العوامل المؤثرة على التحلل الرمي بعد دفن المتوفي
2010 الاستعراف الجنائي في الممارسة الطبية الشرعية
صاحب عيسى عبدالعزيز القطان
KFAS
التحلل الرمي بعد دفن المتوفي الطب
1- نوع القبر : هو المكان الذي تدفن به الجثة (بعد الموت) ، والقبور إما أن تكون ذات مشروعية قانونية (تحتوي جثة مدفونة بطريقة طبيعية قانونياً) ، أو أن تكون قبور عشوائية (غير قانونية) .
وتنقسم القبور العشوائية من الوجهة الطبية الشرعية إلى الأنواع الرئيسة التالية :
– القبور الجماعية : وهي إما تحتوي جثثاً مدفونة بواسطة مجرمي الحروب حيث يتم الدفن عادة في وقت واحد ، أو تضم رفات عدد من ضحايا عنف إجرامي قتلوا ودفنوا في وقت واحد أو في أوقات مختلفة في نفس الموقع .
– القبر المتعدد : وهو قبر واحد يحتوي على رفات عدد محدود من الجثث (مثل أعضاء أسرة واحدة).
– القبر الفردي : وهو الذي يحتوي على جثة واحدة فقط ، وهو النوع الذي يشيع وجوده لا سيما في مجال الطب الشرعي .
2- أنواع الدفن :
– الدفن الجزئي : تستخرج الجثة المدفونة بهيئة جزئية بنفس الطريقة المتبعة عند استخراج جثة مدفونة دفناً كلياً من قبرها ، مع الأخذ في عين الاعتبار احتمال كونها في حالة من التعفن والتحلل الرمي المتقدم ، الأمر الذي يتطلب بذل غاية الجهد وكل العناية لاكتشاف كافة أجزاء الجثة بحرص بالغ كي لا يصيب هذه الأجزاء المتهالكة أي تلف .
يجب استخراج العظام كاملة بقدر الإمكان لأن العظم المفقود في بعض الأحيان هو الجزء الذي يحتاج إليه الطبيب ، ويعتمد عليه في الإجابة على أسئلة دقيقة للتعرف على الجنس والعمر والعرق مثل الأسنان وكذلك سبب الوفاة .
يجب أولاً عمل خارطة تبين مكان الموقع ويوضح فيها أهم مكان معروف وقريب من الموقع ، ويدون عليها الملاحظات حول عملية الحفر ومكان العظام أو البقايا الأخرى ، واتجاهها وحالتها وكل ما هو مفقود منها .
يجب تنظيفها من كل ما يتعلق بها من الرمال أو الطين أو الأوساخ قبل رفعها من مكانها الأصلي . والعظام تبدو غالباً أكثر صلابة مما هي عليه في الحقيقة وعليه يجب رفع العظام من طرفيها في وقت واحد وتنظيفها ببطء من الأتربة العالقة بها .
تفرغ الجمجمة من محتوياتها من التراب والأوساخ من خلال الثقب الكبير أو من خلال أي فتحة أخرى إذا كانت الجمجمة مكسورة .
والأسنان غالباً ما تسقط من الفكين حتى عندما تكون الجمجمة كاملة ولذا يجب البحث عنها عن طريق غربلة التربة المحيطة بالقبر والتأكد من العثور عليها .
حين الانتهاء من رفع العظام توضع في أكياس من الورق مع وضع علامة على كل كيس يبين فيه رقم القبر والموقع .
– الدفن الكامل : في مثل هذه الحالات ، يجب الكشف عن القبر بتأن وبحرص شديد مع الأخذ في الاعتبار دائماً ضرورة الاهتمام بجمع كافة الآثار المادية المتواجدة حول الجثة كاملة دون إتلافها.
وفي بعض الأحيان قد تستلزم الأمور الاستعانة بخبراء الحفريات لا سيما في عمليات التنقيب عن القبور الضاربة في القدم ، إلا أنه لن تغني خبراتهم عن جهود الأطباء الشرعيين الذين يعتبرون مسؤولين مسؤولية كاملة عن الحالة وتحديد سبب الوفاة وتقييم ما بها من إصابات وتمييز علامات الاستعراف وما إلى ذلك .
وتحتوي التربة المحيطة بالجثة عادة على الكثير من الآثار المادية التي توفر فيضاً غزيراً من المعلومات المفيدة ، ولذا يجب الاهتمام بجمع بقايا ونواتج حفر القبر وحفظها في أكياس بلاستيكية ، ليتم فرزها لاحقاً باستخدام غرابيل ذات ثقوب لا يزيد اتساعها عن 2 سم حتى لا تسمح بفقد بعض العظام الصغيرة التي قد تتواجد بهذه التربة (عظام القدم وعظيمات اليد).
كما قد يعثر في هذه التربة على بعض متعلقات الجثة (حلي أو مقذوفات أعيرة نارية . إلى آخره) ، ويراعي دائماً جمع عينات من التربة حول الجثة ومن تحتها ، فضلا عن عينة من التربة بعيداً عن مكان القبر (لأغراض المقارنة) .3- بنية الجسم :
إن الأشخاص الذين يعانون من هزال شديد في حياتهم ، تتحلل أجسادهم (بعد وفاتهم) بمعدلات أسرع من جثث قرنائهم الأقوياء البنية الذين دفنوا معهم في وقت واحد وتحت نفس الأحوال البيئية ونفس الظروف الطبيعية .
4- الزمن المنقضي بين توقيت الوفاة وتاريخ الدفن : ففي مجموعة من ضحايا إحدى الكوارث الطبيعية الذين توفوا في وقت واحد ، وفي نفس الظروف المناخية ، والذين دفنوا على فترات متعاقبة خلال بضعة أيام (نظراً لاختلاف توقيت العثور على جثثهم) ، إن من دفن منهم مبكرا ، تتحلل جثته أبطأ من الآخرين الذين دفنوا بعده .
5- الملابس التي على الجثة : في حالة دفن الجثة بملابسها ، فإن هذه الملابس (أو أي أغطية أخرى) تؤخر من سرعة تحلل الرمي بالمقارنة مع تلك الجثث التي تدفن عارية .
6- عمق الدفن : بصفة عامة ، كلما زاد عمق الدفن (عمق القبر) ، كلما تناقصت معدلات التحلل الرمي ، أما في حالات الدفن السطحي ، فتزداد تهوية التربة حول الجثة ، كما تزداد فرصة تعرض الجثة للحشرات والحيوانات المترممة ، فضلاً عن زيادة فرصة درجة حرارة القبر لقربه من أشعة الشمس مما يتسبب في سرعة تحلل الجثة .
7- نوعية التربة : التربة الجافة العالية المسامية توفر فرصة جيدة لتحول الجثة إلى الحالة الموميائية . ويعرف بالتحنيط الطبيعي بالتغير الرمي الذي يطرأ تحت ظروف خاصة بعد الوفاة من نتيجته أن تحتفظ الجثة بشكلها مقدداً جافاً دون تحلل بأنسجتها .
كما يحدث في حالات الوفاة بمناطق صحراوية حيث تشتد فيها التيارات الهوائية وتتعرض الجثث لأشعة الشمس القوية وتمتص الرمال سوائل التعفن وفي هذا التحول أيضاً ما يوقف التعفن بعد ابتدائه ، فجفاف الجو وارتفاع الحرارة فيهما يسبب قتل الميكروبات المسببة للتعفن تماماً .
تجف الجثة ويتكرمش الجلد عليها ويندبغ ويدكن لونه ويزول الدهن ويلتصق الجلد بالعظام والعضلات الجافة ويبدأ التحول إلى مومياء .
8- تأثير الهواء : تساهم جودة تهوية التربة حول الجثة (كما في القبور السطحية) في زيادة معدل تحلل الجثة . حيث تؤثر درجة الحرارة والرطوبة والنشاط الحشري في ذلك .
9- وجود أشياء معينة داخل القبر : يزيد وجود ألياف أو قشور نباتية معينة (القمح والشعير والصنوبر) داخل القبر من معدلات تحلل الجثة ، وذلك من جراء ما يكون عالقاً بها من بكتريا أو جراثيم ، فضلاً عن أنها تشكل نوع من العزل الحراري للقبر عن العوامل الجوية الخارجية ، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل القبر نسبياً .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]