الطيور البحرية
2013 دليل المحيطات
جون بيرنيتا
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الحيوانات والطيور والحشرات موسوعة علمية
ربما يكون طائر القطرس هو الطائر البحري الحقيقي من بين ٢٨٥ نوع طير بحري، هذا ويقضي بعضها تسعة أشهر في البحر ولا تستطيع المشي على اليابسة. وتتميز هذه الطيور بأجنحتها الطويلة بالنسبة إلى عرضها ولا تتمتع بمرونة كافية كي تضرب بها أثناء الطيران، مما يضع هذه الطيور ضمن الشراعيات الفعالة للغاية. وبالدوران عكس الريح تحصل على أقصى رفع إلى أعلى وبدون جهد، وبالدوران باتجاه الريح تندفع الى أسفل. وكلما ازدادت شدة الريح، كلما ازدادت فعالية الطيران وخلال الأحوال الجوية الهادئة، قد تواجه طيور القطرس صعوبة في الطيران. أما الطائر النؤ، وهو من الأنواع الصغيرة ذات الانتشار الواسع، فله شكل مختلف من أشكال الطيران لكنه ليس أقل حيلة، حيث أنه ينزلق بسرعة فوق سطح قمم الأمواج أو منعطفا في الهدوء النسبي للقيعان لاصطياد الطعام من السطح.
اضافة إلى طيور البحر الحقيقية يعيش البط، الاوز، والطير الغطاس والطيور التي تخوض في المناطق الساحلية في العالم، وتتغذى بشراهة في مناطق المصبات حيث تبحث ذوات المناقير العريضة في الرواسب الناعمة عن الديدان والرخويات، أما البط فيصطاد الحيوانات الصغيرة في المياه الضحلة، ويتغذى الاوز على نباتات المستنقعات المالحة.
هذا وقد طورت بعض أنواع الطيور البحرية، مثل صائد المحار، وسائل للتغذية على أشكال وافرة من اللافقاريات الموجودة على صخور الشاطيء باستخدام منقارها الازميلي لاسقاط الرخويات ذات الصدفتين عن الصخور وفتحها.
أما الكشف عن الطعام من الجو فيحتاج إلى حدة بصر عالية. وبوجود التظليل المعاكس عند الكثير من الأسماك الأصغر حجماً فإن اللمعان اللحظي للون الفضي في احدى أسماك القطيع قد يكون الدليل الوحيد المتوفر للطيور التي تحلق على السطح بحثا عن طعام. ويبدو ان البطريق قادر على استخدام تقنية السونار باستخدام نوع من الفقاعات التي تنفجر وينطلق منها صدى صوت للاستدلال على فريستها على أعماق تصل إلى عدة مئات من الأمتار. بهذا أصبح البطريق متكيفا مع الحياة المائية تماما حتى انه فقد القدرة على الطيران وتحولت اجنحته إلى مجاديف صلبة تمكنه من السباحة تحت الماء في مطاردة السمك.
أما طيور الأوك Auks فهي قادرة على استخدام أجنحتها في السباحة السريعة تحت الماء. حيث تبقى الأجنحة شبه مفتوحة، مع غلق ريش الجناح الرئيسي لتأمين دفع قوي تحت الماء. كما تهيء الأقدام المكففة مقدرة على التوجيه عوضا عن الدفع. وتشمل هذه المجموعة الغلموت guillemots، razorbills، auklets وlittle auks. لقد تأقلمت عدة أنواع منقرضة مع طراز الحياة تحت الماء حيث أنها فقدت القدرة على الطيران. ومن المؤسف، أن الأصناف غير الطائرة مثل الأوك الكبير أصبحت فريسة سهلة من قبل صيادي الفقمة، مما أدى إلى انقراضها عام ١٨٤٤. ويمكن تصنيف طيور الآوك (auks) غير الطائرة في نصف الكرة الشمالي والمشابهة لطائر البطريق الذي يستوطن نصف الكرة الجنوبي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]