت بعض القنوات المائية الرومانية قيد الاستخدام في إيطاليا واليونان وإسبانيا. فعلى سبيل المثال شُيدت القناة المائية في مدينة سجوفيا بإسبانيا بأمر من الإمبراطور الروماني تراجان (53-117)، وتتكون القناة من 24,000 كتلة من الجرانيت متصلة مع بعضها دون استخدام مِلاط لتشكل 165 مجموعة من الأقواس بطول 2,400 قدمٍ (730 م).
أما الطبقات المقوسة الثلاث لقناة بونت دوغارد الشهيرة في مدينة نمس بفرنسا فتمتد مسافة 900 قدمٍ (275 م) ويبلغ أقصي ارتفاع لها 165 قدماً (50 م). شُيدت هذه القناة في حوالي عام 20 ق.م. بأمر من القائد الروماني ماركوس أغريبا (63-12 ق.م.). ومازالت القناتان تعملان حتى اليوم بشكل كامل.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]