العلاج بالعقاقــير المتبع لحالات “فقدان الشهية العصبي”

1997 فقدان الشهية العصبي

الدكتور أحمد محمد عبدالخالق

KFAS

العلاج بالعقاقير المتبع لحالات فقدان الشهية العصبي الطب

شاع استخدام " الكلوربرومازين" Chlorpromazine في الخمسينيات والستينيات من هذا القرن في علاج فقدان الشهية العصبي, وقد أشارت بعض التقارير أن له أثراً في اكتساب الوزن وتأثيراً مباشراً في تنبيه الشهية.

ولكن الآثار الجانبية تضمنت زيادة الوزن, وانخفاض ضغط الدم, والقلق وعدم الاستقرار الحركي, وتأخر الحركة أو صعوبتها أو الألم الناتج عن الحركة, ولذا فإن هذا العلاج نادر الاستخدام الآن.

ثم استخدمت بعد ذلك مضادات الذهانية, ولكنها تعد تستخدم إلا مع طائفة من مرضى فقدان الشهية العصبي الذين يصاحب مرضهم هذا مرض ذهاني, أو مع المرضى الذين لديهم قلق طاغ بحيث لم تفلح معهم المهدئات البسيطة. وظهر كذلك أن تشوه صورة الجسم, وهو أمر مركزي في فقدان الشهية العصبي لا يستجيب للعلاج بمضادات الذهان.

كما تشير بعض التقارير إلى أن مضادات الاكتئاب عندما تستخدم لعلاج فقدان الشهية العصبي يزداد وزن المريض, وتتناقص الأعراض الاكتئابية لديه, وتقل اتجاهاته الشاذة نحو الطعام.

وكشفت دراسات أخرى أن مرضى فقدان الشهية العصبي الذين يصاحب مرضهم أعراض اكتئابية هم وحدهم الذين يستفيدون من العلاج بمضادات الاكتئاب, أكثر من مرضى فقدان الشهية العصبي الذين ليس لديهم اكتئاب.

وقام بعض الباحثين بتجربة كاربونات اللثيوم, ولكنهم يوصون استخدامها إلا مع اضطراب فقدان الشهية العصبي المرتبط بذهان الهوس/ الاكتئاب أو المصاحب له.

ولقد جُربت حديثاً عقاقير مختلفة (انظر: 29ص496), ولكن الدراسات الدوائية لم تحدد بعد أي علاج بالعقاقير ينتج عنه تحسن مؤكد في محور الأعراض الموجودة في فقدان الشهية العصبي.

ومن ناحية أخرى تشير بعض الدلائل الحديثة (المرجع والموضع نفسه) إلى أن العلاج الكهربي التشنجي (ECT) Electric convulsive Therapy له فائدة في حالات معينة من فقدان الشهية العصبي واضطراب الاكتئاب الأساسي.

ويمكن القول بدرجة كبيرة من الاطمئنان أن علاج اضطراب فقدان الشهية العصبي بالأدوية المؤثرة على الحالة النفسية يصلح بشكل أفضل مع الحالات التي يختلط فيها فقدان الشهية مع الاضطراب النفسي, وهذه هي غالبية الحالات عندما تصل إلى درجة شديدة.

ولكن علاج فقدان الشهية العصبي بالعقاقير وحدها يعد غير مشجع حتى الآن.