العلاقة بين مركب الفورمالديهايد والبيئة الداخلية للمباني

435 3 دقائق

2001 ملوثات البيئة الداخلية للمباني

فرحات محروس

KFAS

مركب الفورمالديهايد البيئة الداخلية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

الفورمالديهايد غاز عديم اللون حاد الرائحة، يتواجد تجارياً على هيئة محلول يحتوي على نسبة تتراوح من (30-56%) بالوزن غاز فورمالديهايد مذاب في الماء ، مضافاً إليه نسبة (0,05 – 15%) ميثانول كمادة مثبتة ⁽⁹⁾.

وجزيء الفورمالديهايد HCHO، ويعرف الفورمالديهايد بأسماء أخرى مثل الفورمالين، الميثانال، ألديهايد – وهو محلول عديم اللون قابل للاشتعال وأبخرته شديدة السمية عند استنشاقها.

كما أنها قابلة للاشتعال عندما ترتفع درجة حرارة الغرفة، ويدخل الفورمالديهايد في صناعة العديد من الراتنجات والألياف الصناعية ومنتجات البلاستيك والمواد المطهرة ومواد البناء .. الخ.

ويتولّد الفورمالديهايد كمنتج ثانوي في أثناء عملية الاحتراق وبعض العمليات الأخرى، وهذا يرجع سبب تواجده في هواء كل من البيئة الخارجية والداخلية على حد سواء وبنسب جوهرية، وتعتبر عوادم السيارات والتفاعلات الثانوية التي تحدث في الهواء الجوء من مصادر انبعاثه في هواء البيئة الخارجية.

بينما تمثّل مصادر ابنعثاه في البيئة الداخلية المنتجات المنزلية الخطرة، ومواد البناء والمواد اللاصقة والأصباغ ومواد الطلاء، والأدخنة المنبعثة من المطابخ والمواقد الغازية ومواقد الكيروسين، وبعض الشراشف والمنسوجات حيث يستخدم كمادة معالجة في مراحل تصنيعها لتحسين أدائها ولحفظ المنسوجات مفرودة لفترات طويلة.

وأيضاً من المصادر الرئيسة لانبعاثه بالبيئة الداخلية الأثاث المنزلي والمنتجات المصنعة من الأنواع المختلفة من الأخشاب المضغوطة Pressed Wood Products أو الصناعية، وبعض مواد الديكور التي تدخل في صناعتها مواد لاصقة من الراتنجات الصناعية المحتوية على اليوريا فورمالديهايد Formaldehyde (UF) – Urea ، أو المحتوية على فينول فورمالديهايد (2) Formaldehyde (PF) – Phenol

وينبعث من الأخشاب المحتوية على النوع الأخير غاز الفورمالديهايد بمعدلات أقل من الأخشاب المحتوية على راتنجات اليوريا.

وتقل معدلات انبعاث الفورمالديهايد بشكل عام مع تقادم المنتجات المصنعة من الأخشاب ومرور الوقت، أي أن الأثاث الجديد سوف ينبعث عنه فورمالديهايد بمعدلات أكبر من القديم وهكذا.

كما تعتبر مواد الفوم العازلة الرغوية Urea Formaldehyde Foam Insulation (UFFI) المصنعة من اليوريا فورمالديهايد والمستخدمة كعوازل للتقليل من استهلاك الطاقة مصدراً رئيساً لانبعاث الفورمالديهايد بالبيئة الداخلية للمباني.

وقد بيّنت دراسات جودة هواء البيئة الداخلية لبعض المباني، أن مستويات تراكيز غاز الفورمالديهايد داخل المنازل القديمة غير المحتوية على المواد العازلة الرغوية من اليوريا فورمالديهايد (UFFI) تكون أقل من 0,1 جزء بالمليون (ppm).

أما المنازل الحديثة التي تحتوي على العديد من منتجات الأخشاب المضغوطة والمصنعة، والمواد العازلة الرغوية من اليوريا فورمالديهايد فتصل مستويات تراكيز الغاز بداخلها لأكثر من 0,3 جزء بالمليون⁽²⁾.

وهناك العديد من العوامل التي يتوقّف عليها معدلات انبعاث غاز الفورمالديهايد من المنتجات المصنّعة حديثاً، والمستخدمة فيه المواد اللاصقة المصنّعة من راتنجات اليوريا والفينول فورمالديهايد منها ما يلي:

– تراكيز غاز الفورمالديهايد تقل معدلات انبعاثها من المنتجات التي تحتويه بمرور الوقت أي بتقادمها.

– التغير في درجات الحرارة يغير من تراكيز الغاز، حيث إن أي ارتفاع في درجات حرارة الغرفة أو المنزل سوف يقابله زيادة في النبعاث الغاز وتقل انبعاثاته مع انخفاض درجات الحرارة. وبينت الدراسات أن زيادة درجة حرارة المبنى بمقدار يتراوح من (5 – 6) درجات مئوية عن درجات الحرارة العادية سوف يضاعف من معدلات انبعاث الغاز، كما أن خفض درجة الحرارة من 30 درجة مئوية إلى 25 درجة مئوية أي بمعدل خمس درجات مئوية سوف يقلل من تراكيزه بنسبة تصل إلى 50%⁽³⁾.

– مستوى الرطوبة النسبية، فكلما زادت الرطوبة النسبية داخل المبنى كلما زادت معها معدلات انبعاث الغاز، فزيادة الرطوبة النسبية من 30 إلى 70% سوف يقابلها زيادة في تراكيز غاز الفورمالديهايد بنسبة تقدر بـــ 40% والعكس صحيح^{(3، 10)}.

– فصول السنة، ففي فصل الصيف تزداد معدلات انبعاث الغاز بسب ارتفاع درجة الحرارة بينما تقل في فصل الشتاء، ويتضح هذا من وجود علاقة مباشرة بين التغير في درجة حرارة هواء البيئة الخارجية وتراكيز الغاز بالداخل.

إلا أن هذا التغير في درجة الحرارة سوف يقابله أيضاً تغير في فرق الضغط ما بين داخل وخارج المبنى مما يزيد من معدلات التهوية بالتسرب Infiltration، وإذا كان تصميم المبنى يساعد على ذلك فإن أي زيادة في معدلات التهوية سوف يقابلها نقصان في تراكيز الملوثات الداخلية للغاز.

ويبين شكل (21) تأثير كل من التغير في درجة الحرارة، والرطوبة النسبية على تراكيز غاز الفورمالديهايد في البيئة الداخلية للمباني.