العلاقة بين السكري و انفصام الشخصية
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
لقد أشارت بعض التقارير إلى وجود علاقة ما بين السكري وبين الاضطرابات النفسسية، إلا إن تلك الدراسات لم تكن تأخذ بالحسبان العمر ونوع الجنس والسوابق الأسرية والعرق والبدانة.
كما أغفلت تلك الدراسات بعض العناصر الهامة مثل أوقات تناول المعالجة الدوائية وبعض التفاصيل الأخرى حولها.
وقد تتدخل الأدوية الحديثة لمعالجة الفصام (انفصام الشخصية) بضبط مستوى السكر في الدم، فتغير ذلك المستوى، وهو الأمر الذي لم تكن الأدوية القديمة، مثل الريزبيريدون، تفعله من قبل.
وقد تعود الاختلافات التي يلاحظها الأطباء في التأثيرات بين الأدوية القديمة والأدوية الحديثة للفصام إلى وقت تشخيص السكري لدى من يتناولونها، وفي ما إذا كان السكري قد تم تشخيصه لديهم قبل البدء بتناول تلك الأدوية أم بعد بدئهم بتناولها. كما قد تعود تلك الاختلافات أيضاً إلى طبيعة الاختبارات التي استخدمت لتشخيص السكري.
ولإلقاء الضوء على العلاقة بين السكري والفصام لا بد لنا من التفكير بإجراء البحوث التي توضح سبب إصابة 15 بالمئة من الفصاميين بالسكري، بينا لا تزيد تلك النسبة بين عامة الناس عن 3 بالمئة، كما أن الأفراد الأمريكيين الأكبر أعماراً والمنحدرين من أصل أفريقي معرضون لاحتمالات خطر أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض النفسية.
وقد ابتكر الأطباء والباحثون أدوية متفاوتة الأنواع لمعالجة الفصام والاضطرابات النفسية الأخرى، وتصنف تلك الأدوية ضمن فئتين، تضم الفئة الأولى الأدوية من الجيل الأول أو ما تعرف بالأدوية النمطية، وتضم الفئة الثانية الأدوية من الجيل الثاني أو ما يعرف بالأدوية غير النمطية.
وأدوية الجيل الثاني أدوية جديدة، إذ لم يمر على البدء في استخدامها أكثر من عشرين عاماً، والمعروف أنها أقل إحداثاً للتأثيرات الجانبية الشديدة الوطأة، مما يجعلها أكثر تفضيلاً على غيرها لدى الأطباء الذين يعالجون السكريين المصابين باعتلالات نفسية.
وهناك مجموعة خاصة من الأدوية التي تثبط إفراز الإنسولين، وهي مركبات الثيازيد المدرة للبول، والمضادة لقنيات تمرير الكالسوم، والفينيتوئين، والبنتاميدين، والسيكلوسبورين، وهناك أدوية أخرى تتلف الخلايا بيتا في البنكرياس، مثل ستريبتوزوسين.
وينبعي على الأطباء أن يفكروا بجدية عند استخدام الأدوية المنبهة للجملة العصبية الودية، ومثبطات ومنبهات المستقبلات ألفا وبيتا فيها، ومركبات الكزانثين، كما أن مركبات الكورتيكوستيرويد وأقراص منع الحمل ومركبات الستيرويد البانية للجسم تؤدي إلى تدني أداء الإنسولين لوظائفه، ولا تزال البحوث تجري حول تأثير المزيد من الأدوية على السكري، ومنها على سبيل المثال حمض النالديكسيك، والريفامبيسين والإيزونيازيد، والفينوثيازين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]