العوامل المساهمة في وصول العلم والتقانة في الاتحاد السوڤييتي لمرحلة قصور شديد
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
الاتحاد السوڤييتي العلم والتقانة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
خلال مرحلة من العقود، تم تطوير العلم والتقانة في الاتحاد السوڤييتي تحت وطأة ثقيلة من ضغوط التعنت السياسي والعقائدي، وكان الحكم عليهما مبنيًا قبل كل شيء على وجهة نظر الاعتبار السياسي والإمكانات العسكرية للأمة.
وكان من جراء عزلة الاتحاد السوڤييتي قبل الحرب العالمية الثانية والتعاون الدولي المحدود جدًا خلال الحرب الباردة التي تبعتها، أن نشأت ثغرة خطيرة في العلم.
لقد كانت استراتيجية البحث والتطوير في الاتحاد السوڤييتي واسعة تغطي جميع حقول العلم والتقانة.
وفي بعض المجالات، كانت الأهداف الوطنية للبرامج العلمية تكراراً لتلك الموضوعة في الخارج. ونجم عن هذا إنفاق عقيم للموارد بدلاً من المكاسب التي كان من الممكن أن تُجنى من التعاون الدولي، وأدى، على أقل تقدير، إلى تخلف ضئيل وراء الجالية العلمية الدولية.
وهكذا وعلى الرغم من إنجازات مهمة في أبحاث الفضاء والفيزياء النووية … إلخ، فإن إسهام الاتحاد السوڤييتي في أدبيات العلم والتقانة العالمية تتناقص خلال الفترة ما بين 81– 1991 من %8 إلى %6.7 (الشكل 2).
إن غياب سياسة تجارية دولية مرنة مرتبطة بالمطالب الاقتصادية، أدى إلى الإنفاق على تطوير وتصنيع منتجات غير قادرة على التنافس في السوق العالمي (الحواسيب الشخصية وإلكترونيات المستهلك والمستحضرات الصيدلانية).
وأفضى فتح الحدود أمام الواردات إلى العزوف عن المنتجات المحلية، لذا أضحت جهود البحث والتطوير ذات العلاقة تحمل فائدة عملية ضئيلة.
وقد أثرت الاعتبارات السياسية في تحديد ووضع الأولويات حسب الأهداف العسكرية في المقام الأول، في حين أحاطت القيود الأيديولوجية ونقص الموارد بالبيولوجيا والعلوم الطبية والسيبرانية والعلوم الاجتماعية والإنسانية.
نَعِمَ القطاع الأكاديمي والبحث والتطوير ذوا التوجه العسكري بأعلى الأولويات. وكانت تتلقى دعمًا من الدولة على مقياس كبير يُنفَّذ بصور مختلفة– تمويل مباشر للميزانية، تزويد مركزي بمعدات البحث المستوردة، إنشاء المباني الحديثة للمعاهد الأكثر أهمية، مخصصات بالعملات الصعبة للبعثات في الخارج ولشراء الأدبيات العلمية وامتيازات معتمدة رسميًا في الرواتب وحتى في أمد الإجازات.
وكانت هناك داخل أكاديمية العلوم ووحدات البحث الدفاعي بنية تحتية اجتماعية شاملة للتزويد بالسكن والخدمات الطبية وخدمات العناية بالأطفال، والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، في حين كان الباحثون في القطاعات الأخرى محرومين من هذه الأشياء، وبناء عليه فقد كان العمل في هذين القطاعين ذا مقام أرفع بكثير من العمل في المعاهد المدنية للبحث والتطوير الصناعيين أو في قطاع التعليم العالي.
وهذا ساعد بدوره على جذب العاملين المهرة، كما أنشئت مدارس بحث متميزة في مجالات عدة للعلم والتقانة.
وأفضت جميع هذه العوامل إلى حالة شديدة من القصور الذاتي داخل منظمة البحث بأكملها وإلى رغبة في الحفاظ على هياكل مؤسساتية عتيقة متخلفة عن العصر.
وقد عاق هذا الأمر رد الفعل في الوقت المناسب على تغيرات في البيئة والمحيط وشوش على وضوح الحاجة إلى تحول هيكلي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]