العمليات الداخلية الحاصلة في الجسم أثناء الإصابة بالسكري
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
لا يبدو أن السكري قد يظهر على الساحة فجأة دون سابق إنذار، ولا يشعر المصاب بالإصابة به إلا فجأة.
فقبل أن يظهر السكري في مظاهره الكاملة، يكون الجسم قد تعرض للعوامل المختلفة التي تدفع الجسم إلى عدم تحمل الإنسولين.
ومن المهم أن نلم ببعض المعلومات عن كيفية تأدية الأعضاء لوظائفها أثناء تطور المرض [أو ما يطلق عليه الأطباء السمات الباثولوجية الفيزيولوجية] وعن الآليات في السكري.
فهناك عمليات تحدث داخل أجهزتك وأعضائك عندما تصاب بالسكري.
ولنبدأ بالإنسولين، فلما كان الاختلال في إنتاج الإنسولين هو السبب الرئيسي للسكري، فإن من الأهمية بمكان أن تعرف الوظائف الرئيسية للإنسولين، فالإنسولين ينتج في خلايا جزيرات لانغرهانس التي تقع في البنكرياس.
ويعتبر الإنسولين من المواد البنَّاءة، فهو يبني الجزيئات من خلال الطاقة التي يتلقاها الجسم من المصادر المختلفة. كما يعمل الإنسولين على تسهيل تخزين الغلوكوز على شكل غلوكوجين في الكبد وفي العضلات.
فعندما يأكل الإنسان طعامه ترتفع مستويات الإنسولين ليرغم الغلوكوز على التحرك من الدم إلى العضلات، ثم بعد ذلك إلى الكبد، ثم في مرحلة لاحقة إلى الخلايا الدهنية.
إن الإنسولين يؤثر في الجسم من خلال نقل الغلوكوز وتحويله إلى طاقة، فهو بالتالي يحرض على خزن الغلوكوز، وهو يعطي الإشارة للكبد كي يوقف إطلاق الغلوكوز، وبالتالي يعزز ترسب الدهون في النسج الدهنية، ويسرع من وتيرة تحرك الحموض الأمينية من بروتينات الطعام إلى داخل الخلايا.
إن الإنسولين يمنع الغلوكوز والبروتين والدهون المختزنة من تعرضها للتفكك. ففي الأوقات التي تفصل بين الوجبات وطيلة الليل يطلق البنكرياس كمية ضئيلة من الإنسولين يطلق عليها المعدل الأساسي للإنسولين.
وبعد أن يتحقق الانخفاض في مستوى غلوكوز الدم، يزداد مستوى هرمون آخر يدعى الغلوكاكون Glucagon يفرز من الخلايا ألفا في جزيرات لانغرهانس في البنكرياس، ويؤدي الغلوكاكون إلى إفراز الكبد للغلوكوز المخزون، وهو يعمل مع الإنسولين على تحقيق المستويات الملائمة للغلوكوز.
وعندما يختل إفراز الإنسولين في البنكرياس فإن امتصاص الجهاز الهضمي (المعدي المعوي) للغلوكوز يزيد من إنتاج الكبد الأساسي للغلوكوز في الكبد، كما ينقص التقاط العضلات للغلوكوز الذي يتنبه عادة بالإنسولين. وعند ذلك يظهر ازدياد مستوى سكر الدم، مما يشير إلى الإصابة بالسكري.
وبالنسبة للسكري من النمط 1، فإن العملية تكاد تكون مشابهة لما سبق، باستثناء أن لدى مرضى السكري من النمط 1 استعداداً وراثياً لتلف الخلايا بيتا.
وسيتم تقديم المزيد من التوضيحات في الفصول التالية. أما الآن فسنركز على المعلومات الأساسية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]