الظواهر الجيومورفولجية المرتبطة بالثلاجة

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الثلاجة الظواهر الجيومورفولجية المرتبطة بالثلاجة علوم الأرض والجيولوجيا

تتمثل المنابع العليا للثلاجة في القمم الجبلية الهرمية أو القرنية الشكل والحلبات الجليدية.

وتبدو هذه الظاهرة الأخيرة على شكل ظهر الكرسي المستدير (Arm Chair) حيث أنها تتركب من ظهر شديد الانحدار حائطي الشكل وانحدار آخر أمامي بسيط.

وقد يشغل قاع الحلبات الجليدية بعض البحيرات الصغيرة الضحلة التي قد تنشأ عند انصهار الجليد وانحباس المياه في حوض الحلبة بواسطة الركامات الجليدية.

 

وقد أوضحت الدراسات الجيومورفولوجية بأنه عند تعرض الحلبات الجليدية لفعل التعرية الجليدية وكذلك لعمليات تحرك المواد فإن ظهر الحلبات يأخذ في التراجع الخلفي بمرور الوقت وتتسع الهضبة الحلبة وجوانبها.

ومرحلة متأخرة تنكمش مساحة الأراضي الفاصلة بين الحلبات المتجاورة وتتكون حواجز جبلية شديدة التضرس أشبه بالمنشار (Aretes) وتبرز القمة الجبلية فوق هذه الحواجز المضرسة على شكل هرم أو قرن جبلي. ومن أظهر أمثلته جبل ماترهورن (The Matterhorn) في سويسرا.

ويتميز ظهر الحلبات الجليدية بتعرضه لشقوق عميقة جداً تعرف باسم فتحات البرجشـروند (Bergschrunds) وقد اهتم بدراستها كل من جونسون 1904 (W. Johnson) وفون لويس 1949 (W. Vonlewis)

 

وقد رجح الأول أن فتحات البرجشـرون تعزى إلى نوايا حدوث عمليات التجمد والذوبان في ظهر الحلبات، ومن الصعب قبول هذا الرأي ذلك لأن المدى الحراري اليومي والفصلي هنا يعد ضئيلاً جداً ولا يمكن أن ينتج عنه تكوين هذه الشقوق العظمى في ظهر الحلبات.

أما فون لويس فيرى أن هذه الشقوق العظمى نتجت بفعل المياه المنصهرة أسفل الثلج والمتجمعة أسفل ظهر الحلبات وعند إعادة تجمدها تنكسر الكتل الصخرية وتكون فتحات البرجشـروند.

هذا إلى جانب انسياب الكتل الثلجية من منحدرات شديدة جداً (ظهر الحلبة) إلى منحدرات بسيطة (قاع الحلبة) يؤدي بدوره كذلك إلى تكوين شقوق وفتحات البرجشروند في ظهر الحلبات الجليدية.

 

وعندما تنساب الثلاجة من منطقة المنابع صوب الأراضي المنخفضة بمساعدة فعل الجاذبية فإنها تكتشف أودية ما قبل الجليد وتتخذ منها طريقاً لها.

وينحصـر جسم الثلاجة في مثل هذه الأودية , إلا أنها تعيد تشكيلها من جديد ويعمل الجليد على نحت أرضيتها وتسويتها ويحتك بصخور جوانبها ويقشطها ومن ثم يظهر القطاع العرضي للثلاجة على شكل حرف U بخلاف القطاع العرضي للزاوية النهرية الجبلية الذي يبدو على شكل V .

أما الأودية الرافدية للثلاجة فتظهر على شكل ثلاجات معلقة حيث لا يصل مستوى قاعها إلى نفس المستوى الذي وصلت إليه الثلاجة الرئيسية.

 

وقد يتشكل قاع الثلاجة بعدة ظاهرات جيومورفولوجية تختلف من موقع إلى آخر ومنها الأحواض المغلقة (Enclosed Basins) والمدرجات الجليدية الأساسية (Glacial Terraces) والصخور الغنمية Roche Moutonnes))

كما يتميز وادي الثلاجة بكونه قليل المنعطفات وبامتداده الطولي ومن ثم يعمل على قشط مناطق البروز لأراضي ما بين الأودية (Inter Fluvial Crests) وتسوية الألسنة المتداخلة لها (Interlocking Sputs) وتكوين الألسنة المقشوطة (Trunca-ted spurs) بفعل النحت الشديد للجليد لجوانب الثلاجة.

وعلى ذلك تعمل الثلاجة على نقل كميات هائلة من المفتتات الارسابية تعرف باسم الركامات الجليدية (Glacial Moraines) ومنها الركامات الجليدية الجانبية (lateral m.) والوسطى  ( (me-dial m.والنهاية (End M) والأرضية (Ground M.) وذلك بحسب موقع الرواسب بالنسبة لمجرى الثلاجة.

 

أما إذا انسابت الثلاجات من المناطق الجبلية الساحلية العالية إلى البحر المجاور لها، فقد تتكون هنا ظاهرة الفيوردات (Fjords) ومن أمثلتها فيوردات ساحل النرويج والساحل الغربي الاسكتلندي والساحل الجنوبي لشيلي.

والفيوردات هي عبارة عن مصبات الثلاجات في البحر وقد تصب هذه الثلاجات في أودية نهرية أصلاً إلا أنها تعيد تشكيلها من جديد وتصبح أودية للثلاجات.

وينحدر الثلج والكتل الثلجية إلى البحر عبر هذا المصب الجليدي على شكل جبال جليدية طافية تعمل على تعميق أرضية المصب بالقرب من خط الساحل بفعل احتكاكها قاع الجبال الجليدية الطافية ومن ثم يتبين أن أعماق الفيودات تزداد عند خط الساحل وتقل صوب البحر مما يؤكد تأثير فعل جبلي الثلج الطافية في تحت أرضية الفيورد.

 

ومن المعروف كذلك أن عمق المياه في الفيوردات أعظم بكثير من الارتفاع الذي طرأ على مستوى سطح البحر خلال عصر البلايوستوسين.

فيبلغ متوسط عمق المياه في فيورد سوجن (Songne Fjord) في النرويج نحو 12 ألف متر بينما عمق البحر عند مدخله نحو 200 متر. ومع ذلك لم يزد الارتفاع في منسوب سطح البحر منذ عصر البلايوستوين حتى الوقت الحاضر عن 110 متر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]